شن الرئيس عمر البشير، يوم الأربعاء، هجوماً عنيفاً على الحركة الشعبية، الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان، وأعلن عزم الخرطوم على تحرير مواطني الجنوب من حكم الحركة، وقال: «ستسمعون خلال ساعات قلائل أخباراً سارة عن تحرير هجليج» ، بينما توقعت وزارة الخارجية، اصدار مجلس الامن الدولي قرار بإنهاء احتلال الجيش الشعبي لمنطقة هجليج واتخاذ تدابير تعين على ذلك، ولم تستبعد ان يأذن مجلس الامن الدولي، للاتحاد الافريقي باتخاذ التدابير القسرية اللازمة لانهاء النزاع لضمان تطبيق الانسحاب على الارض، ووصفت تلويح مجلس الامن بفرض عقوبات على الدولتين بأنه غير مقبول ولايسنده منطق. وتأسف البشير لدى مخاطبته لقاءً للنفرة بالمؤتمر الوطني لدورهم في تمكين الحركة الشعبية، قائلاً: «نحن مسؤولون أمام شعب الجنوب لإنهاء الحركة الشعبية ووجودها في السودان». ومضى الرئيس قائلاً: «نقول من الآن العين بالعين والسن بالسن والدقة بدقة والبادئ أظلم وشعارنا تحرير الوطن ومواطني الجنوب من الحركة الشعبية». وزاد «نحن ساهمنا في تمكين الحركة الشعبية في الجنوب ويجب ان نصحح هذا الخطأ الذي ارتكبناه». وتابع «نقول لهم الحكاية سجال بيننا اما انتم في الخرطوم واما نحن في جوبا.. ولم يستبعد مسؤول بالدبلوماسية السودانية ان يأذن مجلس الامن الدولي للاتحاد الافريقي باتخاذ التدابير القسرية التي تنهي الاحتلال عبر مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقي، والذي مناط به استتباب الامن في الاقليم قائلا ان علاقته وثيقة بالمنظمة الدولية. واكد دهب ان وزارته على اتصال مع منظمة الصليب الاحمر لضمان عدم تعرض الاسرى السودانيين لدى جوبا للمعاملة غير اللائقة وتعريض حياتهم للخطر. وقال ان الحكومة تتوقع زيارة المبعوث الاميركي برلستون ليمان للخرطوم لبحث الازمة الاخيرة، كما رحب بالمبعوث الايراني الذي راجت انباء عن قدومه يوم السبت المقبل لنزع فتيل الازمة قائلا «لاعلم لي بزيارة المبعوث الايراني لكن الحكومة ترحب بكل المبادرات». ووجه مدير ادارة العلاقات الدولية بوزارة الخارجية انتقادات عنيفة لحكومة جنوب السودان، وقال انها باتت تشكل خطرا على الامن الاقليمي لدول المنطقة وتابع «تلقينا اخطارا من جامعة الدول العربية نقلا عن صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية بموافقة جوبا على فتح سفارتها في القدس وهو ما يعني الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية». وذكر ان جوبا بخطوتها التي اقدمت عليها ستصنف ضمن الدول التي تثير العنصرية في المنطقة والعالم وزاد «هذا التحرك اذا صح التيقن منه يضع حكومة الجنوب ضمن دول التفرقة العنصرية البغيضة». وقال دهب انه يأمل ان ان تتم محاسبة حكومة الجنوب من قبل منظمات المجتمع المدني في الدولة الوليدة على فعلتها الرعناء باحتلال منطقة غير متنازع عليها. وقال ان وكالات الانباء بثت صورا لمقاتلين من حركة العدل والمساواة داخل منطقة هجليج وهو مايعني فعليا دعم جوبا وايواءها للحركات المسلحة، وحمّلها مسؤولية الهجوم الاخير على منطقة الميرم. وقال انه يتعين على مجلس الامن الدولي انهاء الاحتلال، وقال انه ما لم تتخذ الاجراءت التي تنهي ذلك «فإننا لا نتوقع حدوث اية خطوات اخرى» مضيفا ان تلويح مجلس الامن الدولي بفرض عقوبات على الدولتين يعني مساواة الضحية والجاني، واكد ان الحكومة لم ولن تدخر جهدا لارساء السلام والحوار وقال ان الفرصة مواتية امام المجتمع الدولي لمنع اراقة الدماء وانزلاق البلدين الى حرب شاملة.