*ظاهرة خطيرة ظلت تصاحب نتائج المريخ فى هذا الموسم وتشكل هاجسا كبيرا ومن شأنها أن تهدد مستقبل المريخ ، ونرى أنها تستحق الإهتمام والدراسة والتعامل معها بدرجة من الجدية حتى لا تستفحل و تصبح قاعدة ومن الثوابت وهى غريبة تماما على المريخ وجماهيره. وتتمثل هذه الظاهرة فى سهولة الوصول لشباك المريخ وإهتزازها فى كل مباراة وبطريقة لا تخلو من الغرابة خصوصا وأن خط دفاع المريخ يضم لاعبين متميزين *وعندما نسمى إهتزاز شباك المريخ ونصفه بأنه ظاهرة خطيرة فذلك لأن المريخ وعلى مر تاريخه كان يتميز بأنه الفريق الأقوى دفاعا وكان من الصعب الوصول لشباكه لدرجة أن مهاجمى الفرق الأخرى وعندما يحرز الواحد منهم هدفا فى شباك المريخ يعبر عن فرحته بطريقة ( هستيرية )، وهناك من يقيمون الإحتفالات لمجرد أن هدفا ولج مرمى المريخ وأذكر هنا أنه وفى إحدى المباريات فاز المريخ بستة مقابل هدف وكان تعليق البعض هو أن ( الأكثر أهمية هو الهدف الذى ولج شباك المريخ) والكل تابع أنه وفى إحدى المواسم ( قبل ثلاثة وعشرين عاما) وعندما كان يحرس مرمى المريخ العملاق والأسطورة حامد بريمة أحد أبرز حراس المرمى فى القارة الأفريقية والأفضل فى السودان والذى لم ولن يأتى مثله حارس مرمى فقد ظلت شباك المريخ عذراء ناصعة البياض ولم تهتز خلال سبعة عشر مباراة فى الدورى ونال لاعب العباسية ود إبليس شرف أول لاعب يحرز هدفا فى شباك المريخ . ونذكر كيف أقيمت المهرجانات وقتها بمناسبة هذا الهدف وتعامل معه خصوم المريخ وكأنه حدث كبير ومن زاوية أنه إنجاز ضخم وفريد من نوعه - هكذا كانت قوة دفاع المريخ وكانت وقتها المقولة التاريخية ( الويل لمن يبادر بإحراز هدف فى شباك المريخ). *الآن تغير الوضع كليا ونحن نتابع كيف أصبحت شباك المريخ متاحة وكل من ( هب ودب) يمكن أن يصل إليها ويكفى أن نشير إلى أن عدد الأهداف التى أحرزت فى شباك المريخ تعادل نسبة هدف فى كل مباراة وهذا ما تقوله الأرقام (وليس نحن ) فشباك المريخ وخلال خمس مباريات إهتزت عشر مرات بواقع هدفين فى كل مباراة ( أمام كل من الموردة - الفريق البرازيلى - بلاتنيوم - الخرطوم الوطنى - هلال دنقلا ) وهذا بالطبع رقم قياسى وحالة جديدة و خطيرة لم يشهد مثلها المريخ منذ إنشائه وتشير إلى وجود خلل واضح وإلى وجود ثغرة فى خطى الدفاع وحراسة المرمى. *أسباب هذه الظاهرة واضحة و لا تحتاج إلى إجتهاد أو كبير عناء وكلها تنحصر فى أن التنظيم الدفاعى الذى يلعب به خط الظهر المريخى ليس جيدا أو قد لا يكون هناك تنظيم من الأصل بل مجرد إجتهاد لاعبين فالخلل يكمن فى غياب خط الدفاع الأول ( الإرتكاز ) بمعنى أن ثنائى المحور لايقومان بواجبهما المتمثل فى قفل الطريق أمام مهاجمى الخصم القادمين من منطقة العمق إضافة لإهمال المدافعين الأربعة لجوانب الرقابة والتغطية والتركيز وترك مساحة خالية للخصوم ليتحركوا فيها بحرية من دون أية مضايقة ويبدو واضحا أن نجوم المريخ أصابهم الغرور لدرجة أن الواحد منهم يرى فى نفسه أنه أكبر من أن يراقب ويضغط . أما الخلل الكبير فهو فى إصرار جهاز المريخ الفنى على اللعب بطريقة تخالف إمكانيات لاعبيه ولا تناسب قدراتهم وتماديهم فى ( محاكاة وتقليد ) المدربين الآخرين وبالطبع فإن المدرب الفاهم والشاطر هو الذى يضع إستراتيجيته بناء على واقع وإمكانيان فريقه وبالمقابل فإن أى مدرب لا يتعامل مع واقع فريقه وقدرات عناصره فإن مصيره الفشل *دفاع المريخ يحتاج لإعادة صياغة وتنظيم وبوضعه الحالى يعتبر ضعيفا ولن يؤدى الغرض وليس فى مقدوره حماية مرمى المريخ ولا نرى هناك حلا أو مخرجا إلا بالرجوع للنظام السابق ( المتخلف ) وهو إشراك ثلاثة لاعبين فى منطقة العمق ( العودة لنظام القشاش - الليبرو ) وفى ذلك تأمين لظهر المدافعين . صحيح أن نجوم الدفاع المريخى متميزين ويكفى أن من بينهم ( باسكال ) ولكن غياب التنظيم أو الطريقة المطبقة حاليا تجعل هناك مساحة للخصوم ليصلوا لشباك أكرم بالتالى لابد من إعادة النظر والعمل على علاج الخلل وسد الثغرات. *النظرية الحديثة فى كرة القدم تقوم أولا على حماية المرمى ومن ثم البحث عن هدف ولكن الوضع عند ريكاردو مختلف ومعكوس. *نرجو أن يتعامل جهاز المريخ الفنى بجدية مع ظاهرة إهتزاز شباك فريقه ووضع الحل لها وعلاجها جذريا *فى سطور *يبدو أن موتيابا اليوغندى من اللاعبين الأكثر عرضة للإصابة ونخشى أن يكون من النوعية التى تدعيها - أى الإصابة - فمن النادر أن يكمل مباراة *الأهداف التى ولجت شباك المريخ فى هذا الموسم ( رغم أنه فى بدايته ) يفوق عددها الأهداف التى ولجت شباكه فى أربعة مواسم كاملة *إدكو يحتاج للتركيز وساكواها مطالب بالتعاون مع زملائه والتخلى عن الأنانية والغرور والغطرسة وعلى باسكال أن يلتزم بمهام وظيفته ونرجو أن يعود الشغيل للتألق ويقوم بواجبات المحور ونتمنى أن يتخلى الباشا عن الإسلوب المثالى واللعب الهادئ ويؤدى بشراسة وهمة وحماس. *حكم جبل أولياء دخل التاريخ من باب الخروج وإن كان قد سعى للشهرة والنجومية فقد نالها ولكن بالعكس . كابتن فيصل العجب مشهود له بالإنضباط والسلوك المثالى والأخلاق وظل محل إشادات الحكام ولم يحدث أن أتى بسلوك مخالف ومهما حاول هذا الحكم ومن خلفه الذين أوكلوا له إدارة هذه المباراة تبرير طرده للعجب فلن يقنعوا أحدا وذلك لأن الكل يعرف قيمة وأدب هذا اللاعب *نسأل إلى متى يظل المريخ حقل تجارب للحكام المبتدئين والمنفعلين وفاقدى الموهبة والذين لا يملكون المواصفات التى تؤهلهم ليكونوا قضاة ملاعب *لماذا لا يخافون من دعوات المظلومين عليهم