في احدى الصباحات الخضراء تحديدا في يوم 26-2-2012 كانت الشابة رنا تطالع صحيفة من صحف الخرطوم، وفجأة توقفت عند صرخات استغاثة ، ميني تحقيق يصرخ بعنف قائلا ( مدرسة الفويلة جدران تصارع للبقاء ولكن ( (ابناء الفويلة : بسبب غياب الدور الرئيسي للمسئولين بالدولة نناشد المنظمات الخيرية السودانية ) ، وجاء في التحقيق ان مدرسة الفويلة بشمال كردفان التي تخدم مئات الطلاب آيلة للسقوط مما يهدد مستقبل هؤلاء الطلاب ، وبالمدرسة خمسة أساتذة فقط ، و تضم بين جنباتها أربعمائة طالب و طالبة ، يتلقون الدروس في العراء تحت ظلال مرتجلة ، تلقي بها عريشة أو شجرة وبين حوائط متهدمة ، لم تكاد رنا تنتهي من القراءة حتى قامت برفع التحقيق المصور عن استغاثة مدرسة الفويلة ونشرته على صفحة ( معلمون بلاحدود) على موقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك ) ، ولم تمضِ دقائق حتى انتشر الخبر عن مدرسة الفويلة ، و تعليق وراء تعليق بينهم عدد غير محدود من الاعجابات ، و فكرة تتلاقى مع فكرة اخرى ، قرر اعضاء قروب الذين يزيدون عن 13 ألف عضو داخل وخارج السودان الاستجابة للنداء ، رأى الشباب لابد من وقفة سريعة لعمل المساعدات الممكنة لدعم المدرسة التي شبه انهارت ، وبعد اتصالات مكثفة ما بين اعضاء القروب وممثلي مدرسة الفويلة ، ثم زيارة ميدانية لمقر المدرسة بمحلية ود عشانا في ولاية شمال كردفان ، تم عمل ( ايفينت ) مخصص لدعم المدرسة تحت اسم ( معا من اجل الفويلة ) ، تحت شعار ( من جهتي لا أفعل شيئاً مدهشاً ولكني أحاول وسط هذه العزلة أن أجعل الحياة ممكنة التحمل( . ثم كان ميلاد الخطوة في مشوار الميل ، شباب عاهدوا انفسهم على ان يكون لهم دورهم الفاعل تجاه قضية التعليم ، وهذه الخطوة ليست الاولى في سجل دفتر انجازاتهم ، ولكنهم يعملون بصمت وفي هدوء شديد ، قاموا بتجهيز معرض فني التزموا بأن يكون عائده لصالح دعم مدرسة الفويلة ، احتوى المعرض على اعمال تشكيلية ويدوية ، ورسم حر ، صور فوتوغرافية ، اعمال نحت على القرع والخزف ، كما صاحب المعرض تقديم مأكولات ومشروبات باسعار رمزية لدعم المدرسة ، افتتح المعرض في مساء الخميس الماضي بدار اتحاد الفنانين التشكيليين السودانيين ، واستمر لمدة ثلاثة ايام ، حيث شهد المعرض اقبالاً منقطع النظير ، شباب وشابات ، الكل يريد المشاركة لدعم المدرسة ، وقد شاركت مجموعة من الفرق الغنائية في الفعاليات المصاحبة للمعرض منها « مجموعة تربل فايف ، سودانيزباند ، ومجموعة ثري دبل ون ، دي جي عبدالعزيز» و كذلك شاركت مجموعة ريحة البن الشعرية في الفعاليات ، بالاضافة الى انه كانت هنالك فقرة»open mic» واسكيتش عن (معلمون بلاحدود) كتبه السينارست حامد دياب قام بأدائه عدد من اعضاء المجموعة . يقول عمرو حسن ابراهيم احد اعضاء المجموعة ان (معلمون بلاحدود) هي نشاط شبابي يهدف الى تطوير التعليم والبيئة التعليمية في السودان عبر تفعيل المجتمع ذات نفسه ، ومن ثم تذوب فيه مخلفةً وراءها مجتمعاً يهتم بالتعليم كقضية ملحة دوماً وأبداً ، ونحن هنا بنعتمد على المورد البشري المفكر، افكارنا كلها تأتي من المجموعة ، لأننا مؤمنون بأن تفكير الناس من خلفيات فكرية مختلفة تولد دفعة كبيرة للعمل ، وتجعل من الفكرة سهلة التطبيق على مستوى الفرد والجماعة . ويضيف محمد الامين بأن المعرض جاء من ايمان اعضاء المجموعة بضرورة العمل الطوعي سعياً منها لمشاركة واسعة في المجتمع لرتق بعض الفتوق في النسيج التعليمي والتربوي في السودان ، وقد شمرت المجموعة عن سواعد الدعوة لبناء واعادة تأهيل مدرسة الفويلة ، والجدير بالذكر ان هنالك خطوة اخرى يجري الاعداد لها على قدم وساق من اجل ذات الغرض .