ربما لم يجد الصحفيون صعوبة في التحدث الي قيادات الصف الاول للاحزاب ، فالهواتف كلها تعمل والجميع يستجيب بلا تردد او تجاهل خلافا لماهو قائم في الايام المعتادة ، هذه هي اولي ملاحظات اليوم الاولي للاقتراع الذي بدأ متثائبا مثقل العيون ، فالمعينات ومطلوبات الاقتراع من بطاقات المرشحين لم تصل الي المراكز في الوقت المحدد لها هذا مادونته مضابط المراقبين الحزبيين والتابعين الي المنظمات المدنية الاخري، بجانب دفاتر ملاحظاتنا طوال الساعات الثلاث الاولي لبدء العملية . وقبل ان تنتصف ساعات النهار بدأ صوت الاعتراض يغطي كل الفضاء فعدد من المرشحين المستقلين اعلنوا انسحابهم من المنافسة بعد اقل من اربع ساعات على انطلاقها بسبب سقوطرموزهم الانتخابية من بطاقات الناخبين ووجود خروقات وصفوها بالتزوير . في ذات الوقت لم يصمت المقاطعون فالانتخابات التي طالبوا بتأجيلها مرارا هاهي تنطلق محملة بالعديد من الاخطاء التي تهدد استمرارها وتكشف جانبا كبيرا من الربكة التي تعيشها المفوضية ونقصا او عدم تنسيق ومتابعة لكل معينات العملية ، ففي اول تعليق لمرشح الرئاسة المنسحب نائب الامين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان قال ل» الصحافة» قال «إن نتائج هذه الانتخابات ستفاقم الازمة الوطنية» قبل ان يضيف التقارير التي امامي تؤكد تحذيراتنا فالآلاف من المواطنين المسجلين لم يجدوا اسماءهم ، هذا ما اكده عدد ليس بالقليل ممن التقيناهم نهار الامس بمراكز الاقتراع، الا ان السؤال المهم كيف ستعبر المفوضية الى الضفة الاخرى بعد عشر ساعات كشفت جملة من الاخفاقات التي لازمت ترتيباتها وتركت ابوابها وحصونها مشرعه لتلقي العديد من سهام النقد ليس من قبل المناوئين لها والمحتجين على عملها من احزاب المعارضة فقط، فالحزب الحاكم نفسه بدأ نهار الامس يتحدث عن الاخطاء التي لازمت العملية في يومها الاول فالمتحدث الرسمي باسمه ومرشح الدائرة الثانية امدرمان وسط فتحي شيلا وان بدا متحفظا بعض الشئ تحدث ل»الصحافة» عبر الهاتف واعتبر ان خلط اوراق الناخبين يضر بالمرشحين وطالب المفوضية بالتحرك لتدارك الامر قبل ان يضيف « مثل هذه الاخطاء عادة ما تكون غير مقصودة .»وفي تعليقة على شكاوي اخري لعدد من الولايات قال انه لاعلم له بها لذا لايمكنه التعليق ، فالمفوضية القومية التي بدت نهار امس الاول اكثر حماسه لشروق شمس الحادي عشر من ابريل واكدت بأنها مستعدة واكملت كافة التجهيزات ، لم تحتاج الى اقل من اربع ساعات حتى انكشفت عوراتها تماما ، الا ان شيلا اعتبر ان الاخطاء تعود الى تحويل الدوائر الولائية الى قومية مما احدث تداخلا اعتبره مضرا فى نافلة حديثة انفا ، فالتبريرات والمعالجات التى ستقدم عليها مفوضية الانتخابات فى ما تبقى من 48 ساعة لن توقف سيل الاتهامات والشكوك التي كانت تحاصرها من قبل وستفتح الباب اكثر اتساعا بعد ان نزل عملها ارض الواقع وشهد عليه جمهور الناخبين . فأحزاب المعارضة حسبما اخبرتني القيادية بحزب الامة القومي الدكتورة مريم الصادق المهدي نهار الامس عبر الهاتف ترصد كل الخروقات ، وستقيمها مساء نفس اليوم في اجتماع يضم قوي الاجماع الوطني ، واتهمت ، المؤتمر الوطني والمفوضية القومية للانتخابات بعدم الإستعداد للانتخابات الحالية، وقالت ان الأخطاء الفنية واللوجستية التي ظهرت خلال اليوم الاول معيبة ، واضافت رصدنا مجموعة من الأخطاء والخروقات داخل وخارج السودان، مثل عجز المفوضية عن فتح مراكز التصويت في مواعيدها، وإختلاط رموز المرشحين وسقوط أسماء بعضهم، وأكدت أن القوائم النسبية للاحزاب بجنوب دارفور لم تصل في وقتها، لافته الي أن الاخطاء في مثل هذا التوقيت تتحول الى خطايا، وشبهت الانتخابات الحالية (بالمسخرة) والصفقة لفصل البلاد، وأكدت أن حزبها يحمل على عاتقه كشف الحقائق للرأي المحلي والدولي واضافت لن نذهب بالخروقات والدلائل الي مفوضية غرايشن حسب وصفها ، غير ان المحلل السياسي رئيس تحرير صحيفة ايلاف الاقتصادية دكتور خالد التجاني قلل من مثل هذه الاخطاء واعتبرها طبيعية، مشيرا الى ان الانتخابات لم تنتهِ وتبقت منها 48 ساعة يمكن ان تعدل فيها كل الصعوبات الا انه اضاف « الامر يقع على عاتق الاحزاب فإذا كانت هناك مشاركة حقيقية وقوية من قبلهم لاستطاعت الاصلاح لكنه اعتبر الازمة فى المنظومات نفسها، فهي لم تمارس الديمقراطية داخل اجهزتها ، وقال ان البلاد لاطريق ثالث لها وعلى الجميع الاستفادة من مساحة الحريات وتساءل قائلا هل الاحزاب حريصة على احداث تحويل، مقارنا ماحدث من خروقات بالانتخابات الامريكية التى وصل بها بوش الابن الي البيت الابيض ، ولم تؤثر على مفهوم الديمقراطية هناك. لم يتبقَ الكثير الان فقط 48 ساعة وبعدها يمكن ان يقيم الجميع تجربة الايام الثلاثة بعد 26 عاما من الانقطاع الا ان المفوضية قبل كل ذلك مطالبة بتوضيح موقفها وتقديم مرافعة تقنع بها المؤتمر الوطني قبل المعارضين، فحسب الشروق نت ان مسؤولي الحزب الحاكم دونوا جملة من الاعتراضات، فهلا فعلت المفوضية وكشفت اسباب اخفاقاتها حتى يجد الكثيرون اجابات؟ هل هو فعل مقصود ام اخطاء فنية تشابه دفن الليل اب كراعاً بره .