لاخلاف على ان حركة الاخوان المسلمين هي اكبر حركة سياسية اسلامية تحظى بتأييد الشعوب في اكثر من ثمانين دولة من دول العالم. وهي التيار الغالب الذي سيحكم معظم الدول العربية في العقود الزمنية القادمة . وتربط الحركة علاقات استراتيجية بالحركة السلفية، وعلى الرغم من محاولات الغرب وتوابعه الايحاء بوجود خلاف جوهرى بين الحركتين الا ان الجوهر واحد والمقاصد العليا متطابقة.فبعد ان لاذ معظم قادة الحركة في ستينيات القرن الماضي بدول الخليج هربا من بطش عبد الناصر وظهور الحركات الجهادية السلفيهة التي احتضنها الخليج ضد الاتحاد السوفيتي في افغانستان والتي ضمت اليها حركة الاخوان وتوحدتا ضدالمعسكر الشيوعي الذي كان هوالحائط الذي اتكأ عليه عبد الناصر وبشع بالاخوان واجرم في حقهم . وفور سقوط مشروع ناصر( القومية العربية) و انحلال المعسكر الشيوعي وتقزم الاتحاد السوفيتي لم تجد حكومات الدول السلفية بدا من اتباع تكتيك تتمشى به مع سطوة امريكا على العالم وتؤجل فيه اي مواجهات عنيفة معها انتظارا لتغير مراكزالقوى المتوقع قريبا في العالم. لقد خذل الشعب المصري دعاة العالمانية في العالم العربي شر خذلان ورمى بهم وببرامجهم في مهب الريح فلم يملك وقتها اولئك الا اثارة قلاقل وفتن دائما ما يلجأ اليها الخصم غير النزيه لافسادالمناخ الديمقراطي الذي اقصاه عن الساحة . فرأينا دعاة العالمانية يكيلون النصائح للاخوان والسلفيين ويعظونهم بعدم كتابة الدستور وحدهم وعدم الانفراد بالحكم ويشبهونهم زورا بحزب مبارك المخلوع الذي كان يزور الانتخابات وبها يتسيد على الساحة السياسية .اما تسيدالاخوان للساحة فلقد جاء نتاج تفويض شعبي يحق لهم بموجبه وبالتحالف الطبيعي مع السلفيين كتابة الدستور وحكم البلاد رئاسيا وبرلمانيا سواء في ظل نظام برلماني او نظام رئاسي اونظام مختلط حيث ان الدستور الذي ستكتبه الاغلبية البرلمانية هو بالتأكيد الذي سيحقق رغبات غالبية الشعب المصري مع مراعاة حقوق الآخرين وليس هو الدستور الناتج عن تغليب رأي الاقلية العالمانية التي رفضها الشعب و التي تريد ان تلغي خيارات الشعب وتأتي بدستور عالماني بناءا على ادعاءات مشبوهة بضرورة ادخال بعض الشخصيات بعينها الى لجنة الدستور . كم يتخيل الناس البنود التي سيختلف عليها الناس في دستور مصر ؟هي بالتأكيد ليست اكثر من ثلاثة او اربعة من جملة حوالي مائتي بند.لكن العالمانيين يثيرون كل هذه الضجة من اجل بند واحد فقط خبرناه جيدا من العالمانيين عندنا وهو رفضهم لاي حكومة تطبق احكام الله العادلة بدلا من القوانين الانجليزية او الفرنسية او غيرها لادعائهم الباطل بأن اي حكومة تطبق شرع الله هي حكومة ثيوقراطية تعسفية تعيد الناس الى العصور الحجرية وهم بذلك يرددون كالببغاوات ما تبثه المخابرات الصهيونية زورا عن ظلامية المناهج الحكمية الاسلامية لاستبعاد العقيدة الاسلامية الجهادية عن الصراع الحضاري بين الاسلام والصهيونية الذي افلحت الصهيونية في حصره في النطاق القومي العربي لعقود مضت، ولكنها لم تفلح حتى الآن في كبت الصحوة الاسلامية العملاقة ولن تفلح بعد الآن في ذلك الى ان تسترد دولة ا لاسلام الكبرى مكانتها وتطهر العالم من فسق وفجور وظلم وقهر الامبراطورية الصهيونية التلمودية البروتستانتية التي تحمل كبر وزر جرائمها أمريكا .