في البداية اقدم لشخصكم الكريم تحياتي الصادرة من اعماق القلوب، وانتهز هذه السانحة لأهنئكم بتقلدم منصب وزير الاتصال راجيا لكم التوفيق وطول العمر والسداد.. تخرجت في كلية الآداب قسم الصحافة بجامعة القاهرة الام في اوائل الستينيات من القرن الماضي، والتحقت بالعمل في وسائط الاتصال في وزارة الثقافة والإعلام عام 1966م بالاضافة لعملي كمدير للعلاقات العامة في التلفزيون القومي وقسم الثقافة بوزارة الاعلام ومحرر في الاذاعة السودانية، ثم اصدرت عدداً من الكتب في مجال الاعلام وغيرها، سنذكر بعضها على سبيل المثال لا الحصر، اولا فإن الاعلام الاذاعي تناولت فيه تاريخ الاذاعة السودانية من الاربعينيات من القرن الماضي وذكرت اسماء المديرين الذين تولوا ادارة التلفزيون من المدير الانجليزي الى الاستاذ الكبير الراحل محمود ابو العزائم طيب الله ثراه، وقدمت نسخة منه للسيد كمال عبيد، والثاني فنون الاتصال التلفزيوني والذي قدمه استاذ الاساتذة/ البروفيسور علي شمو اطال الله في عمره ومتعه الله بالصحة والعافية، وطلبت من الدكتور كمال عبيد ان يعمل على طبع الطبعة الثانية لهذا الكتاب ونسخة منه موجودة في مكتبه، الثالث الثقافة الجماهيرية، الرابع الدبلوماسية في العالم الثالث، الخامس العلاقات العامة ودورها في تنشيط العلاقات الانسانية، السادس الاعلام الاسرائيلي وكيفية مواجهته، وقد صدر في 15 مايو عام 1969م، وفي هذا الكتاب تناولت الدعاية الاسرائيلية في كافة قارات العالم وقدمت نسخة منه للدكتور/ حسن عبدالله الترابي إبان شغله منصب وزير العدل، وهذا الكتاب في اعتقادي تناول الاعلام الاسرائيلي كما ذكرت بدقة ونود ان تقوم وزارة الاتصال بطبع الطبعة الثانية منه بالاضافة لدراستي العلاقات الدولية في فرنسا مع كوكبة من عمالقة الفكر نذكر منهم الشاعر الكبير محمد المكي ابراهيم والسفير فاروق عبدالرحمن والسفير نعمان النور والاعلامي الكبير عبدالباسط مصطفى والمقيم الراحل حامد عبدالرازق، وعند عودتي من دراساتي في فرنسا قمت بتأليف كتاب بعنوان الدبلوماسية في العالم الثالث ونسخة منه موجودة في دار الوثائق المركزية. وقمت ايضا بإعداد دراسة لهيكلة وزارة الاتصال واقترحت ان تتكون على النحو التالي: ادارة افريقيا ، ادارة اوروبا، ادارة امريكا اللاتينية، ادارة العالم الاسلامي ، ادارة الرأي العام، ادارة البحوث والدراسات الاستراتيجية، الادارة الثقافية، ادارة المكتبات ، ادارة المنظمات الاقليمية والدولية مثل المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة الوحدة الافريقية (الاتحاد الافريقي) ومنظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم المعروفة عالميا باسم اليونسكو، وهذه المنظمة تقدم خدمات جليلة وتبعث بخبرائها في مختلف المجالات الثقافية والاتصالية للدول المنضوية فيها.. ودعت للاهتمام بالاتصال في دول العالم الثالث لا سيما ان الاتصال الموجه من الدول الاوروبية والولايات المتحدةالامريكية لا يتناول ما يجري بدول العالم الثالث بموضوعية وما يجري في الساحة السودانية يؤكد صدق ما ذهبنا اليه اي ان الاتصال الامريكي والاوروبي والاسرائيلي يضلل الرأي العام في كافة الدول ولا يتناول الا اخبار الكوارث والحروب. وقدمت هذه الدراسة في اوائل السبعينيات للمقيم الراحل المفكر الكبير/ عمر الحاج موسى طيب الله ثراه إبان توليه منصب وزير الثقافة والاعلام وحين ترك منصبه في وزارة الثقافة والاعلام وذهب لتولي منصب رفيع في الاتحاد الاشتراكي وجاء بعده الراحل المقيم محجوب عثمان طيب الله ثراه وهو كما يعلم الكل من كبار الصحفيين الذين تركوا بصماتهم في الاتصال وكان من الذين اسسوا صحيفة الايام وقابلته لكي اعرف هل ترك الراحل المقيم عمر الحاج موسى هذه الدراسة وذكر لي انه اطلع عليها وسيعمل على تنفيذها ولكنه ترك وزارة الثقافة والاعلام واصبح سفيرا للسودان في اوغندا.. هذا وقد طلب مني والراحل المقيم حامد عبدالرازق طيب ا لله ثراه السيد/ عبدالكريم المهدي الذي كان يمتلك وكالة انباء السودان والتي كان مقرها في شارع الجمهورية فقد طلب اعداد دراسة لوكالات الانباء المحلية والدولية.. وخصص لنا مكتباً في شارع الجامعة وقمت وزميلي الراحل بإعداد دراسة عن الوكالات المحلية والدولية ونظرا لسفري لفرنسا لدراسة العلاقات الدولية تركت الدراسة لكي يقوم بها المقيم الراحل حامد عبدالرازق وأنا في هذه الدراسة عارضت فصل الاذاعة والتلفزيون كهيئات مستقلة وأؤيد بأن تكون هناك ادارة موحدة للاذاعة والتلفزيون، وتكون تحت اشراف وزير الاتصال.. ونحن لا نؤيد على الاطلاق فصل اي من العاملين في الاذاعة والتلفزيون وهم بكل تأكيد يتمتعون بخبرات واسعة.. وأنا لا اهدف من ذكر هذه الحقائق لكي اعمل في وزارة الاتصال وهيآتها.. والجدير بالذكر انه قد تم فصلي وأنا منتدب من وزارة الثقافة والاعلام من منصبي تحت عبارة (الصالح العام)!!!!!!!!!!!!!! ونود ان يجتمع سيادتكم مع الذين احيلوا للمعاش وتركوا بصماتهم في مجال الاذاعة والتلفزيون ونذكر منهم الاعلامي الكبير/ حمدي بدر الدين الذي نرجو له الصحة والعافية والاستاذ/ محمد طاهر والاستاذ/ حمدي بولاد والاستاذ/ الهادي ميرغني وغيرهم من الذين افنوا شبابهم في خدمة الاذاعة والتلفزيون.. وهم كما تعلم يتمتعون بخبرات واسعة في هذا المجال ونرى اعادة النظر في مركز علوم الاتصال بحيث لا يكتفي هذا المركز بالتدريب فقط بل عليه ان يقوم بمنح شهادات البكالوريوس في مجال الاتصال كما كان يعمل، وقد ادى هذا المركز خدمات كبيرة وكان يرأسه الدكتور/ عبدالدائم وهو اعلامي كبير ودرس الاتصال في جامعة القاهرة وعلينا ان نستعين به ولا ننسى ايضا الاعلامي الكبير/ حسان سعد الدين.. وختاما نرجو لشخصكم الكريم الصحة والعافية ونرى ايضا توفير كافة المعدات لإدارات وزارة الاتصال.. والله من وراء القصد خارج النص: أيها السادة في سوداننا العزيز نحن نطالب منذ فترة طويلة وعبر مختلف وسائط الاتصال في داخل السودان وخارجه بأن ننسى جراحاتنا في سبيل وحدة السودان واستقراره وأن نطبق فكرة العدالة الانتقالية التي طبقها الزعيم الافريقي الكبير نيلسون مانديلا الذي مكث في سجون الاقلية البيضاء سبعة وعشرين عاما وخرج مرفوع الرأس في سابقة غير مسبوقة في تاريخ العالم، بنظرته الثاقبة وحبه لجنوب افريقيا بالرغم من ان الاقلية البيضاء خصصت مساكن معزولة للافارقة وان الاقلية هي التي طورت جنوب افريقيا في كافة الميادين والدولة الوحيدة التي يمكن ان نقول انها متطورة في القارة الافريقية هي جنوب افريقيا، وترك الحكم في قمة شعبيته عالميا ومحليا ولكن اين نحن من هذا في السودان..؟!!!!!!!!!!! وما يجري في هذه الآونة في الساحة السودانية يدعو للأسف والحزن والبكاء مثل تبادل الشتائم بين قادة الاحزاب التقليدية وبدلا من ان يعملوا على تحقيق الاستقرار في بلادنا يدلون بفتاوى دينية ونحن نحترم الفتاوى اذا كانت تنبع من مرجعية القرآن الكريم وحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم المتفق عليه.. ويطالبون برحيل نظام الانقاذ وأنا كما ذكرت في مرات عديدة لا انتمي لأي حزب من الاحزاب السودانية ولا غيرها... والانتخابات التي جرت في ابريل كما ذكرت ايضا كانت نزيهة وحضرتها العديد من المنظمات الاقليمية والدولية ومركز كارتر وقادة الاحزاب التقليدية كانوا يعرفون سلفا ان الانتخابات ستجرى في ابريل ولكنهم اضاعوا هذه الفرصة، لذا نرى ان يستعد زعماء الاحزاب التقليدية وغيرهم للانتخابات التي ستجرى بعد اربع سنوات.. ونطلب من الاخ/ المشير عمر البشير ان يعمل على الاستمرار في ادارة شؤون البلاد الى انتهاء فترته وان يعمل ايضا على توطيد العلاقات بين جنوب البلاد وشمالها ويمنح الجنسية المزدوجة لإخواننا الجنوبيين، وان يجد حلولاً لموضوع البترول بالسرعة المطلوبة بعيدا عن التدخلات الاجنبية، ومما يدعو للسخرية والاسف ان البعض يطالبون في ببغائية ان الربيعات العربية ستصل السودان ونقول لهم ايها السادة الا تخجلون من انفسكم نحن سبقنا الدول العربية التي قامت فيها الثورات، فالثورة المهدية كانت من اعظم الثورات التي حصلت في السودان وتركت بصماتها في داخل السودان وخارجه وثورة اكتوبر عام 1964م، وثورة 5891م. واخيرا نرجو لبلادنا من الله سبحانه وتعالى الاستقرار والرفاهية انه نعم المولى ونعم النصير.. السيد الوزير ذكرتم انكم سوف لا تعملون لانهيار الصحافة السودانية وهذا يؤكد بكل تأكيد ايمانكم بالدور الفعال لوسائل الاتصال السودانية المسموعة والمقروءة ونحن يا أخي الوزير لا نريد إطلاقاً سجن أي صحفي سوداني يقوم بالدور المناط به في توعية الرأي العام السوداني والايمان بحماية حدود السودان في عام 6591م وهذا هو التحدي الذي يواجهنا جميعاً والسلطة الرابعة من وظائفها التصدي لكل الممارسات السالبة مثل الفساد وغيره. أخي الوزير، كما تعلم ليست هناك حرية مطلقة ولكن لها حدود وهامش الحريات الموجود في السودان ليس متوفرا في معظم دول الجوار وغيرها ولكن يجب على العاملين في وسائط الاتصال وهم وطنيون ويضعون السودان في حدقات عيونهم ان يعلموا ان السودان يمر بمنعطف خطير ومستهدف من الدوائر الاستعمارية وعلى رأس هذه الدوائر اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية لذا نود يا أخي الوزير ان لا تسمحوا بمنع اي صحفي من الكتابة في مختلف وسائط الاتصال.