رغم ضعف الاقبال على مراكز الاقتراع بولاية القضارف، بعد تمديد فترة الاقتراع، لم تخلُ العملية الانتخابية من التجاوزات والاخفاقات بعد ان ضبطت القوى السياسية احد موظفي المفوضية يحمل صندوقاً من مركز حي الناظر محمل على عربة «اتوس» تتبع للمفوضية حسب افادة منسوبي المؤتمر الشعبي، وبشهود وكيل الحزب الاتحادي الاصل، وعدد من الناخبين الذين اكدوا الحادثة التي تم تكوين لجنة التحقيق لها برئاسة مولانا آدم صالح سبيل، بالاضافة لضبط حالات تزوير بالتصويت مرتين في مركز اكتوبر غرب الدائرة الغربية الثانية من قبل عدد من منسوبي المؤتمر الوطني والناخبين الذين صوتوا وتم ضبطتهم وتوثيق حالتهم. حيث اوضح القيادي البارز بالمؤتمر الشعبي المحامي عبد المعين محمد عبد القادر ل»الصحافة» بان ضابط المركز ويدعى ادريس الحاج رفض الإدلاء باسم الموظف الذي يحمل الكشف المزور الموجود بداخل المركز ونسب عبد المعين عملية التزوير الى المؤتمر الوطني. فيما سجل مركز أبايو شمال حالتي تزوير للمؤتمر الوطني بعد ابلاغ منسوبي حزب الاسود الحرة بان امرأة موجودة في بورتسودان تم التصويت لها والحالة احد الناخبين صوت لشقيقه، فيما قلل الباشمهندس ابراهيم محمود محمد عيسى، الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي من جهود المفوضية بعدم ابلاغ الحزب بقرار تجميد الانتخابات في الدائرة الغربية الثانية، والتشريعية الولائية الرابعة، بعد اصدار القرار من المفوضية الاتحادية قبل يومين، ووصف ابراهيم قرار المفوضية بالبطء والتسويف بعد ان ابلغت المفوضية الاتحادية، المفوضية الولائية عبر الهاتف بخصوص التجميد في الدائرتين والقائمة الحزبية، وقال ان حزبه قد فرغ من رفع اجراءات دعوى للمحكمة الدستورية لتاخير القرار وانفاذه، وقال ان حزبه لا يساوم في القضية ولا يجد مبرراً لسقوط رمز حزبه واستبداله من «القطار» الى «الجرس» واعتبر ما حدث انه قصد واجهاض لقوة الحزب. فيما اشار الاستاذ محمد الفاتح علقم، امين عام لجنة الاسناد الشعبي لترشيح عمر البشير، وكرم الله عباس الشيخ، ان الاقبال نحو الاقتراع والمشاركة الواسعة نتيجة عملية التعبئة والحشد التي تمت علي المستوى القاعدي في الاحياء والقرى، واضاف بان ما قدمته اللجنة من معينات في الحركة وتوظيف الامكانيات يشير الي تحقيق عملية اقتراع بنسبة 70%. ولمعرفة ما ترتب من افرازات وادوار رقابية على عملية الاقتراع اوضح الاستاذ صديق حسن فريني، المراقب بالشبكة الوطنية بان مركز الراصد الذي يقوم بالمراقبة القبلية وعملية الاقتراع واعلان النتائج، قد باشر مهامه منذ اسبوعين وفق تعاون وتنسيق تام بين اللجنة العليا والمفوضية، والشبكة والجهات المتعددة بعد نشر 197 مركز مراقبة، وزعت على كافة مراكز الاقتراع لرفع التقارير والاتصال اثناء ساعات الاقتراع، والعمل لادراج التقارير والملاحظات، واضاف فريني، بان شبكة المراقبة قد تجاوزت حمى البدايات لمنسوبي المفوضية والناخبين في اليوم الاول الذي نتج عن حداثة التجربة والشحن الزائد وتلاشت الرهبة والاخطاء الفنية والادارية في بعض المراكز منذ اليوم الاول، وقال ان برامج انفاذ المراقبة الوطنية قد وجد القبول من معظم وكلاء القوى السياسية في اتجاه البعض في تداول المعلومة وقبول الراي الآخر، وتداول المعلومات وقلل سيادته من اداء بعض القوى السياسية التي تفتعل الخلافات وتضع العراقيل لتعطيل العملية الانتخابية وتسعى لمحاولة اجهاض عملية التجربة الديمقراطية. فيما اشار اللواء شرطة عبد القادر الامين الجاك مدير شرطة ولاية القضارف الى نجاح برنامج الخطة الامنية لتأمين عملية الاقتراع بعد تعاون المواطنين واستيعاب اداء الشرطة، وقال ان المرحلة القادمة للفرز يتم تأمينها وفق خطة استثنائية لارضاء كل القوى السياسية، مشيراً الى عدم وجود خروقات وبلاغات وعنف انتخابي وقال ان ما تحقق من نجاح لاداء دور الشرطة في التأمين الانتخابي جاء بفضل ودور القيادة العليا للشرطة وتدريب كل العناصر منذ وقت مبكر. وفي ولاية كسلا أوضح الأستاذ صلاح باركوين معتمد محلية دلتا طوكر والناطق الرسمي باسم مؤتمر البجا، الى ان سير عملية الاقتراع يمضي بصورة طيبة ولا توجد احتكاكات رغم اخفاقات المفوضية لانطلاقة عملية الاقتراع في اليوم الاول بعد الظهيرة في جانب الاخطاء الفنية والادارية وعدم وجود اسماء الناخبين في الكشوفات، مشيراً الى اقبال الناخبين واضاف باركوين «ان حزبه قد ابرم وثيقة اتفاق على شراكة مع المؤتمر الوطني وفق برنامج سياسي ومعين ومرتكزات ومن اجل مصلحة الولاية لاكمال اتفاق سلام الشرق ولم شمل النسيج الاجتماعي، ودعا باركوين منسوبي مؤتمر البجا للتصويت للمؤتمر الوطني وفق الشراكة التي ينظر لها الحزب بعين واسعة وفاحصة بعد توحيد الرؤيا والثوابت وفق برنامج موحد تم التشاور والتباحث مع سبعة مرشحين لتحقيقه وخدمة انسان ولاية كسلا في المجال الاجتماعي والاقتصادي. وحول انسحاب دكتور محمد المعتصم احمد موسى، مرشح مؤتمر البجا لمنصب الوالي بالقضارف، قال لا علاقة له باتفاقية البجا والمؤتمر الوطني بكسلا بل ان انسحاب المعتصم جاء برؤية وقرار الحزب في الولاية. وفي مدينة حلفاالجديدة اشار القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل علي الطاهر دكين الى انطلاقة عملية الاقتراع في اليوم الثاني في مراكز الصفية الجديدة الدائرة الثانية عشر القومية والخامسة عشر الولائية بجانب مركز قيلي ، ريرا ،مسك وشامبي ، وام مريكة ، وابو عشر ، والتاكا ، و29 الرشايدة وهي قد انطلق فيها العمل في اليوم الثاني بسبب نقص بطاقات الاقتراع في بعض المستويات التي لم توجد والاخرى التي لم تصل. واشار دكين الى خروقات المؤتمر الوطني باستخراج شهادات سكن مزورة عبر منسوبي اللجان الشعبية بمصنع سكر حلفا وقرية الرتاجة واضاف بان حزبه قد استخرج اكثر من (22) اورنيك (7) لمخالفات من اعضاء اللجان الفنية العاملين في الاقتراع واشار الى ضعف ادائهم وقد تسبب في اعاقة عملية الاقتراع وتعطيل العمل بعد نقل مركز الرتاجة الغربية الى العليو وهي تعتبر معقل الاتحادي الاصل وتضم (813) ناخب مما تسبب في فقدان الحزب لقواعده بحيث تبعد القرية 40 كيلو من الموقع الاول . واقر الاستاذ السر محمد الحسن كبير ضباط الانتخابات بولاية القضارف بالاخطاء التي وقعت فيها المفوضية بسبب المنافسة الكبيرة بين الاحزاب السياسية التي تملك إستراتيجية وخطة كبيرة نحو التحول الديمقراطي واضاف ان المفوضية قد قلصت مراكز الاقتراع من (512) مركز الى (265) لتجويد الاداء وتمكين الاحزاب والناخبين من التصويت واداء عملهم ومن خلال الاحصائية التي تحصلت عليها الصحافة من بعض مراكز الاقتراع التي بلغت في محلية القلابات الشمالية 65% لعدد (13129) ناخب من جملة (20616) مسجلين وبلغت نسبة التصويت في القضارفالشرقية بنسبة تصويت53% واقتراع (11847) من جملة (21980) مقارنة بنسبة الامس التي بلغت في دائرة القضارفالشرقية 78% وفي دائرة القضارفالشرقية الثالثة 73% . وتشير نسب التصويت الى ضعف نسبة التصويت في مراكز الاقتراع بعد المعاناة التي اصبحت تطارد القوى السياسية من ضعف الامكانيات المادية والتي انعدمت فيها المقارنة بين الحزب الحاكم الذي اصبح يسيطر على عملية الاقتراع وربما الظفر بصناديقها وهذا ما لمسته «الصحافة» من تصريحات القوى التي اشارت الى ان عملية الاقتراع تعتبر نقطة تحول ولبنة اساسية نحو الديمقراطية القادمة حتى تستمد قوتها وتعبئة قواعدها .