ظلت الدولة وعلى أعلى مستوياتها تظهر حرصا واضحا وجدية كبيرة وتفاعلا منقطع النظير مع برامج تحصين فلذات اكبادنا ضد أمراض الطفولة الخمسة ،وذلك لإيمانها التام انهم يمثلون مستقبل البلاد المشرق،بل ظلت تعمل على تسهيل مختلف السبل للوصول الى الصغار بمختلف قرى وفرقان وأحياء ومدن الوطن،وبفضل تعاون المنظمات الوطنية والأممية ورعاية الدولة احتل السودان مركزا متقدما أفريقيا وعربيا في قائمة الدول الخالية من أمراض الطفولة ،ولكن برغم كل هذه الحقائق التي لاجدال حولها وبرغم الجهد الذي تبذله إدارات التحصين بكل الولايات ،ينطبق على حي واقع بالقرب من حي الشروق بمنطقة مستورة بضاحية مدينة كسلا « لكل قول قاعدة شواذ» ، حيث وضح عقب الزيارة الروتينية التي قام بها فريق مراجعة السواقط على خلفية الحملة القومية الأخيرة لاستئصال شلل الأطفال والقضاء على نقص فيتامين (أ) وهي مبادرة عالمية تستهدف استئصال شلل الأطفال من كل العالم بإشراف منظمة اليو نسيف والصحة العالمية لتعزيز التطعيم الروتيني ورفع مناعة الأطفال ويأخذ الطفل من15 إلى 17جرعة بلقاح شلل الأطفال حتى تكتمل المناعة بصورة كاملة ضدالشلل. الحملة التي اسهدفت اكثر من ثلاثمائة الف طفل بولاية كسلا ، ونفذت ميدانيا بواسطة اثنين ألف متعاون من محليات الولاية المختلفة كانوا يتحركون في البوادي و الفرقان والأرياف والأحياء والمدن عبر وسائلهم المختلفة لتطعيم فلذات أكبادنا ضد الأمراض التي تستهدفها الحملة القومية ، حيث تفاجأ وفد المراجعة بعدم خضوع اطفال الحي للتطعيم وذلك لعدم زيارته من قبل فرق التطعيم ،واصيب فريق المراجعة بالوجوم وذلك لأنه لم يكن يضع في حساباته مثل هذا الموقف الغريب ،ولم يجد الوفد أمامه غير معالجة الامر سريعا بتوجيه أكثر من ثلاثين جرعة كان يحملها من باب الاحتياط لتطعيم عدد محدود من أطفال الحي،وهذا المسلك الغريب وغير المألوف جعل الأسئلة الحائرة ترتسم على وجوه أفراد الوفد والذين أحيطوا علما بالأمر والجهات ذات الصلة ،متسائلين عن أسباب عدم زيارة الفريق المناط به تطعيم أطفال حي سالف الذكر ،وهل هناك قرى واحياء اخرى لم تزرها فرق التطعيم أسوة بما حدث بالحي الواقع على مقربة من حي الشروق ،وهل كانت وزارة الصحة الولائية على علم ام انها تغط في سبات عميق ؟ واذا تعرض صغار هذا الحي لأحد أمراض الطفولة على من تقع المسؤولية؟؟ ،لخطورة الأمر سعت(الصحافة ) لتقصي الحقائق كاملة وسألت مدير ادارة التغذية ورئيس لجنة إعلام الحملة ست الدار احمد علي التي اشارت الى ان هناك فرقاً ذهبت لمراجعة السواقط في اطار خطة الحملة ،مؤكدة عدم شكوى بخصوص المنطقة المذكورة،مطالبة من المواطنين الحضور الى ادارة التحصين للتبليغ الفوري وإضافت ست الدار بان الحملة تستهدف كل الولاية واستشهدت بموقف لأحد فرق التطعيم عندما واجهت السيارات التي تقلهم صعوبات في الطريق،غير انهم وبعد جهد كبير تمكنوا من الوصول للمنطقة المستهدفة حيث وجدوا طفلاً واحداً وتم تطعيمه ،واشارت الى إجراءات الحملة القومية ومتابعتها من قبل المركز والولاية والجهات ذات الصلة ،من جانبه تحدث (للصحافة) وزير الصحة بكسلا الدكتور محمد سعيد تركاي ،مشيرا الى ان كل مناطق الولاية زارتها فرق التطعيم،مؤكدا ان عملها تم بالتنسيق مع اللجان الشعبية والجهات ذات الصلة وقال ان عمل مراجعة (السواقط )إجراء روتيني،واعدا بمراجعة الأمر مع الجهات ذات الصلة، كاشفا عن محاسبة أية جهة لم تقم بأداء واجبها اذا ثبت ذلك.