حذرت وزارة الداخلية من ارتقاع ظاهرة التشرد بالبلاد واعتبرتها مشروعا لتخريج المجرمين فى المستقبل ،فيما اعترفت وزارة الرعاية الاجتماعية بضعف المعلومات والبيانات الخاصة بالتشرد وعدم التنسيق بين الجهات ذات الصلة وغياب الاستراتيجية الوطنية. دوافع كثيرة تؤدى الى خروج الاطفال فى رحلة طويلة يغدو فيها الطفل متسكعا ومتشردا وغائبا عن المنزل يحدث ذلك فى كثير من بلاد الدنيا حيث تختلف المستويات الثقافية والاجتماعية وتتباين انماط سبل كسب العيش، ولكن اهم تلك الدوافع هو غياب الامن والسلم والمشكلات الاقتصادية التى تكبل المجتمع بسلاسل من غلاء فاحش وارتفاع غير محسوب فى اسعار السلع المختلفة مما يجعل ممارسة الحياة اليومية مقترناً ب(الصعوبة والحزن معا). غياب فرص العمل وظهور أعداد مهولة من العطالة يمارسون التبطل اليومى فى الشوارع والازقة يجعل من وجودهم داخل حلقة تعانى قلة الحيلة والمال معا ينعكس ذلك على سحناتهم وطريقة حياتهم معا مما يؤدى الى هروب الطفل من هذا المناخ الذى نشأ فيه والذى تلفت كثيرا داخله ولم يجد غير فتات خبز وصوت بنادق يضيق الطفل ب( الحلقة الروتينية) ويبدأ فى تغيير نمط السلوك اليومى فيلجأ لاستكشاف عالم جديد فى الشارع يبدأ بعض الاطفال فيه بالعمل من اجل لقمة اضافية بينما يتخذ آخرون منه مأوى دائما وذلك لاسباب اجتماعية تظل الدافع الاول للجؤ لهذا الشارع او ذاك، فانفصال الوالدين والتفكك الاسرى او غياب الاب الدائم عن المنزل اسباب تضاف الى ما قبلها تجعل الطفل يختار اقصر الطرق للهروب من واقعه المر فيتلقفه الشارع. فى الشارع تبدأ حياة من نوع آخر تتسم ب( الأكثر حرية ) وفى السودان كاحد الدول التى تعانى من زيادة كبيرة فى اعداد المشردين حيث ممارسة الحياة بلا قيود ولا حساب للوقت مع وداع كامل للحياة السابقة وانتشار منظم فى الاحياء والاسواق ومواقف المواصلات، يجعل هؤلاء ادوات سهلة للانشطة غير المشروعة من قبل الجماعات الاجرامية المنظمة وترويج المخدرات والتى غالبا ما يبدأ الطفل نفسه فى تعاطيها عله ينسى الواقع المأساة، وهنا نذر الخطر تهدد المجتمع بأكمله والدور هنا على وزارة الرعاية والضمان الاجتماعى فى الدفع بالمعالجة الممكنة لاسترداد الطفل لنفسه ومن ثم استرداد المجتمع له ولكن يبدو من تزايد اعداد المشردين فى شوارع العاصمة الحضارية ان الحلول من قبل الضمان الاجتماعى لم تكن بقدر حجم التشرد والذى فاجأتنا اعداده المتزايدة بدلا من نقصانها، مما يدعم عجز الوزارة عن رسم سياسات سليمة تؤدى لبناء جسر تواصل مع هؤلاء الاطفال بغرض التوعية (والصداقة ) من اجل الاستعانة بالكبار منهم على جذب اكبر عدد من الاطفال نحو دور التأهيل والرعاية مع التخلص فى الاستعانة بالشرطة فى ملاحقة التشرد وايداع الطفل عنوة فى الدور المخصصة اذ ان ذلك يقع فى خانة (المعالجة السالبة ) التى تدفع بالهروب من الدور الايوائية كذلك غياب الدراسات الاجتماعية التى تلامس المجتمع ككل وليس مجتمع الطفل المشرد فقط. التنبيه على تأمين الحلول لمكافحة الفقر والغلاء الذى تسبب فى التفكك الاسرى والطلاق وهنا لابد من وجود الارادة السياسية التى تعمل من اجل رفع العبء بافراد مساحات الدعم الاجتماعى والصحى والتعليمى لتفادى المردود الاجتماعى للتشرد ووصف اطفاله بانهم نواة الجريمة فى المجتمع الذى لم يقدم لهم العناية الدقيقة المطلوبة المتمثلة فى الحلول الجذرية من قبل الجهات الرسمية التى نراها الآن تفشل فى ذلك مما دفع غيرهم للخروج الى الشارع. همسة مازلت لهذا المكان أسيرة أفتح عينى على الشمس الجديدة لربيع قادم انتظر أفرد له شراع من أمل وخطوات وسيرة nimiriat@hot mail.com