* الجزء الأول من العنوان أعلاه قال به مبعوث الرئيس الأمريكي للسودان في مقالٍ له منشور .. حيث قال إن حكومة السودان تتعامل مع حكومة الجنوب وكأنها «سمكه في برميل» ما يعني إن الإمساك بها «مسألة وقت» يحدده الصيَّاد وقت ما يريد.. تماماً كما فعل أسلاف هذا اليهودي من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر «أَيْله» وقيل إنَّها «مَدْين» بين أَيله والطور .. وقيل إنها طَبَريِّه .. إذ يعدون في السبت .. أي يصيدون الحيتان يوم السبت وقد نُهوا عَنْه .. كان ذلك في زمن داؤود عليه السلام فإتخذوا الحياض فكانوا يسوقون الحيتان إليها يوم السبت فتبقي فيها ولا يمكنها الخروج فيأخذونها يوم الأحد . فمسخهم الله وجعل منهم القردة والخنازير .. ومن هنا جاء تشبيه المبعوث الأمريكي للجنوب بأنه سمكة في برميل تتركها حكومة السودان لتأخذها وقت ما تشاء وشَفَع ملاحظته بطلب مُسَّبب للرئيس الأمريكي لإنشاء سلاح جوي لحكومة وجيش الحركة الشعبية لتدافع به عن نفسها ضد «الغارات الوحشية» التي يشنها جيش الشمال على المدنيين العُزل في مدن الجنوب وفكرة «جيش الدفاع» هذه فكرة إسرائيلية شحماً ولحماً ودماً وعصباً .. لكن مين يقول البغلة في الإبريق!!.. ولا أُخفي إعجابي بتشبيه حكومة الجنوب بأنها «سمكة في برميل» لأنها فعلاً كذلك فهي أراضي مغلقه لا شواطئ لها ولا معبر للموانئ إِلا من خلال أراضي الآخرين ولا موانئ أفضل ولا أقرب لهم من السودان .. وليس بالبترول وحده يحيا الإنسان .. قال الرجل لأخيه : «الحرامي سرق الشنطة لكن المهم المفتاح معاي» وأعجب بها من فكرة .. أن تحرم نفسك وشعبك من موردك الأوحد.. هذا ما فعلته حكومة الجنوب في نفسها وشعبها بهدف «تركيعنا نحن وتكسيرنا» كما قال السيد الرئيس عند مخاطبته نفرة البراري احتفالاً بتحرير هجليج.. وهم قد أغلقوا أنبوب النفط لكنهم لا يملكون «مفاتيحه» .. يمكنك إشعال الحرب لكنك لا تملك إيقافها .. لأن قرار وقف الحرب لا بد أن يكون بين الطرفين المتحاربين .. والجنوب بدأ الحرب .. وده شعر ما عندو ليهو رقبه . * في يوم السبت 18/11/1989م قابل الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بأديس أبابا وفد الحركة الشعبية برئاسة جون قرنق وعضوية دينق ألور .. و د.لام أكول .. وكان إلي جانب كارتر زوجته ورئيس البعثة الأمريكية في أثيوبيا روبرت هوديك .. وروبرت فريزر من الخارجية الأمريكية. وكان قرار الرئيس البشير بإيقاف «عملية شريان الحياة» ما دامت الحرب مستمرة . وبذلك إنقطع الدعم الغربي عن جيش الحركة تحت ستار العمل الإنساني!! كان هذا أهم أجندة الاجتماع الذي قال فيه قرنق لكارتر» إنَّه مقتنع بأن الجيش الشعبي لا يمكنه هزيمة الجيش السوداني والعكس .. وأضاف قرنق .. هذه هي الحقيقة».. أرجو أن لا تكون هذه العبارات قد إنمحت من ذاكرة دينق ألور وقد سمعها «من خشم قرنق لى قَدْ أضانو» إلَّا أن تكون الأوصاف التي وصفها به د.لام أكول بأن دينق ألور .. كسول ومهمل وكذَّاب .. وكررها في أكثر من مناسبة .. ومازالت تُلازمه .. إذن على قادة الحركة الشعبية أن يواجهوا «هذه الحقيقة» كما جاءت على لسان قرنق.. لا يمكن للجيش الشعبي أن يهزم الجيش السوداني أبداً ولو فُتحت له مخازن سلاح الجيش الأمريكي وجيش «الدفاع» الإسرائيلي حتى يفنى الشعب السوداني «على بكرة أبيه» .. يا كبرياء الجُرح لو متنا لحاربت المقابر . * هذا .. والملف الأمني أول الملفات على طاولة المفاوضات .. أما كل شئ أو لا شئ .. ضمان كامل على عدم أي اعتداء على حدودنا ولا خطر على مواطنينا ولنطوي هذه الصفحة بنسبة مائة بالمائة قبل أن نعرِّج على ملف القضايا العالقة .. فالبترول وإعادة ضخه لم يعد يمثل أي أولوية عندنا .. والفارغة يملاها الله . وهذا هو المفروض