٭ نجد أن منظمات المجتمع المدني تنشط بصورة ملحوظة في غرس مفهوم السلوك الوقائي من مرض في المجتمع، وتؤدي الكثير من الادوار واستقطاب الدعم، بيد أن «الفحص الطوعي» مكون اساسي للسيطرة على انتشار المرض، خاصة ان السودان بلد يسوده الحراك الاجتماعي والتداخل الحدودي، ولهذا اثر كبير في نقل المرض، كما اننا نجاور حزامه في افريقيا، فنسبة الوباء في الوطن «5.76» ويمكن وصولها الى «102» بحلول عام 2015م، والحالات المكتشفة بولاية الخرطوم حتى نهاية 2011 بلغت 17.595، اما الأيتام بسبب الايدز فقد بلغ عددهم 27.888، وتجيء خطة عام 2012 الحملة الكبرى لمكافحة الايدز في ولاية الخرطوم، اضافة لفتح مراكز فحص جديد. ٭ إننا بحاجة لتغيير الصورة المرسمة في دواخلنا عن المرض، خاصة حصره في السلوك غير المشروع، كما ان هنالك معلومات شائعة غير دقيقة وغير طبية او علمية، من ان الفيروس ينقل عن طريق استخدام دورات المياه المشتركة والسعال والسباحة!! ٭ اقصاء المجتمع لمريض الايدز يجعله يحجم عن المصارحة بالمرض، وهذا بدوره يؤدي الى تسارعه ومضاعفة رفض المجتمع له او حتى الوجود معه في مكان واحد، رغم ما تظهره دائما طرق العدوى، وهنا تأتي التوعية كإحدى اهم الاذرع في مكافحة المرض. ولعل اهم البرامج في تطبيق هذه التوعية خاصة للمقدمين على الزواج هو تنفيذ برنامج «الزواج الصحي»، وذلك بعمل الفحص اللازم قبل الزواج عن مرض نقص المناعة المكتسبة، إذ أنه بالتوعية عن طريق هذا البرنامج يمكن أن يتقبل المجتمع أهدافه الرامية للوقاية من مرض الايدز، مع خلق جيل سالم ومعافى، كما يتيح البرنامج التركيز على الجوانب الوقائية، خاصة أن اثر المرض على الاطفال يتلخص في تقلص نسبة الملتحقين بالمدارس، اما لاصابة الطفل به او فقدان والده بسبب المرض او بسبب الفقر، فالمرض تأثيره واضح على صحة الفرد وانتاجه، وعلى المرأة والطفل. وهنا يأتي دور الاعلام في ارسال الرسائل التوعوية للحد من تهميش المريض ودعوته ودفعه للمشاركة في الحياة والتقدم للكشف الطوعي. وهنالك سرية في المعلومات.. مع تصحيح الافكار الخاطئة وعدم التهويل والتخويف، والتركيز على التثقيف الصحي. وهنا لا بد للاعلامي من التزود بالمعلومات الصحيحة والحقائق حول المرض، ليلعب الاعلامي دوره الإيجابي في المشاركة بالتوعية. ٭ الحديث عن حملة الاممالمتحدة لعلاج الامهات الحوامل اللائي يحملن فيروس الايدز لتقيل احتمال العدوى الى اطفالهن مهم وايجابي، ويطلق عليها «العد العكسي الى الصفر» - وهي حملة خطط لها فريق برنامج الاممالمتحدة لمكافحة الايدز، اذ توفر سبل الوقاية للمرأة والطفل معا، ففي فبراير من هذا العام 2012م تم عقد مؤتمر اختصاصي النساء والتوليد بالخرطوم بقاعة الصداقة، الذي جاء يحمل مضمون خفض الانتقال الرأسي لمرض الايدز، وضرورة توعية الامهات الحوامل بالتوجه لمراكز الفحص اثناء الحمل لدعم منع انتقال الفيروس للجنين لندفع بأطفال اصحاء في المجتمع، خاصة أن التقارير تفيد بأن 90% من الأطفال المصابين بالمرض انتقل اليهم من امهاتهم، لذلك يأتي تطبيق استراتيجية منع الانتقال أمراً مهماً يستحق التوسع فيه وفق استراتيجية كاملة التطبيق. ٭ تأتي قضية أطفال الشوارع قضية شائكة ومعقدة من ناحية ارتباط هؤلاء الاطفال بالوجود خارج «الأسرة»، إذ تسعى الجهات المختصة والمنظمات العاملة في مجال الأطفال لتقديم حلول جادة لتمكين هؤلاء الاطفال ليصبحوا مواطنين فعّالين ومشاركين ليتمتع كل طفل بحقوقه كاملة، لذا يأتي «الدمج» في المجتمع كأحد الحلول، خاصة أن هؤلاء الاطفال غالباً ما يتعرضون الى الايذاء والتحرش الجنسي والاغتصاب، لذلك هم فئة «عُرضة» للاصابة بعدد كبير من الامراض ومن بينها الايدز، وقد سعت في هذا الصدد عدد من الدول إلى تطبيق منهجية «تثقيف الاقران» من اطفال الشوارع حول عدوى الايدز للوصول الى الوقاية منه وسط هذه الشريحة. ٭ من المستجدات «الجميلة» إن جاز القول في قضية المرض هو «الخطوة الممكنة» التي أعلنتها جمهورية الصين الشعبية قبل أكثر من عام، وهي انها بصدد اطلاق برنامج اذاعي اسبوعي يتناول قضايا الايدز، ويشارك في تقديمه مصابون بالفيروس. ويناقش الجوانب المختلفة للايدز والوقاية منه، وهنا تظهر «إيجابيات» الاستفادة من مريض الايدز، اضافة لخطوة دمجه في المجتمع بالمشاركة في تقديم التوعية والاسباب وطرق الانتقال. ولعل أبلغ رسالة وتعد «الأحدث» على الاطلاق هي فيلم «أسماء» بطولة الممثلة القديرة «هند صبري» والتي وصفت الفيلم بانه دعوة لاحترام مريض الايدز وحقوقه الصحية والاجتماعية والقانونية. ٭ في السودان كان «العمدة» رحمه الله أحد أهم أركان التوعية، فقد كان مشهوداً له بالنشاط الواسع في جميع المحافل بوصفه فرداً متعايشاً مع المرض لمدة طويلة، ويقدم النصائح والارشاد، ويعد مثالاً لتغيير النظرة السالبة تجاه مريض الايدز. ٭ هناك بارقة أمل في الطريق لمريض الايدز، فقد حملت الأنباء ان باحثين من جمهورية ألمانيا عالجوا مريضاً مصابا بالايدز الى جانب اصابته بسرطان الدم النخامي الحاد، عن طريق محو جهازه المناعي بجرعة عالية من العلاج الكيميائي الاشعاعي، واجراء عملية زرع «خلايا جزعية» له، بيد ان الدكتور مايكل ماغ مدير جامعة ألباما ألمح الي ان العلاج سيأتي بتكلفة عالية، مؤكداً أن العلاجات المرتبطة بمحو جهاز المناعة خطيرة جداً وقد تؤدي الى الوفاة، بيد أن علماء من اسبانيا اعلنوا عن اكتشاف طريقة تمكن من علاج نقص المناعة اطلقوا عليها «اعادة تثقيف نظام المناعة في الجسم».. لمهاجمة فيروس نقص المناعة، ومن المحتمل أن يحدث العلاج ثورة في علاج مرض الايدز، يحدث هذا بجانب ظهور بعضهم يصف الأدوية العشبية للحد من المرض، وهي لم تخضع لاثباتات علمية طبية معروفة، مما يجعل البعض «يحذر» استعمالها رغم تبرير اصحاب «الوصفة العشبية» بأنها عشب معروف يتداوله الناس في الحياة اليومية، البصل، الثوم، حزاز، زهرة سوزن وغيرها. ٭ تم تسجيل تجربة علاجية كذلك لمحاربة الايدز عن طريق «الهندسة الوراثية»، الأمر الذي دعا معدي التجربة إلى وصف هذه الهندسة ب «الواعدة» لعلاج مرض الإيدز. ٭ أتمنى أن تنتفي صفة «الإيدز القاتل» قريباً، ويدخل ضمن «الامراض المزمنة» فقط، بفضل التدخلات العلمية والأمل في اكتشاف علاج له، ويزيد من ذلك اتباع الطرق الوقائية. ٭ همسة: لأفواف الزهر كتبت أغنيتي.. وللأنسام والإشراق والألق.. ومنحت قافلتي الطريق.. وضوء المسافات.. في آخر النفق..