(في الفؤاد ترعاه العناية وبين ضلوعي الوطن العزيز) من عيون الغناء للوطن السوداني مدخل : (2) (ياي بليدنا وكلنا أخوان سودان بليدنا.. ياي) من أغاني جنوب السودان قبل كارثة الانفصال (1) إنها الحرب ٭ عزتنا في وحدتنا وشهامتنا في بناء دولة السلم والأمان لعن الله الحرب - خضناها منذ العام 1955م - كحرب اهلية لحركات متمردة وجماعات ساخطة... فما المحصلة النهائية؟!! الاجابة: موت ودمار ثم الوصول الى محطة السلام - باتفاقية كان الانفصال هو الثمن الذي دفعناه (انجازا لها) .. ٭ تبقى ما الفائدة من الحرب؟! اللعينة والجري وراء قيامها اليوم؟! /1 الاجابة : قتل المزيد من الانفس بدم بارد (شقيق). ثم غلاء طاحن في الاسعار والزيادة غير المتوقعة لقيمة الدولار (فأين صلاح كرار)؟! وايضا تهديد نتيجة للانفلات الامني. ٭ اهدار للموارد المادية والبشرية لاكبر دولة في افريقيا والوطن العربي من حيث المساحة الجغرافية والقوى البشرية. ٭ تعطيل متعمد لكل مشاريع التنمية - بالمقارنة مع كل الحقب التاريخية ثم التهديد بنموذج من العنف المجتمعي - قاد الى تفتيت بنية المجتمع السوداني - والذي لا نظير له الا ما انتهت اليه دولة الصومال اليوم. ٭ يبقى ان لنا ان نلقي بحمل التداعي الذاتي واجترار شدو الغناء بالفخر الى الجنزير وثقله في يوم (الحارة) كل ذلك من اجل اطفاء نار الحرب اللعينة.. (في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور).. ٭ ثم لابد من الشد من ازر الجميع من (ابناء سودان 1956/1/1م). (محمد عثمان، دينق، اوشيك، بابا ، طريح ، تية ، حمدون وخلافه) بدون فرز ، سواء كان ذلك في الشمال الجغرافي او الجنوب السوداني.. ٭ ولا مرحب بخطاب (المديدة الحارة) .. اذا كان من نتائجها ضياع السوداني او (الزول) باللهجة السودانية المحببة - نعم الجميع مشبع بمرارات الفراق والحزن على الاخلاء والاحباب من ضحايا الحرب اللعينة، ولكن لابد ان نحيا الحياة (بمرها وحلوها).. وما النصر الا من عند الله سبحانه وتعالى واذا لم نصبر على الاذية في زمن قلة الوعي - فلا محالة، فان الطوفان آت وان اتى فلا منجى للجميع الا بالطلوع على ظهر السفينة - حيث لا عاصم للجميع الا في مبدأ الصبر على المكاره، والعمل علي تحقيق السلام الشامل.. ولنحتسب كل ما اتى في (نيفاشا) من خداع وغفلة، وما تمخض من تجديد (للحرب اللعينة) والشيء المؤسف اليوم، بين دولتين - هما في الاساس دولة (جمهورية السودان).. المعروفة بحدودها منذ العام في 1956/1/1م، تبقى من المكابرة والتحايل ان نرهن موضوع (الوحدة الجاذبة) لمشروع الانفصال الكذوب والعدائي - باسم ما سمي باتفاقية السلام الشامل في 2005م. (2) السلام والدافع الدولي: كم كنا (سودانيين طيبين) حينما رهنا ارادتنا (طرفي نيفاشا) للرافع الدولي، متمثلا في دول الايقاد، باعتبار ان الامتثال للقانون الدولي امتثال للاجماع الاممي - وقد نسينا كيف ان العراق الشقيق وضياع دولته - ما هو الا محصلة فناء (مقصود) باسم دول التحالف - وان الحرب الباردة اليوم لم تعد نذرها تلوح ما بين معسكرين (اشتراكي ورأسمالي) كما كان اثناء الحرب الباردة - ولكن نواجذها اليوم قد بانت باسم (تحالف شرير جديد) يحمل من (العنف خطاب البند السابع، في كيفية الحلول والتعامل مع دول العالم الثالث .. ٭ بندا للتدجين، ولسانا للقهر باسم الاجماع والقبول لقانون المحكمة الدولية في لاهاي - فما هي لاهاي؟! ٭ محكمة لا هاي عبارة عن سيف سلطته دول التحالف برئاسة امريكا والامبريالية العالمية - لاعادة صياغة بنية المجتمع الدولي، وفق رؤى العولمة - الاقصائية من التي في استطاعتها ان تختزل كل المشاريع السابقة للاقتصاد والتجارة والسياسة الدولية في (code) عددي لا يخلو من البنود السرية في كيفية التشغيل او منح ال (ok) لمكونات ال (data) ، فعليه تكون كل الموارد مرهونة الى مصطلحات الترقيم ما بين (1 - 5) يبقى ما هو الاستعمار الجديد اذا لم يكن هو التداول الكوني لحيوايات البشر باسم التجارة الالكترونية من (فيس بوك ويوتيوب...) وخلافه - والعلة الفنية تكمن فينا طالما اننا بخيارنا قد فضلنا الاستفتاء دون (الاجماع السكوتي) على (الوحدة الجاذبة) - علما ان كل مقومات الحياة في السودان منذ الازل (اي في ارض النيل الموعودة) هي الاستقبال للشعوب بالترحاب وما يؤكد ذلك - التباين الاثني والتعدد اللوني - في الاشكال وكأننا في (عالم مصغر) بدءا من الاسرة الممتدة وانتهاء الى الفرد الواحد في خشم البيت في العائلة وكاذب من يدعي نقاء عرقيا، بل ان اكثر ما يميزنا هو (برتكول آل سودان) هذا المكون الانساني الجمعي، والذي يحتوي على كل التباينات والتبادل الثقافي في العادات والتقاليد وحتى الاديان الابراهيمية منها والوثنية . وخلاصة كل ذلك ان هناك دولة كانت تسمى (السودان) اجمع اهلها وذووها على حماية الارض والعرض - ولكن في لحظة اتى المستعمر الحاقد، اتى طامعا في خيراتها ومواردها البشرية والمادية - ومن اجل ذلك ذرع الفتن - تحت مسمى سياسة فرق تسد، ونظنه قد نجح نجاحا باهرا ، طالما انه اليوم قد وجد ضالته في من بيده السلطة والثروة - وهو بالنيابة عنه قد قام بما عجز المستعمر القيام به، لحظة ان كان القصر في يد غردون باشا، والحكم في سلطة كتشنر يبقى ياعيب الشؤم والمفارقة مما هو حادث ما بين ابناء الوطن الواحد من قتال وخصام، ادى الى تقسيم السودان الى دولتين، وانتهى بنشوب الحرب اليوم في منطقة هجليج - وكل هذا هو محصلة (الفصل التعسفي) لدولتي السودان ، لأن الفصل الذي تم ما هو الا عبارة عن فصل للروح الوطنية عن الجسد السوداني العليل - والذي كان من الافضل العمل علي ازالة علته، لا العمل على قتله سريريا (نيفاشا والانفصال واليوم كل الذي نرجوه ان ينهض عقال الطرفين ليمسحا بالوعي (آثار العدوان على هجليج) والتهنئة لسلطة الخرطوم بالنصر (للجيش) .. ٭ وليذهب البترول للجحيم اذا كان هو السبب في ضياع (دولة السودان الكبرى) ولا بارك الله في شيفرن ولا اخواتها اذا كانت هناك دعوة تقول بالخرطوم (ادنى أبيي بديك هجليج) !!! اي ان اولاد دينق مجوك هدفوا من فعلتهم النكرة في هجليج الى ارسال دعوة مرفوضة (أبيي مقابل النفط)!!! فليعلم كل من يرهن الوطن الغالي الى الصفقات المادية - ان كل شبر في ارض السودان هو عزيز وغالي - فاذا سألنا عن لهيب قد نشب ودم سوداني قد سال في هجليج - (فهو غالي وغالي جدا) كما الدم الذي روى ارض (نمولي وبانتيو وحلفا وكسلا وام دافوق) فكل هذه السلسلة المربوطة بعدد مضاعفات (الحريات الاربع) او بعدد (بوصلة الجهات الاربع).. وهكذا تفرد السودان في مناخه وبيئته الجغرافية - ونقول لا للحرب ونعم للسلام - ولا مفاصلة ما بين اي شبر من الحرية والوحدة ، وما بين اي ميل من آبار النفط والانفصال - فكل انفصال هو عبارة عن نذر حرب واعلان للعداوة ويا حكومة الرئيس البشير في سودان السودان وحكومة سلفاكير في الجنوب بالانفصال نرجوكم ان تعيدوا الى السودان وحدته اليوم قبل الغد - ولتكن مأساة نيفاشا هي الدرس الذي ظللنا نجهله منذ العام 1955م، وان محصلة الصراع الاثني هي نشوب الحرب بين الدولتين كما حدث في هجليج اليوم.. ويجب العمل على ازالة كل مدخلات الحرب الاهلية من اضطهاد واستعلاء عرقي وتوفير للتنمية المتوازنة والتقسيم العادل للسلطة والثروة - فكل شيء خلاف ذلك مقدور عليه - والعبرة في تولد الحركات المطلبية المسلحة اليوم - والسلاح لا خيار يرجو منه الا الشروع في القتل للانفس البريئة واثارة البغضاء - بجانب استشراء العنف بين المجتمعات - وفساد الاخلاق وتصفية الحسابات الشخصية. ٭ اما السلم فهو الطريق المعبد دونما (اسلفت هجليج الحارق) من اجل الوصول الى دولة سودان الرفاهية الجامعة - او المشروع الحالم والحضاري الذي عناه العراب و(فشل في تحقيقه) - وحتى مشروع السودان الجديد - والذي رهن له الراحل جون قرنق حياته - فكل تلك البرامج محصلتها تكمن في (المؤتمر الدستوري الجامع) والذي ظل يتحدث عنه الامام الصادق المهدي.. ورهن له كل ما يملك من (جهاد مدني) وخلافه - او حتى ما تحدث عنه الميرغني بعبارة (السلام بعد التسليم) يدخل في لب البرنامج .. ٭ كل تلكم المحصلات هي ال (data) المطلوبة اليوم للخروج بالسودان من (دولة العنف الي دولة السلم) - دون التفكيك لأي مشروع مطروح بل قبول لاطروحات الجميع مع تبايناتها الفكرية والسياسية وهي التي بالاجماع اصبحت الاقرب الى (نفس ومزاج) السوداني البسيط (محمد أحمد المسكين) بل صارت اقرب اليه من حبل الوريد - ولنتحدث بالواضح والصريح اذا ما تجددت الحرب سوف تدخلنا في (وضع الشماتة الدولية) بعدما اجمع العالم على ايقاف اكبر حرب اهلية في جنوب السودان - لذا لابد من العمل على اصلاح الحال في ظل وجود شح الموارد والضيق الاقتصادي المهدد بالانهيار الكامل للنظام في الشمال ، اما الحديث عن الدولة الوليدة في الجنوب فحدث ولا حرج - فليس هناك وجود لبنيات لا تحتية ولا فوقية بل (بدل وكرفتات وطواقي غربية)!! - بجانب مجموعة حاكمة من قبل ابناء اكبر قبيلة في افريقيا - لم تستفد من حصيلتها العلمية الا في السعي الى تصفية حساباتها الشخصية مع بعض القبائل الاخرى حتى التي ظلت تقاسمها الحياة (بحلوها ومرها)... ٭ اذاً يبقى الخيار المطروح اليوم الترفع فوق الجراح - والتسامي على علل النفس الامارة بالسوء - للخروج بأزمة السودان المستفحلة الى البر الآمن - اما اذا طاوعنا (النفس الشريرة) - فلنقل السلام على دنيا الحياة في دولة كانت تسمى بالسودان - قد ضاعت بالغفلة على ايادي السلطة في الشمال وابناء دينق مجوك في الجنوب (ولحظتها يحق لنا ان نقول يا حليل السودان)..