تشرفت بتلبية دعوة كريمة من المنظمة العربية للتنمية الزراعية لحضور الاحتفال بالبرنامج المشترك بين المنظمة ووزارات الزراعة بكل من ولايات شمال وجنوب وغرب دارفور والذي تم برعاية د. عبدالحليم اسماعيل المتعافي وزير الزراعة الاتحادية ..كان البرنامج يحدث عن نفسه حيث احتشد جمع كريم من المهتمين بقضايا الزراعة في السودان من خبراء المنظمة وموظفيها والاعلاميين والصحفيين وغيرهم يتقدمهم وزراء الزراعة - في ولايات دارفور الثلاث قبل التقسيم الجديد - وتحلقوا حول معالي د. طارق بن موسى الزدجالي المدير العام للمنظمة ليوقعوا علي عقود بدء البرنامج الخاص باستلام التقاوى المحسنة التي وفرتها المنظمة لصالح دعم وتطوير وإنماء القدرات الزراعية لولايات دارفور وهي خطوة تستهدف تنمية انسان دارفور في المقام الاول خصوصاً اولئك النازحين والعائدين من المعسكرات ممن يرغبون فعلياً في مزاولة النشاط الزراعي للخروج من دائرة تلقي المعونات الي فضاءات الانتاج وصولاً الي الاكتفاء الذاتي والاسهام في نهضة الآخرين . انها مناسبة جيدة ان تهتم المنظمة العربية للتنمية الزراعية وتفرد اهتماماً خاصاً من مديرها العام وخبرائها وعبر استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة التي اجيزت للتنفيذ خلال العقدين القادمين ، لقد عانت ولايات دارفور وعاني معها كل تراب السودان خلال فترة الاضطرابات والحرب الاهلية وقد حان الوقت ليستفيد المتضررون الاساسيون من الحرب وهم السكان البسطاء وغالبيتهم بالطبع اما من المزارعين او الرعاة وكلا الصنفين وضعت المنظمة بالتنسيق مع وزراء الزراعة بالولايات الثلاث خططاً طموحة لتوفير اركان العملية الزراعية بالاضافة الي توفير الماعز المحسن، وبالتالي يعتبر هذا البرنامج دعماً سياسياً ولوجستياً كبيراً لعملية السلام والاستقرار ودعم العودة الطوعية للنازحين في دارفور ومن المهم ان يجد هذا البرنامج المزيد من الاهتمام سواء من قبل السلطة المركزية ممثلةً في وزارة الزراعة الاتحادية او من السلطة الاقليمية لدارفور بقيادة د. تجاني السيسي وذلك بتوفير كافة المعينات وتذليل العقبات للآلية المشتركة لتنفيذ البرنامج باعتباره عملاً كبيراً يستحق التشجيع وتوفير كافة الضمانات لديمومته واستمراره . ومن المهم كذلك تطوير الافكار الاستثمارية الجيدة التي طرحها مدير عام المنظمة العربية امام وزراء الزراعة بولايات دارفور والمتمثلة في جاهزية المنظمة لتقديم مبادرة منها في دعم الاستثمار لاستغلال الميزة النسبية لبعض مناطق دارفور في توفير بعض المحصولات الشتوية مثل القمح وبعض الفواكه التي تتطلب مناخاً بارداً مشابهاً لمناخ البحر الابيض المتوسط ، المبادرة جاءت من المدير العام للمنظمة وعلي وزراء الزراعة في الولايات التي تتمتع بعض مناطقها بميزات نسبية ان يسارعوا الي جعل هذه المبادرة واقعاً يمشي علي الارض، وبرأيي ان الفرص الجيدة والمفيدة للناس جميعاً تأتي بها الافكار التلقائية المشبعة بحب الاصلاح. ان الجهود التي تبذلها المنظمة العربية للتنمية الزراعية في السودان هي جهود مقدرة لانها تنطلق من قناعات عربية بأن مصلحة السودان ترتبط بالزراعة في المقام الاول نسبة لما يتمتع به من خصائص لا توجد في غيره من الدول العربية ولذلك حققت المنظمة مشكورة للبلاد مكاسب كبيرة علي صعيد التنمية الزراعية فقد اجازت الجامعة العربية عبر المنظمة منح السودان مبلغ ثلاثة ملايين دولار لتنفيذ البرنامج العربي للتنمية الزراعية والريفية المتكاملة والمستدامة في ولايات دارفور الثلاث ، ليس هذا فحسب بل وعدت المنظمة علي لسان مديرها العام بدراسة افكار جديدة تتعلق بالبحث عن توفير تمويل يغطي المتبقي من احتياجات البرنامج بما في ذلك امكانية استصحاب بعض احتياجات بقية ولايات دارفور التي لم تكن مدرجة في البرنامج . « تفاصيل اوفي لاحقاً » .