لم تكن الترتيبات الإدارية والفنية المعدة من قبل المفوضية القومية للانتخابات على قدر تدافع مواطني ولاية القضارف الى مراكز الاقتراع وممارسة حقهم القانوني والدستوري في الادلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع للاجهزة التشريعية والتنفيذية، كأولى عتبات الدخول لعملية التحول الديمقراطي وترسيخ العملية الديمقراطية في المجتمع، بعد ان اتسمت التجربة بالعديد من السلبيات بسبب ضعف أداء موظفي الاقتراع للمفوضية القومية للانتخابات الذين إتضح أنه لم تجر لهم عملية التدريب والتأهيل الكافي للقيام بهذه المهمة الصعبة والمعقدة على مستوى التاريخ الانتخابي والسوداني، فيما يبدو البعض الآخر من موظفي المفوضية انه أجريت له عملية تدريب نظري فقط مما ترتب عليه تعقيد اجراءات عملية التصويت التي وصفها البعض بالمعقدة خاصة بعد عدم تطابق سجل الناخبين الصادر من المفوضية مع الآخر الموجود للقوى السياسية بالولاية. وقد بدأ العمل في بعض مراكز الاقتراع بعد الساعة الحادية عشر صباحاً، فيما صنف بعض مواطني الولاية بعض المراكز بانها تتبع لمقترعي الحزب الحاكم، في وقت قللت فيه القوى السياسية بولاية القضارف من جهود المفوضية القومية للانتخابات وترتيباتها واستعداداتها للعملية الانتخابية التي انطلقت امس، فيما شكا بعض المواطنين من تجاوزات لبعض اعضاء المفوضية بالولاية حيثوا قالوا انه احد منسوبي المفوضية في الدائرة الشرقية الثالثة بمركز مدرسة المؤتمر سلامة البي انه يدعو المواطنين ويحرض بالتصويت لحزب معين من داخل الستار الذي لم يكن واقياً بالقدر الكافي لحجب الناخب عن الموجودين داخل الغرفة، بعد ان بدأت علامة الرهبة والخوف تسيطر على الناخب في ظل الممارسات والترهيب الذي يتم. وعقب قيامه بعملية التصويت صباح الامس اكد الاستاذ كرم الله عباس الشيخ مرشح المؤتمر الوطني لمنصب والي القضارف، أكد ضعف ترتيبات المفوضية القومية للانتخابات بالولاية وشكا من عدم مطابقة السجل الصادر من قبلها مع الموجود لدى القوى السياسية المختلفة، بجانب ضعف اللجان الفنية وقلتها الذي قلل من حماس الناخبين وتدافعهم على مراكز الاقتراع، وقال كرم الله بان العملية الانتخابية يفترض ان تتم في سبعة ايام ولكن ضعف الامكانيات وتعسر المال جعلتها في ثلاثة ايام واتهم كرم الله بعض القوى السياسية بأنها تريد وضع تشوهات وعراقيل للحد من عملية التصويت التي إنطلقت. وفي المقابل أكد الدكتور عوض محمود محمد عيسى الأمين السياسي للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أن هناك تجاوزات وأخطاء أقدمت عليها المفوضية القومية للانتخابات بعد ان تم تبديل رمز مرشحي حزب البعث العربي الاشتراكي من «القطر» الى «المفتاح» بجانب رمز «الفانوس» الذي جاء لمرشحي حزب النهضة في القائمة وهو في الاصل خصص لحزب الأمة الإصلاح والتنمية، بجانب ظهور رمز العصا للمرشح مصطفى محمود عبد الله ادريس من الحزب الاتحادي الأصل وهو الذي سبق له أن أعلن انسحابه منذ وقت مبكر، بجانب الإقدام على عملية التصويت في مركز ام شجرة قبل ختم او تحبير يد الناخب. وقلل دكتور عوض محمود من حظوظ الناخبين في مركز ام شجرة في محلية ريفي وسط القضارف الذي يضم 3075 ناخب في ظل فترة التصويت التي حددت بثلاثة أيام وقال بان حزبه قد لجأ الى توفير الماء والغذاء ونصب الخيم حتى لا يفقد قواعده بسبب هجير الشمس وسخانة الجو، فيما قال الأستاذ بابكر ميرغني نائب الأمين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي ل»الصحافة» ان الانتخابات تسير كما خطط لها المؤتمر الوطني بعد ان قام مسئولو الأمن والشرطة في محلية القلابات الغربية في مركز ام خراييت بتدريب الناخبين للتصويت لرمز الشجرة، وأضاف بان الحزب الحاكم ابتعث بمراقبين محللين منسوبين له للوقوف والإعداد على عملية التزوير واتهم المفوضية القومية للانتخابات بأنها احد اذرع المؤتمر الوطني لإدارة وإنفاذ مخططاته، وقال انها قامت بالدفع بموظفين وقعوا في أخطاء كثيرة سوف تدفع القوى السياسية ثمنها. الى ذلك اشار مرشح الدائرة الشرقية الاولى لتحالف قوى الشعب العاملة محمد عثمان قلوج، بان بعض القوى السياسية تقوم بالدعاية واستخراج بطاقات التصويت من داخل مراكز الاقتراع، واضاف بان الناخب يجد نفسه امام كثير من السبل التي تؤدي للتصويت لحزب معين بالترهيب والترقيب واستخراج بطاقات الهوية من جهات تتبع لحزب معين من داخل اماكن الاقتراع مشيراً الى وجود تساهلات من الاجهزة الامنية الشرطية مع الحزب الحاكم ووجودها داخل مراكز الاقتراع مؤكداً بان ما يدور الآن لا يعكس بصورة او اخرى ارادة الشعب السوداني نحو الديمقراطية. وقال قلوج بان القوى السياسية ادرجت المخالفات والتجاوزات والتقصير في شكوى الى المفوضية القومية للانتخابات بغية معالجتها، واضاف «اذا لم تتم معالجتها سوف تتم مقاطعة الانتخابات رغم الخسائر التي تعرضنا لها». ومن خلال الجولة التي قامت بها «الصحافة» لعدد من مراكز الاقتراع والتصريحات التي اكدتها القوى السياسية، تلاحظ أن العملية الانتخابية تمضي بصورة معقدة، وتشير مؤشرات الأداء لدى موظفي المفوضية الولائية للانتخابات بالقضارف الى ضعف اداء المفوضية القومية وعدم قدرتها على تنظيم عملية الاقتراع بعد ان وقعت في خطأ كبير وشنيع حيث تمت عملية التصويت في محلية الفاو بواسطة بطاقات ولاية شمال كردفان بجانب انطلاقة عملية الاقتراع حتى الساعة الحادية عشر فضلاً عن وجود عدد من الاسماء السواقط من كشوفات الناخبين المسجلين في الكشوفات النهائية.