٭ في بادرة لا تخلو من (غرابة) ووصفت بأنها الأولى، من نوعها، قدم الأمير البريطاني تشارلز وزوجته كاميلا، دوقة كورنوول، الأول من أمس، النشرة الجوية في التلفزيون البريطاني. ٭ وحسب ، ما أوردته وكالات الأنباء جاء تقديم الأمير وزوجته للنشرة الجوية، أثناء جولة لتفقد ستديوهات تلفزيونية هيئة الإذاعة البريطانية في مدينة جلاسجو الأُسكتلندية، وكان أداؤهما جميلاًً. ٭ قال تشارلز وعلى شفتيه (ابتسامة)، سيكون الطقس بارداً ورطباً و(عاصفاً) في معظم أنحاء أُسكتلندا، وقالت كاميلا (بلهجة متأنقة): سيكون هناك تساقط للثلوج على الأراضي المرتفعة، مع احتمال تساقط القليل منها بعد فترة الظهيرة. ٭ وبعد تلاوتهما للأحوال الجوية (السيئة) قال تشارلز:(الحمد لله أنه ليس يوم عطلة للبنوك)، في إشارة إلى العطلات العامة، التي عادة ما تكون ممطرة في بريطانيا. ٭ ووصف مقدم النشرة الجوية في التلفزيون البريطاني (ستاف داناوس)، ما قام به الأمير والاميرة، بأنه عمل عظيم ، وقال إنهما كانا مهنيين بارعين، وأضاف : بعد ده مقدمو النشرات الجوية يشوفو ليهم بلد (الترجمة من عندنا). ٭ على الفور، اتصلت بصديقي الملاطف، الفيزيائي الدكتور نور الدين أحمد عبدالله (أحد أركان الأرصاد الجوي الميامين)، والذي يعود إليه الفضل، في تحبيب النشرة الجوية إليَّ ، عندما كان يقدمها عبر تلفزيون السودان. ٭ قلت لدكتور نور الدين،: (شوفو ليكم بلد)؟! قال لي (ومعها ضحكة) عبر الهاتف: نحن هينين ، إنتو شوفو ليكم بلد!! ٭ وحقيقة إن النشرة الجوية، بتلفزيون السودان القومي، ومنذ بداية بثها في العام 1962، استطاعت أن تضيف إلى رصيدها رصيداً، وتكسب (متابعاً) جديداً ، يحرص عليها يوماً إثر يوم، بما تقدمه من معلومات وخدمة. ٭ وأذكر عام 88 التقيت شيخاً من شيوخ قريتنا الحكماء، الذي عُرف بحرصه علي النوم أبكر ، منذ أن كان صبياً، أخذ من الشيخ فرح ود تكتوك قوله: (نومي بدري.. قومي بدري.. أزرعي بدري .. حشي بدري... شوفي كان تنقدري).. ٭ سألت الشيخ الحكيم: ألا زلت محافظاً على النوم بدري؟ قال لي: وين !! أنا الآن ، كان ما حضرت النشرة الجوية، وعرفت (الفاصل المداري) ماري بي وين، ما بنوم ، (وكان العام 88 قد شهد أمطاراً وسيولاً وتقلبات جوية أثرت على حياة الناس العامة). ٭ خدمات النشرة الجوية تستفيد منها مرافق شتى، لكنا نحن المواطنون العاديون نتحسس أهميتها، كلما تلبدت السماء بالغيوم، ورعدت الرعود، وبرق البرق، أو كلما خطر ل (النيل)، أن يتنزه بعيداً عن الضفتين، أو يرسل (موجه الأزرق)، لتحية الأبعدين. ٭ قال لي صديق مهتم بالتنبؤات الجوية:صدقني نشرة الأحوال الجوية، ستجد اهتماماً أكبر، في بلادنا، وسيحرص على متابعتها الجميع، يوماً ما بذات الاهتمام الذي كانوا يتابعون به نشرة أخبار الموتى، في الثامنة مساء. ٭ قلت له: إذن سنكون قدمنا نشرتين: نشرة للحياة، ونشرة للموت!. ٭ في تقديري، أن النشرة الجوية، لو كانت نبهتنا في (الليلة ديك)، أن يوم غد الاثنين (يوم أسود)، لما ذهب أطفالنا إلى المدارس، ولما بلغ الفزع مداه. ٭ إلى هذه الدرجة، نحن نتعشم في خدمات النشرة الجوية، وأحوال الطقس والمنخفضات الجوية، ودرجة الحرارة العظمى والصغرى و(إتجاه الريح)، وأين يمر الفاصل المداري. ٭ ترى هل يتبرع مسؤول من مسؤولينا و(زوجته)، بتقديم النشرة الجوية حتى يشوف د.نور الدين وزملاؤه بلداً أو نشوف نحن بلداً؟!.