علمت «الصحافة» ان الوساطة الافريقية بدأت في جدولة التفاوض بين دولتي شمال وجنوب السودان لاستئناف المباحثات باديس ابابا وحددت يومي السابع والعاشر من شهر مايو الجاري لاستئناف اجتماعات للجنة الاشرافية لأبيي واللجنة العسكرية للبلدين لبحث قضية انسحاب القوات المسلحة للبلدين من على الحدود، تنفيذا لقرارات مجلس الامن بشأن خارطة الطريق ، في الوقت الذي قالت فيه جوبا انها بدأت تنفيذ ما يليها من التزامات وشرعت امس فعليا في ترتيبات داخل أبيي لسحب ما يقارب 700 شرطي من أبيي. واكد السودان وجنوب السودان هدوء الاوضاع الامنية على طول الحدود بينهما خلال الساعات الماضية. إلى ذلك أعلن السودان وقف العدائيات مع دولة جنوب السودان، ورحب بخارطة الطريق التي اقرها مجلس الامن الدولي حول التفاوض مع دولة جنوب السودان واكد بيان صادر عن وزارة الخارجية ترحيب حكومة السودان بقرار مجلس الامن الخاص بخارطة الطريق التي اجازها مجلس السلم والامن الافريقي ، واشار البيان الى ان حكومة السودان ستلتزم بما جاء في القرار بوقف العدائيات مع دولة جنوب السودان ، وفق الفترة المحددة . وذكر البيان ، انه في ظل الهجمات والاعتداءات المتكررة التي يقوم بها جيش دولة جنوب السودان على الاراضي السودانية حتى اليوم في مناطق ام دافوق وتلودي وسماحة ، او هجماته واحتلاله للمناطق المتنازع عليها ، كما في كافيا كنجي وكافيا دبي ، او تهديده باعادة مهاجمة هجليج ، فان القوات المسلحة السودانية ستجد نفسها مضطرة لاستخدام حق الدفاع عن النفس . واعرب البيان عن امل حكومة السودان ان يلتزم الطرف الاخر بالوقف الكامل للعدائيات وسحب قواته من المناطق المتنازع عليها حتى لا تجد القوات المسلحة نفسها مضطرة لذلك ، وحتى يتم الوفاء بما اقرته خارطة الطريق واجازه مجلس الامن بشأن وقف العدائيات . وابلغت مصادر موثوقة «الصحافة» ان الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي ابلغ الطرفين باستئناف التفاوض باديس ابابا في السابع من الشهر الجاري للجنة السياسية العسكرية المشتركة والتي تضم في عضويتها وزيري الداخلية والدفاع بالبلدين بجانب مديري جهازي الامن، واشارت الى ان الاجتماع ينتظر ان يناقش قضايا الحدود وانسحاب قوات الطرفين منها بحسب خارطة الطريق. واكدت المصادرذاتها، ان مجلس وزراء الجنوب وافق على خارطة الاتحاد الافريقي التي اجازها مجلس الامن دون اي تحفظات، واكد انه بدأ فعليا في تنفيذ بنودها ، واشارت الى انه بعث برسالة للاتحاد الافريقي يؤكد فيها التزامه بوقف العدائيات مع الخرطوم. من جانبه، طالب نائب رئيس دولة الجنوب رياك مشار باضفاء حماية دولية على المفاوضات المقبلة باديس ابابا واشراك مبعوثي الولاياتالمتحدة والصين وجنوب افريقيا في المفاوضات، مجددا استعداد جوبا للتفاوض. في السياق ذاته ، وصل رئيس اللجنة الاشرافية المشتركة لأبيي من جانب جنوب السودان لوكا بيونق الى أبيي امس لتنفيذ موجهات حكومة الجنوب بسحب جميع قوات الشرطة الجنوبية من أبيي تنفيذا للخارطة الافريقية. وقال لوكا ل»الصحافة» ، ان اجتماعا عقده مع نائب الرئيس الجنوبي رياك مشار ووزير الداخلية تلقى فيه توجيهات واضحة بالبدء في اجراءات تنفيذ خارطة الطريق والالتزام بسحب جميع عناصر شرطة الجنوب بأبيي والتي تقارب ال700 شرطي، واضاف «رغم تحفظاتنا ورؤيتنا بان الشرطة خدمية لكن رأينا ان يتم تنفيذ موجهات الخارطة بالانسحاب من أبيي»، واكد ان عملية الانسحاب ستكتمل خلال ثلاثة ايام ، وذكر ان جوبا تسعى لتنفيذ قرار الانسحاب بطريقه سلمية وبمراقبة دولية. وفيما يتعلق بمفاوضات اللجنة الاشرافية المشتركة اكد لوكا ان الاتحاد الافريقي اقترح على الطرفين استئناف اجتماعات اللجنة الاشرافية المشتركة بشأن أبيي في العاشر من الشهر الجاري. وذكر انهم وافقوا على التاريخ المعلن، وزاد «سنذهب للاجتماعات سواءً حضر الطرف الاخر ام لم يحضر». الى ذلك، قال السودان وجنوب السودان ،إن الوضع هادئ على الحدود بعد قبول البلدين بخطة وقف إطلاق النار التي وضعها الاتحاد الأفريقي ودعمتها الأممالمتحدة، وكذلك تنفيذا لقرار اتخذه مجلس الأمن امس الاول، لكن قوات جوبا اتهمت الخرطوم بانتهاك القرار. واكد المتحدث باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد امس، انه لا توجد عمليات عسكرية على الحدود وهناك أجواء من الحذر والترقب. واضاف ان الوضع كان هادئا خلال اليومين الماضيين، وأوضح أن الجيش لم يعلن عن هدنة رسمية لكن الجبهات هادئة. وفي المقابل ، قال المتحدث باسم الجيش الشعبي لجنوب السودان العقيد فيليب أقوير أيضا، ان الحدود التي اندلعت على طولها اشتباكات بين المتمردين المدعومين من الخرطوم ومن جوبا هادئة. وتابع قائلا «الوضع على الحدود هادئ في الثماني والاربعين ساعة الماضية». لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن جيش جنوب السودان قوله إن مقاتلات ومدفعيات سودانية قصفت المناطق الحدودية لجنوب السودان، في تحد للمهلة النهائية التي حددها مجلس الأمن الدولي لإنهاء الأعمال العدائية أو مواجهة عقوبات. وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان، إن «طائراتهم ألقت قنابل، كما أطلقت مدفعياتهم النار مستهدفة قاعدة للجيش الشعبي . . وهذا مؤشر على الاستعداد لهجوم بري». وأضاف «لقد ألقت طائرات ميغ ، 6 قنابل على الحدود الجنوبية بمنطقة بناكواش، في حين أن مقاتلات والمدفعية قصفت قاعدة عسكرية في لالوب».