اطلعت في صحيفة الاهرام المصرية في عدد الجمعة 28 جمادي الأول 1433ه الموافق 20 ابريل 2012م على كتاب من تأليف جاك أتالي المستشار الاقتصادي للرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا متران. ونظر الكتاب الذي بعنوان من سيحكم العالم غداً، ولأهمية هذا الكتاب نأمل أن يطلع عليه العاملون في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية وكليات الاقتصاد. وقد عرضته وقدمته في صحيفة الاهرام الأستاذة ليلى حافظ. وقبل أن نستعرض عنوان الكتاب سنتحدث في ايجاز شديد فيما يلي: أيها السادة في سوداننا العزيز منذ سنوات وأنا أتحدث عن خطورة اسرائيل للأمن القومي للدول العربية والاسلامية وما جرى في هجليج يؤكد صدق ما ذهبنا إليه، والذين اعتدوا على هجليج هم جنود من أوغندا ومستشارون من اسرائيل، والذي يحكم جنوب البلاد وكما ذكرت في مرات عديدة هو امريكي صهيوني لا داعي لذكر اسمه وهو بمثابة بريمر العراق!! فهو معروف للذين يعملون في المجالات الدبلوماسية ووسائط الاتصال، وقد اطلعت في احدى الصحف المحلية أن الأممالمتحدة سترسل جنوداً من اسرائيل لجنوب البلاد لتدريب شرطتها. وإذا كانت الأممالمتحدة حريصة على استقرار السودان وسلامة أراضيه كان من المنطقي أن يستعين بكل القوات الدولية الموجودة حالياً في البلاد وبالرغم من فشلها في اقرار السلام في دارفور. لذا ندعو إلى اعلان حالة الطوارئ في السودان لمدة عامين لأن السودان مهدد في أمنه وعلى الأخ الرئيس باعتباره المسؤول الأول على الحفاظ على أمن البلاد عليه أن يعلن حالة الطوارئ في البلاد أما أولئك الذين يتحدثون عن الديمقراطية ومن سيخلف الأخ رئيس الجمهورية نقول لهم الناس في شنو والحسانية في شنو. فرض حالة الطوارئ في السودان في الوقت العصيب الذي نمر به في اعتقادي فرض عين وليس فرض كفاية. منذ سقوط النظام الشيوعي أصبح في العالم دولة واحدة عظمى تتحكم في الحرب والسلام هي الولاياتالمتحدة، ووضعت ما أسمته (النظام العالمي الجديد) تصور البعض أن التاريخ سوف ينتهي مع انتصار الديمقراطية، وأن العالم سوف تحكمه تلك الدولة العظمى والقوة الآحادية، فإن الهم الأكبر للبشرية منذ الخليقة هو نفس الهم الذي نعيشه اليوم في مصر: وهو معروف من الذي سيحكم الكون؟ هل هي الجيوش والجنرالات أم رجال الدين؟ هل العالم سيحكم بقوة الدين أم بقوة العسكر؟ ومن سيحكم أمريكا والصين؟ أم الصين وحدها؟ أو ربما الهند؟ هل سيحكم الاتحاد الأوربي العالم أم ستحكمه الشركات الكبرى؟ أم المافيا. ولكم جال أتالي المفكر الاقتصادي، مستشار الرئيس الفرنسي الاشتراكي الأسبق فرانسوا ميتران، في كتاب جديد بعنوان: (من سيحكم العالم غداً؟ يرى أنه لن يحكم العالم أي ممن سبق بالرغم من استمرار قوتهم، لأن بعكس ما توقعه البعض فان العالم لن يقع تحت سيطرة امبراطورية ولكنه سيكون تحت سيطرة امبراطورية أكبر هي سلطة السوق. وفي نفس الوقت يرى أتالي ان السوق لن يعمل بشكل وفعال بدون قانون للسوق والقانون لن يطبق وتلتزم به السوق بدون دولة، وأخيراً الدولة لن تستمر إلا إذا كانت دولة ديمقراطية حقيقية. تلك الدولة الديمقراطية التي سوف تضع قوانين السوق، لن تتمكن من الاستمرار، أو تجد الحلول للمشاكل التي يواجهها الكون بدون اقامة ما أطلق عليه أتالي (حكومة عالمية) أو (حكومة العالم). هذه الحكومة التي يتحدث عنها جاك أتالي ستتخذ شكلاً أقرب إلى شكل النظم الفيدرالية التي تعرفها اليوم، ومنطقة مثل الاتحاد الأوربي يمكن أن تعمل كمختبر لتلك الحكومات الفيدرالية المستقبلية، ففي الاتحاد الاوربي يتم حالياً تطبيق سياسة ترك للحكومات المحلية مهمة ضمان حماية الحقوق الخاصة لكل شعب، وحماية الثقافات المختلفة، بينما تكون مهمة (حكومة العالم) هي العمل على تحقيق المصالح العامة للكون، والتحقق من أن كل دولة تحترم حقوق كل مواطن في الكيان البشري الأكبر. يرى أتالي أن تلك الحكومة سوف تنشأ نتيجة لسيادة فوضى عارمة، اقتصادية ومالية وعسكرية وبيئية وسكانية وأخلاقية وسياسية، أو أنها سوف تنشأ، وذلك أقل توقعاً، بدلاً من تلك الفوضى هذه الحكمة سوف تظهر تدريجياً من خلال نسيج الفوضى وتراكم الشبكات التي تنسجها الدول والشركات والنقابات والأحزاب السياسية والمنظمات الأهلية والأفراد، هذه الحكومة سوف تصبح إما حكومة مستبدة أو ديمقراطية، حسب الطريقة التي ستنشأ بها. لذا ينصح جاك أتالي بضرورة أن نبدأ من اليوم التفكير في شكل تلك الحكومة العالمية، لتشكيلها قبل أن تظهر بدون علمنا وتبدأ هي في تشكيل العالم الجديد. الديمقراطية والسوق يقول أتالي في كتابه كيف ان نهاية القرن العشرين ساد شعور عام بالتفاؤل في أنحاء الكون، فقد انفتحت القارات واتخذت أبعاداً كونية، وتطورت التكنولوجيا وظهرت الانترنت، مما أدى إلى الاستثمار في الوقت بالنسبة لانتقال الانسان أو السلع أو الأفكار، وأصبحت قيم الغرب بالأخص الحرية الفردية، مع تفسيرها المزدوج. السوق والديمقراطية مطلب عالمي دعت إليهما أخيراً كل من تونس ومصر. في تلك الفترة بدأ العالم وكأنه يتوحد في كله، ويسحق الاختلافات الثقافية ففي كل مكان من أمريكا اللاتينية مروراً بأوربا الشرقية والدول العربية، انتقل جزء من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة المتوسطة. في نفس الوقت نشأت معاهد دولية عديدة عامة وخاصة رسمية وغير رسمية وبدأت تعمل في تحليل وادارة مشاكل الكون التكنيكية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وقامت تلك المعاهد بدور الحكومة الادارية للعالم، وبعد أن كان المرء يتحدث عن الحكومات بدأ الحديث عن الحكم الرشيد. وتضاعف عدد المحاضرات والمؤتمرات الدولية التي تنظم فأصبح بامكان رؤساء العالم الذي يصل عددهم إلى مقابل مؤتمرين في القرن التاسع عشر وكل عام يتزايد عدد الدول كما يتزايد عدد المؤتمرات. ولكن المشاكل عادت مرة أخرى وتفجرت الأزمات الاقتصادية العالمية الكبرى وخرج الاقتصاد والمال عن السيطرة وكشفت المعاهد الدولية عن ضعفها وغياب تأثيرها على الحكومات في كل المجالات. وأصبحت السوق عالمية بدون أن تضع تشريعاً عالمياً، ولا نظاماً ديمقراطياً كونياً. أما الدول العظمى فلم تعد قادرة على فرض احترام القانون إلا على أراضيها هي وضعفت الولاياتالمتحدة بدون أن تكون هنالك دولة تستطيع أن تأخذ مكانها في قيادة شؤون العالم. فالدولة القديمة تفككت والدول الأخرى العديدة فقدت سبل حماية هويتها وتحقيق الحد الأدنى من التضامن مع الأكثر ضعفاً داخل بلادهم، وأصبحت هناك مناطق شاسعة تعيش بلا شرعية أو قانون وسيطر المال والتأمين والترفيه على المجتمعات بينما تراجع الاقتصاد الحقيقي والمصلحة العامة كما استبعدت العملات النقدية واتسعت الفجوة بين البشر وسادت اللامساواة وتسارعت حركة الهجرة وتدهورت البيئة وشحت المياه وانتشرت وسائل تدمير البشر من أسلحة نووية وبيولوجية وكيماوية وتعددت المخاطر الهمجية وأخيراً تفجرت الكوارث الطبيعية منذ عام 2011م مثل الزلازل والتسونامي والكارثة النووية في اليابان كي نتذكر دائماً اننا نعيش تحت رحمة الكوارث الطبيعية ذات العواقب الكونية. يقول أتالي اننا اليوم وصلنا عند نقطة فارقة ففي الوقت الذي نشهد فيه ارتفاعاً كبيراً في تعداد السكان في العالم نرى أنفسنا نقف على حافة الفوضى أن رؤيتنا للمستقبل وللطريقة التي يمكننا التحكم فيه، تشكل من هذا التاريخ الطويل. قلب جديد لقوة الغد ويتساءل أتالي: من يستطيع أن يكون غداً هو القوة العظمى الجديدة؟ من الذي يملك كل الوسائل الاقتصادية والعسكرية والمالية والسكانية والثقافية والعقائدية التي تؤهله لأن يحكم العالم؟ من الذي يمكن أن يكون لديه الرغبة في ذلك؟ هل يمكن أن نفكر كما فعلنا في السبعينيات، انه من الممكن أن تختفي الولاياتالمتحدة ولكن في هذه السبعينيات انه من الذي يمكنه أن يتحكم في تحديات المستقبل؟ وكيف يمكننا ان نجد الاجابات عن التساؤلات التي طرحت خلال الثلاثة آلاف عام الماضية، بسرعة وخلال الثلاثين عاماً المقبلة؟ ويقول أتالي انه كأن التاريخ يكرر نفسه فإن الولاياتالمتحدة ستظل ولمدة طويلة مقبلة القوة الأولى في العالم في المجالات العسكرية والتكنولوجية والمالية والسياسية والثقافية وذلك بالرغم من تراجعها النسبي وللمرة العاشرة سيتم اجراء عملية نقل قلب جديد بدلاً من القديم، وسيعيد النظام العالمي تشكيل نفسه حوله. هذا القلب الجديد سوف يفرض حكومته كما فعلت من قبل كل الشعوب عبر التاريخ من أبناء البندقية إلى الانجليز ثم الامريكيين هذا القلب الجديد مازال غير معروف وان كان سيحمل الهوية الامريكية أم الصينية أو الهندية أو الاوروبية، ولكن هذا ليس معناه أنه سوف يملك وسائل حكم العالم فيمكن لدولة أن تتحكم في دول أخرى، بدون أن تكون قادرة على التحكم في التهديدات التي تواجه البشرية من كل نوع ولون ففي رأي أتالي ليس هناك دولة ولا تحالف ولا قوى كبرى تضم أكبر 20 دولة تملك وسائل الحكم. ولكم أن التاريخ لا يكرر السيناريو نفسه فلن يكون هناك أي قوى يمكن أن تملك وسائل قيادة العالم، لن تستطيع أي دولة وحدها أن تحمل كل هذا الحمل الثقيل، فالولاياتالمتحدة لن تكون بعد الآن حكومة العالم. أما الصين فلن تملك أبداً الوسائل ولا الرغبة لذلك، كذلك الوضع بالنسبة لأوربا والنسبة لمجموعة العشرين الكبار. وتدريجياً سوف تحل مجموعة من دولتين هما الولاياتالمتحدة والصين مكان القوة الآحادية للولايات المتحدة ولكنها في نفس الوقت لن تستطيع أن تحل محلها تماماً ولن تستطيع حكم العالم فلن يستطيع أحد أن يتحكم في المشاكل المنهجية التي ستظهر في المستقبل. الفوضى العارمة لذلك يرى أتالي أنه من الممكن أن نرى بعد فشل العولمة الأولى عودة الدول إلى الحكم الديكتاتوري على أراضيها، حيث سيؤكد الحكام الجدد رغبتهم في حماية ثقافتهم أو في حكم العالم، ولقد تم بالفعل ظهور عقيدتين شموليتين على هذا النحو عقيدة خاصة بالبيئة وأخرى بالدين ويصادف أن تحمل كل من العقيدتين اللون الأخضر كرمز لكل منهما. وسوف تحاول كل عقيدة فرض نفسها بداية بقوتها الذاتية قبل أن تندمج داخل آيديولوجية أخرى تنتمي إلى ديمقراطية جديدة. لم يكن هنالك ما ينبئ عن احتمال حدوث هذا التطور، فالعالم كان ومازال في قبضة القوى المختلفة مثل القوة الامريكية التي ليس لديها أي رغبة في تغيير أي شيء في النظام العالمي الذي تم ارساؤه في عام 1945 وحتى ان رغبوا في تغيير شيء فلا يملكون القدرة ولا والوسيلة لذلك، أما بالنسبة للقوى الأخرى مثل الصين والهند والبرازيل واندونيسيا والمكسيك وتركيا وجنوب افريقيا ونيجيريا فهي سوف ترفض أيضاً تشكيل حكومة فوق الدول تكون ديمقراطية وعالمية وسوف تفضل المطالبة بحقها في توجيه شؤون الكون. حكومة العالم ولكن يرى أتالي ان التفكير في حكومة عالمية ليست فكرة هلامية تماماً، فالتاريخ أثبت أنه يملك خيالاً أوسع كثيراً من خيال الروائيتين ولكن يجب أن ننتظر إلى أن نتعلم من الكوارث التي تحقق بناء سواء كانت مالية أو بيئية أو سكانية أو صحية أو سياسية أو أخلاقية أو ثقافية كما حدث في اليابان عام 2011م ان قدرنا جميعاً مرتبط بعضه بعضاً عندما يحدثها فسوف ندرك حجم التهديدات المنجية التي سوف نواجهها وسوف نجد ان السوق العالمية لن تعمل بشكل صحيح بدون وضع قانون دولي وأن القانون لن يطبق بدون دولة وأن الدولة حتى ولو كانت عالمية لن تستمر إلا اذا كانت ديمقراطية بشكل حقيقي. العالم سوف يدرك في تلك الحالة أن الانسانية تملك مميزات ضخمة تؤهلها لأن تحقق مستقبلاً عظيماً: تلك المقومات والمميزات تمكن في التكنولوجيا وفي ثروات بشرية ومالية ومادية. وفي هذه الحالة فإن العديد من التساؤلات سوف تطرح هل يمكن لحكومة عالمية فوق الدول أن تمارس سلطة حقيقية على وسائل الكون بدون أن يغيب القانون عن مناطق عديدة فيها، وكيف ولماذا تكون تلك الحكومة أقل فساداً، وأقل بيروقراطية وأكثر فاعلية عن السلطات الأخرى الموجودة بالفعل؟ وكيف يمكن لتلك الحكومة أن تقسم بالعدل الثروات الطبيعية التي تندثر تدريجياً؟ هل بامكان تلك الحكومة أن تقلل مخاطر قيام صراعات كونية؟ هل بامكانها أن تدرك اهتمامات البشرية على المدى الطويل؟ هل يمكن أن نتخيل أن حكومة مثل تلك يمكنها أن تضم كلا من الديمقراطية الليبرالية الامريكية والديمقراطية الاجتماعية الاوربية وفي نفس الوقت يكون لديها القدرة على التفكير في المدى الطويل مثل الصين؟ وأخيراً كيف يمكن منع تلك الحكومة العالمية من أن تكون صورة أخرى مكررة من دول أو شركات كبرى ومسيطرة تفرض على كل ما عداها صورة أخرى من الشمولية في الوقت الذي تتحرر فيه شعوب أخرى من وطأة الحكم الديكتاتوري؟ أفضل حكومة عالمية يوجد بالفعل العديد من المشاريع لاقامة حكومة للعالم، والمكانة التي تحتلها أوربا ليست مختلفة تماماً، فإن القارة القديمة تضم على الأقل ثمانية شعوب كانت امبراطوريات ذات طموحات كونية، مثل اليونان والرومان والأسبان والبرتغاليين والهولنديين والفرنسيين والألمان والانجليز، ولقد ألهمت أوربا من الفاتيكان والولاياتالمتحدة كما ان الاوربيين والامريكيين يسعون إلى حكومة عالمية تعمل على استمرار سيطرتهم على سائر البشرية لذا فانه ليس عجباً أن تكون أوربا التي عرفت بأنها مهد الديمقراطية هي اليوم احدى المناطق التي تشهد نشأة الحكومة الديمقراطية العالمية، ولكنها ليست الوحيدة فهناك أيضاً الصين دول في افريقيا تسعى لانشاء فيها تلك الحكومة. ولكن من هي أفضل حكومة ديمقراطية؟ وما هي مقوماتها؟ يقول أتالي ان أفضل حكومة ديمقراطية عالمية يجب أن تأخذ في اعتبارها المصلحة العامة للكون كله وللبشرية جمعاء فهي لن تكون مجرد حكومة متعددة الجوانب بل يجب أن تضفي عليها أبعاداً تتجاوز القوميات. ويؤكد أتالي أنه لن يكفي لاقامة مثل تلك الحكومة اصلاح دولة غير مكتملة فلن تكون هناك قيادة ولا يمكننا أن نقيم السلطة مكان سلطة أخرى موجودة بالفعل، لذا فان أتالي يرى أنها مسألة صعبة ولكنها أيضاً وفي نفس الوقت فرصة. يمكن تخيل حكومة ديمقراطية كونية في عالم يعطي للمواطن الحق في أن يتحرك ويتواصل بحرية تلك الحكومة ستكون لها برلمان وأحزاب سياسية وادارة وقضاة وقوة شرطة وبنك مركزي وعملة نقدية ونظام حماية اجتماعية وسلطة تعمل على نزع السلاح. وأخرى تعمل على السيطرة على الأمن النووي المدني وكم كبير من السلطات المضادة تلك الحكومة ستكون مسؤولة فقط عن المصالح العامة للكون، وسوف تساعد الدول الأضعف بينما ستحترم كل منطقة حقوق كل مواطن في البشرية في نفس الوقت، ستترك الحكومة الكونية للحكومات المنبثقة منها العناية بالمناطق التي سوف تقع تحت مسؤوليتها، والاهتمام بالحقوق الخاصة بكل شعب وكذلك الاهتمام بالدول المجاورة التي تمكن أهميتها في استمرار العالم الذي نعرفه. على أرض الواقع مثل تلك الحكومة هي محض خيال ولن يمكن أن تحقق ولكن يمكن أن تحقق حكومة أخرى أكثر عملية وأكثر بساطة من شأنها أن تحول تدريجياً المنظمات الموجودة بالفعل وتوجيهها إلى النموذج المثالي ويرى أتالي أنه يكفي لتحقيق هذا الشكل للحكومة الديمقراطية العالمية واستبعاد كارثة أن يتم وضع بعض الاصلاحات مثل دمج منظمة العشرين الكبار مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ووضع تحت سلطاتها كل المنظمات ذات الاختصاصات الكونية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ووضع الجميع تحت سيطرة الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويرى أتالي أن مثل تلك الفكرة يمكنها أن تحقق في يوم واحد وعلى من يرى أنها صورة أخرى من الديكتاتورية الكونية يقول أتالي انه من الممكن أن البشرية لن تصوت من أجل مثل تلك الحكومة اليوم ولكنها قد توافق على وحدة وتضامن الجنس البشري كله، ومن الممكن أن تبدأ من تلك النقطة اليوم. والله من وراء القصد خارج النص: الأخ الرئيس شاهد العالم في الشرق والغرب مدى حب الشعب السوداني لكم، لذا نحن لا نريد أن نذهب إلى الجنوب ولا نود أيضاً أن نصف جنوب البلاد بالدولة العدو وما قام به سلفاكير جريمة أخلاقية ويعتبر بداية النهاية له وهو لا يمثل اخواننا في جنوب البلاد ولكن يجب علينا أن نطالب بالتعويضات وما قام به سلفاكير ومجموعته اليهودية يعتبر ابادة. هل يعقل أن يقوم سلفاكير ومجموعته الحاقدة بحرق آبار البترول ويذهب وبدون خجل إلى الصين ونقول له أن السودان أول من اعترف بالصين والاستثمارات الصينية دخلت في افريقيا كلها عن طريق السودان والشعب السوداني يقدر وقفة الصين ألا يخجل سلفاكير ومجموعته التافهة أن يذهب إلى الصين. في الوقت الذي سحبت الولاياتالمتحدةالامريكية آليات حفر البترول من جنوب البلاد عن طريق ميناء كوستي إلى الكاميرون ولو كانت امريكا تحبكم لما سحبت آليات حفر البترول. وأكرر نحن لا نحبذ الذهاب إلى الجنوب بل علينا أن نطرد كافة المتمردين حتى حدود 1956م وجنوب البلاد أصبحت دولة مستقلة وتدخلنا فيها يعتبر تدخلاً في شؤون دولة مستقلة طبقاً لميثاق الأممالمتحدة. وأخيراً نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية انه نعم المولى ونعم النصير. * ماجستير ودكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي ويسترن الأمريكية