لم تمضِ عملية الاقتراع كما خططت لها المفوضية القومية للانتخابات، واستعدت لها القوى السياسية بولاية القضارف في سبيل سباق التحول الديمقراطي، بعد ان أثرت عقبات المفوضية وترتيباتها الضعيفة على تدافع الناخبين بسبب الإخفاقات الفنية المتوالية للمفوضية القومية للانتخابات في تسهيل اجراءات العملية التي اكتنفتها كثير من المشاكل والصعوبات التي حدت من الاقبال عليها من بعض الناخبين الذين مل بعضهم الانتظار الطويل في صفوف الاقتراع، وفقدان بعضهم لاسمائهم من كشوفات الناخبين الأخيرة المؤهلة للتصويت، وعجز بعضهم عن احضار شهادات الاثبات الشرعي لممارسة حقه في التأهيل. وقد اطلت اليوم كثير من العقبات التي ظهر بعضها في اليوم الاول للتصويت بولاية القضارف، حيث نفدت بطاقات الاقتراع لقائمة الاحزاب في مركز ام بليل الدائرة رقم (20) الرهدالشرقية، بجانب اعلان احد ضباط مراكز الاقتراع بمركز ميلا بمحلية ريفي وسط القضارف عن فتح الصناديق وفوز مرشح المؤتمر الوطني واكتمال نسبة تصويت الناخبين التي بلغت 491 صوت، وقد وجدت هذه الخطوة استنكار القوى السياسية، حيث وصف الاستاذ الامين حسين معتمد محلية ريفي وسط القضارف ورئيس لجنة الامن ومرشح حزب الامة الاصلاح والتنمية لمنصب الوالي، اعلان النتيجة بأنه عملية تزوير واضحة من مفوضية الانتخابات، خاصة وان المنطقة تتبع لقبائل الشكرية وهي معقل الاتحادي الاصل تضم مرشحه لمنصب الوالي دكتور ابو سن، بجانب احمد الحردلو من المؤتمر الشعبي، واستبعد الامين حسين فوز مرشح المؤتمر الوطني في تلك المنطقة واكمال عملية الاقتراع في اليوم الاول، لانها منطقة رعوية وقال ان حزبه من اوائل الاحزاب التي تنادت لخوض الانتخابات وتحقيق عملية التحول الديمقراطي، لأن عدم خوضها يرجع الشمولية مجدداً، واشار الى ان المفوضية القومية للانتخابات تأثرت سلباً بالاعلام الدائر في الساحة السياسية، وتصريحات الحزب الحاكم بقيام الانتخابات، مما احدث ارتباكاً في المفوضية التي ارادت ان تؤكد جاهزيتها، الا انها فشلت في الترتيبات الفنية بعد ان تأكد الخلل ليس سياسياً، وقال ان حزبه تضرر كثيراً في مركز الفاو لعدم وجود شعار الحزب في بطاقات الاقتراع مما اثار حفيظة الناخبين، وانتقد حسين ممارسات الشرطة بالانحياز للحزب الحاكم، وتوجيه الناخبين للتصويت للشجرة، بجانب خروقات المؤتمر الوطني عبر احد المعتمدين والذي يطالب بحصر المواطنين الذين لم يدلوا باصواتهم للشجرة بغية اصدار عقوبات في حقهم، وابعاد وكلاء الاحزاب من مراكز الاقتراع من قبل اجهزة الشرطة بإيعاز من ضباط المراكز ومنعهم من مراقبة الصناديق في الفترة المسائية. ومن جهته قال الدكتور عبد الله ابو سن مرشح الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل لمنصب الوالي، بان ما حدث في سير الاقتراع تمثل في كثير من خروقات المفوضية والحزب الحاكم، وذلك بدفع المال للناخبين، وتهديد المواطنين بالسجن لمدة ستة اشهر لمن لا يصوت للشجرة، بجانب تدخل معتمد محلية الرهد في مركز بازورا وايقاف التصويت دون وجه حق او وجود سبب وجيه، وقال ان تلك المنطقة تعتبر معقل الاتحادي الاصل، واشار ابو سن الى تمادي المفوضية في انفاذ قرارات الحزب الحاكم بعد ان تم نقل مركز ام رويشد في محلية الصباغ الدائرة الثالثة، الى منطقة القليته، كما وسبق من قبل رفض طلب الحزب الاتحادي الاصل لذلك، مما احدث ربكة ونفور في اوساط الناخبين، وضاف ابو سن «بان المؤتمر الوطني لايزال يمارس عملية الدعاية الانتخابية بعد حضور الناخبين الى مراكز الاقتراع بشعار البشير والشجرة ومحملا في الملافح والقبعات والاقمصة» واشار ابو سن الى ان حزبه افتقد الثقة في الديمقراطية والفوز، بعد ممارسات المؤتمر الوطني من غش ورشاوي وتزوير، مشيراً الى ان تلك التجربة تعتبر اللبنة الاولى نحو الديمقراطية. فيما اوضح الباشمهندس ابراهيم محمود محمد عيسى، الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، عدم اهتمام المفوضية القومية للانتخابات بشكاوي القوى السياسية حول تجاوزات المفوضية بتبديل رمز حزبه من «القطار» الى «الجرس» واعتبره تقليلا من قيمة الشكاوي والقوى السياسية، واشار الى عدم قانونية الانتخابات بعد تبديل رمز حزبه دون ايقاف الاقتراع في الدائرة. ومن جهته قال الاستاذ محمد الطيب البشير القيادي البارز في المؤتمر الوطني ومرشح الدائرة الشرقية الثالثة ان ضعف ترتيبات المفوضية وانطلاقة عملية الاقتراع في الزمن الاضافي وضعف الترتيبات احدث ضررا وسط قواعد الحزب، ولكنه اشار الى حسم حزبه واعلان الفوز بتلك الدائرة بعد ان تم حصد نسبة 1100 صوت في دائرة ابايو جنوب، و 1053 صوت في ابايو شمال و976 صوت في غبيشه و681 في سلامة البي شرق، وقال البشير بتجاوز اخفاقات اليوم الاول للتصويت بفضل مجهودات حزبه بتزويد المراكز بخدمات الكهرباء والماء. كما اكد الاستاذ المحامي عبد المعين محمد عبد القادر القيادي البارز في المؤتمر الشعبي، وجود خروقات بمراكز اكتوبر من قبل موظفة المفوضية نعمات عبد الرحيم بعد أن قامت بتحريض الناخبين بالتصويت للشجرة بجانب ضبط حالة تصويت لمرتين من قبل ناخبي المؤتمر الوطني في مركز التضامن، مشيراً الى ابلاغ حزبه المفوضية وتحرير اورنيك 7، اذاً حالة من الارتباك واتهامات بين القوى السياسية اتجاه المؤتمر الوطني واخفاق المفوضية القومية للانتخابات وتجاوزاتها الفنية في تسهيل عمليات الاقتراع للناخبين، كل ذلك ادى للتكالب على مراكز الاقتراع بالولاية في اشكال مختلفة من القوى السياسية، حيث شهد مركز سندس معقل انصار حزب الاسود الحرة حالة من الشد والجذب بعدأن سقط رمزه الانتخابي، بجانب ابدال رمز «اللوزة» للحزب الوطني الاتحادي ومنحه للحزب الاتحادي المسجل ومنح رمز «العلم» الذي يخص الاتحادي المسجل، للوطني الاتحادي، الامر الذي اثار حفيظة قواعد الحزبين في الدائرة الشمالية الثامنة، بجانب العنف الانتخابي الذي حدث في حي الجمهورية في الدائرة الغربية الاولى بعد منع القيادي البارز بالمؤتمر الوطني عباس ابراهيم سكرتير اللجنة الشعبية منسوبي الحزب الاتحادي الاصل من استخراج وثيقة اثبات شخصية من اللجنة الشعبية، واوضح مرشح الحزب الاتحادي الاصل توفيق يوسف طه، بان القيادي بالحزب الحاكم عباس ابراهيم تعمد عدم استخراج الوثائق على خلفية مهاتفة من حزبه، واضاف طه بان القيادي البارز عباس قد نزع السلاح من احد افراد الشرطة في محاولة للتصدي لمنسوبي الاتحادي الأصل.