تجارة تخيم على اشارات المرور وداخل الاسواق مع حلول كل موسم صيف، وهي ظاهرة بيع المياه المعدنية على حواف الطرقات في ظل غياب الوعي وحضور العطش، تبقى صحة المستهلك تواجه خطر الإصابة بالأمراض المعدية والتهاب الأمعاء وانتقال الطفيليات والبكتيريا المميتة حسب مختصي الصحة حيث تتعرض العديد من المنتجات الغذائية سريعة التلف لأشعة الشمس والغبارالمتصاعد نتيجة اقتراب أماكن البيع من محطات الحافلات والشوارع الرئيسة بالاضافة الى لجوء بعض البائعين الى اعادة تعبئة قوارير المياه مرة اخري في قوارير مستهلكة والعمل على اغلاقها مرة اخرى بصباع الامير حتى لا يشك المستهلك في انها غير معدنية ويتم تبريدها حتى تصبح مغرية لكل من اشتد به العطش ليلجأ الاخير الى شرائها ظانا انها معبئة طبقا للمواصفات. «الصحافة» من هذا المنطلق التقت بعدد من المستهلكين والبائعين فقال عبد الكريم محمد «موظف»: ان ارتفاع درجات الحراة وشدة الازدحام في الشوارع تضطرنا الى شراء عبوات المياه المعدنية او المعقمة بالرغم من اننا نمتلك القناعة الكاملة ان اغلب هذه المياه مجهزة محليا اي «معبئة» لكننا نضطر لذلك واعتبرها افضل من شراء الماء التى تباع على جرادل او ازيار والكوب يستخدمه العديد ومنهم المصابون بالامراض. وكشف صابر محمد صابر «طالب» ان قدمه ساقته الى دورة مياه بموقف الحاج يوسف سابقا بالقرب من مستشفى الحوادث فوجد ان العديد من الباعة يقومون باعادة ملء قوارير المياه الفارغة ويتم وضعها في حافظات مياه مليئة بالثلج لتتم التعبئة في مكان لا يمت للصحة بشيء، اضاف الى انه بعد هذا الموقف لا يتناول اي شيء خارج المنزل، وتسائل قائلا : اين حماية المستهلك؟واين وزارة الصحة من هذا ؟وأما فاطمة عبدالله فتقول: إن في هذه المياه خطورة على المستهلك لأنها ربما كانت ملوثة واغلب المستهلكين يقومون بشراء مياه الصحة نسبة للامراض فإذا تمت تعبئتها بهذه الطريقة غير السليمة فهذا يعتبر فوضى لعدم مراقبة الدولة وعدم وجود جهات متخصصة تقوم بمتابعة هؤلاء الباعة ونرجو من المواطنين مستهلكي المياه الصحية التأكد من أنها فعلاً مياه صحية غير مغشوشة. حاولت المحررة التحدث مع عدد من البائعين ولكنهم رفضوا الحديث معها او اعلامها بالمصدر الذي يمدهم بالمياه وبعد ان يأست ابتعدت عنهم قليلا ليتبعها احدهم وشدد على عدم ذكر اسمه او مكان الذي يبيع فيه الماء ليقول:ان البعض يمتلك فلتر في المنزل فيقوم بتعبئة هذه العبوات منها وبعضهم يقوم بتعبئتها من المواسير عندما تكون المياه صافية ويقومون بتوزيعها باسم مصانع تمتلك تراخيص لكن ليس لديها وجود على أرض الواقع وبعضهم يقوم بتعبئة قوارير لمصانع مختلفة ويقوم بتوزيعها علينا باسعار مخفضة ونحن نبيعها بالسعر المعروف للجميع . ومن جانبها اشارت اختصاصية الباطنية اسماء محمد علي الى أن تلوث المياه هو مصدر رئيس للاصابة بمرض الكوليرا الانتقالي، والأمراض المعوية، وكشفت الدكتورة «للصحافة» ان من الأخطاء الشائعة قيامنا بتعبئة قوارير المياه الصيحة «البلاستيكية» واستخدامها مرة أخرى فأغلبها مصنوع للاستخدام مرة واحدة فقط وعدد قليل منها بالإمكان استخدامه اكثر من مرة فبأسفل العبوة نجد في أسفلها «مثلث» مكتوب داخله رقم وهذا الرقم يعني عددالمرات التي يسمح باستخدام القارورة بمعنى أن الرقم واحد تستخدم مرة واحدة و 3 تستخدم ثلاث مرات وذلك حسب مواصفات تصنيعها.