لقد أثار الحديث عن التجربة التركية في النهوض والتطور اهتمام الرأي العام السوداني، الذي يبدو أنه بحث عن اشراقات وسط العتمة، ونفسح التعليق على ما نشر، الى الصحفي القارئ والمتابع للشأن السياسي عبد الله كرم الله: ٭ لقد صدق فيك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: سافروا ففي الأسفار سبع فوائد. إذ ما لم تزر أنقرة وأسطنبول في العام 2008م، لتعقبها بزيارة هذا العام، لما وقفت على عظمة انجاز رئيس لا ينام، ألا وهو رجب طيب أردوغان، لتكفي فقط شهادة شاهد ورأى وسمع كل حاجة، فمن سمع ليس كمن رأى، ودلالات خيرات ذلك هو ما ختمت به انطباعك حيث قلت: «.... ويجري كل ذلك بلا ضجيج عقائدي ولا شعارات معلقة في الهواء، يتعاملون مع الواقع ببرغماتية ومصالحة مع الذات والتفاعل مع المحيط الإقليمي والدولي». هكذا كان وسيظل التاريخ يسجل بمداد البلور وبأحرف النور، لمن يقدم للبشرية كل ما هو جميل من الشيء المذكور، كعظماء اللوح المسطور. ٭ لولا صانع المراكب الضخمة اليافع من أقاصي الشمال لما توحد الوطن حتى تخوم الجنوب ليسجل له التاريخ أعظم مقاومة في العصر الحديث ضد غاصب يريد من خيرات البلد أن يكون الجليس. ولولا ماوتسي تونج، لما أنقذت الصين من خدر الأفيون الفرنسي، والذي لم يزل شعب الصين الملياري يكن له الوفاء والتقدير الرصين. ولولا الأساس المتين الذي وضعه أتاتورك بعد أن ووري الثرى الخلافة العثمانية الهالكة، لما استطاع أردوغان أن يحقق مضاعفة دخل الدولة أربع مرات، بحكمه الشفاف، والدليل هو جلوسه تحت ظلال صورة أتاتورك حتى اليوم. ٭ ولقد قالها بعظمة لسانه إبان زيارته الأخيرة لمصر: أجل أنا مسلم ولست علمانياً! ولكنني أحكم دولة علمانية! هكذا هي العبر والإعتبار لمن يتولون الأدبار في العصر الحديث. وهو لعمري الفكر المستنير الذي ينتهج منهج التقدم المتفق والمتوافق مع المنهج الرباني. وما أوتيتم من العلم إلا قليلا. ٭ إيماءً كما ختمت به كلمتك. هكذا نجد التاريخ الذي بيده القلم ليصحح ما يسطرون، بيده الأخرى مكنسة نفايات ما يقبرون. وهكذا هو دولاب التاريخ اللولبي بقدر ما يحفظ حق العظماء، فإنه يقبر رزاءة الدهماء! وفي كل خير. والختام سلام يا روح البدن. عبد الله كرم الله