في الساحة الثقافية هناك العديد من القضايا، والتي تستحق أن نفرد لها الصفحات، وسنبدأ منذ العدد القادم بتفجير هذه القضايا، والتي نتوقع أن تسهم في تعديل المسار الثقافي وتوجيهه نحو أفق جديد ينهض به من وهدته. وليس أثقل على المرء من أن يعاود إثارة بعض القضايا، والتي كنا قد أثرناها من قبل، ولكن كما قال الراحل فاروق عبد القادر (إن معارك الماضي يجب أن تحارب من جديد حتى لا تتم خسارتها نهائياً). ولكن نزعم ان القضايا التي نثيرها، والحوارات التي نجريها، لن ننزلق إلى متاهات الاثارة، لأننا نحترم القارئ ونحترم الذات، ونقدر تاريخ الصحافة الثقافية السودانية التي عرفت دائماً برصانتها وتعقلها. ونشير هنا إلى أن بعض الناشطين في الفضاء الاعلامي قد تسرعوا في نشر خبر كاذب عن وفاة الشاعر الكبير محمد الفيتوري، واعتذر بعض من تورطوا في اشاعة الخبر، وقد تسبب هذا الخبر في متاعب جمة لأسرة الشاعر الفيتوري ولأصدقائه، ولقرائه على امتداد ساحة الوطن العربي، وكنا نتوقع أن تعتذر الصحف العربية التي روجت للخبر، ونعت الشاعر لقرائها ولأسرة الشاعر، إلا أنها لم تفعل.. وهذا تصرف غير مقبول من صحافة ظلت على مدى سنوات محل ثقة واحترام وتقدير جمهورها من محبي الأدب وقرائه. وقضية العلاقة بين الثقافة والإعلام، أو ما يعرف بالإعلام الثقافي هي محل بحث ودراسة من جانب دارسي الاعلام المعاصر. وقد قلنا من قبل ان مساحة الثقافة في صحفنا تتضاءل يوماً بعد يوم، وتزحف عليها الاعلانات مقلصة المساحة المحددة، وبعض كتابنا من المبدعين يكتبون روايات وقصصاً ونصوصاً أخرى تضيق عنها المساحات المحدودة، ولا تتواءم مع طبيعة صحفنا، وبعض كتابنا يقدم مادة لو نشرت كما يطلب مرة واحدة لاحتلت نصف أو ثلث الصحيفة كلها. ولهذا فان الأمر يتطلب قدراً من الموازنة بين احتياجات الصحافة الثقافية ومتطلبات حركة النقد والإبداع.