تشهد حدود دارفور الجنوبية التي تحادد دولة جنوب السودان وتمتد من محلية ابوجابرة بولاية شرق دافور ابتداء من ام ديدان وسماحة وكفندبي وكتيلة والجوقانة وام دافوق تشهد هذه الايام حالة من الشد والجذب بعد الهجمات المسلحة التي نفذتها حركات دارفورية مسلحة والحركة الشعبية الجنوبية. خلقت هذه المواجهات المسلحة نوعا من التوتر والبلبلة في هذه المناطق بعد ان احدث الاستهداف لها خرابا كبير في البنية التحتية واودى بحياة عدد من البشر وتسبب في حركة نزوح كبيرة في صفوف المواطنين الابرياء، وابلغ الاستاذ عبد الصادق علي الشريف معتمد محلية الردوم بولاية جنوب دافور «الصحافة» ان محليته تعرضت لهجوم مباغت من قوات الجيش الشعبي لجنوب السودان يوم الخميس الماضي استهدف منطقة كفندبي والمناطق المجاورة لها وتم حرقها بالكامل وتم تشريد اهلها الي منطقة سنقوا واشار الى ان القوات المسلحة استردت المنطقة عشية السبت بعد مواجهات عسكرية تم بموجبها دحر قوات الجيش الشعبي من المنطقة وتحريرها تحريرا كاملا ، واوضح الشريف الذي كان يتحدث عبر الهاتف من رئاسة محلية الردوم ان المواجهات المسلحة خلفت عدد«3» شهداء وعددا من الجرحي في صفوف القوات المسلحة السودانية بينما ترك المعتدون من قوات الجيش الشعبي عشرات الضحايا، و ابان الشريف ان القوات التي هاجمت المنطقة جاءت من جنوب السودان وعادت اليه بعد تلقيها الهزيمة مشيرا الي ان الحركة الشعبية تهدف الى احتلال مناطق كفندبي وحفرة النحاس وكفياكنجي والردوم وغيرها من اجزاء السودان وولاية جنوب دارفور وهي تعلم علم اليقين ان هذه المناطق ليست لها علاقة بدولة جنوب السودان. وتحدث الشريف عن الوقفة الصلبة التي وقفها المواطنون والحكومة المركزية الى جانب رد العدوان واشار الى ان حكومة السودان دفعت بوفد اتحادي برئاسة وزير المالية والاقتصاد الوطني علي محمود عبد الرسول ووالي ولاية جنوب دارفور حماد اسماعيل للوقوف علي احوال المنطقة وتقديم العون اللازم للمواطنين الذين تضرروا من عدوان الحركة الشعبية علي الاراضي السودانية بولاية جنوب دارفور. من جهته ابلغ الاستاذ تاج الدين ادم تاج الدين احد اعيان منطقة الردوم وحفرة النحاس «الصحافة» بان قوات من الجيش الشعبي التابع لحكومة الجنوب شنت هجوما من منطقة قاعدة تمركزها بسيري ملاقاة صباح الخميس واحرقت مدينة «كفندبي» بالكامل بولاية جنوب دارفور وتسببت في نزوح «2000» مواطن من المنطقة وفقدان «100» ألف مواطن من بينهم طفل و«700» مازالوا في عداد المفقودين، وقال تاج الدين ان الهجوم دمر وحرق كل ممتلكات المواطنين الغذائية والكسائية وكان مباغتا مما احدث نوعا من الخوف والرعب في قلوب المواطنين مما جعلهم يتفرقون اشتاتا وجماعات بين الاشجار الكثيفة، واكد تاج الدين الذي زار الصحيفة ان كل مواطني منطقة كفندبي تجمعوا في معسكر بقرية «سبولا» ينتظرون العون والمساعدة من الحكومة والمنظمات الدولية لاغاثتهم بتقديم ما يعينهم على تجاوز المحنة ، مبينا ان حكومة ولاية جنوب دارفور ما زالت غائبة عن موقع الاحداث الامر الذي يستدعي ان تستشعر حكومة المركز مسؤوليتها تجاه مواطنيها لاغاثتهم . وفى ذات السياق، اتهم والى شرق دارفور اللواء معاش محمد حامد فضل الله الحركة الشعبية بتوفير دعم مالى كبير لحركات دارفور لزعزة الامن والاستقرار بدارفور بغرض تشتيت جهود الحكومة وافتعال خروقات امنية فى العديد من الجبهات الداخلية، وقال فضل الله ان الغرض من كل ذلك ان يقال ان الاضاع الامنية بالسودان غير مستقرة، واشار الى وجود تنسيق بين ولاة الولايات الحدودية مع دولة الجنوب للتصدى لاى عدوان يأتى من قبلهم عبر حركات دارفور، مشيرا الى جاهزية اهل الولاية وقواتهم النظامية لدحر اى عمل يقود الى زعزعة الامن والاستقرار. و لفت نائب رئيس المؤتمر الوطنى بولاية شرق دارفور، الدكتور حسن محمود النظر الى جملة من الاعتداءات قامت بها الحركة الشعبية على منطقة سماحة بمحلية بحر العرب وقامت بحرق السوق تماما ونهب اموال وممتلكات المواطنين وترويعهم، مؤكدا بان ولايته على اتم الاستعداد للتصدى لاى عدوان تقوم به الحركة الشعبية من خلال دعمها لحركات دارفور قائلا «سنرد لهم الصاع صاعين» مؤكدا ان قواتهم تمكنت من طرد الحركة الشعبية واعوانها من حركات دارفور من المناطق الحدودية لولاية شرق دارفور. فيما قال والي ولاية جنوب دارفور، حماد اسماعيل حماد ل «الصحافة» ان معارك ومواجهات مسلحة ادت الي مقتل «300» من متمردي دارفور في معركة كفندبي جنوب الولاية بعد معركة ضارية وشرسة استبسلت فيها القوات المسلحة بقيادة الرائد الناجي وقال ان «جثثهم الان بلا أكفان منتثرة في ساحات مدينة كفندبي» ، وأكد حماد ان ولايته تمثل ثغر السودان الجنوبي ولن يؤتى من قبلها السودان مهما حدث، واشاد حماد بقرار منع تهريب المواد الغذائية الي دولة الجنوب المتمثلة في «الزيت، البصل، الذرة الى دولة جنوب السودان» باعتباره يندرج في خانة رد العدوان، وهدد بمصادرة اية شاحنة تقوم بتهريب البضائع من الولاية الى دولة جنوب السودان، مشيرا الى ان حكومته ستصدر عقوبات رادعة ضد من يهربون المواد الغذائية الى دولة الجنوب من بينها مصادرة الشاحنات التي تباشر التهريب والبضائع التي ستذهب لصالح المجاهدين والقوات النظامية، منوها الى ان مهمة اهل ولاية جنوب دارفور الان هي حراسة حدود السودان الجنوبية، واعتبر حماد ان تهريب البضائع يعني تشوينا ودعما مباشرا لجيش العدو. يشار الى ان البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي بدارفور كانت عبرت عن قلقها ازاء القتال العنيف الذى اندلع الاسبوع الماضى بمناطق ام دافوق والسيسبان وكفندبى وجوقانة وسماحة بولايتى جنوب وشرق دارفور وقال رئيس البعثة ابراهيم قمبارى (اننا قلقون من العنف الذى اندلع بين الحركات الدارفورية والحكومة السودانية )وعبر عن خشيته من ان تطور العنق قد يقود الى تقويض عملية السلام فى دارفور ويزيد من تردى الاوضاع فى دارفور متهما الحركات الرافضة لاتفاق السلام فى دارفور بالسعي وراء هذا الهدف وكشف قمبارى عن أن البعثة اعدت خطة لحماية المدنيين فى دارفور من العنف الموجه لهم.