في اعقاب تلقي رئيس السلطة الاقليمية لدارفور الدكتور التجاني السيسي دعوة من امين عام الجامعة العربية نبيل العربي لزيارة مقرها في القاهرة، قال مراقبون وناشطون بالمجتمع المدني للاقليم ان الدعوة تلك تدشن تحولا جديدا في سياسة الجامعة العربية تجاه الازمة السودانية التي اندلعت في دارفور، ذلك لان تدخل الجامعة العربية بالازمة في الاقليم حسبما وصفوا كان شكليا وضعيفا لايرقى للمستوى المأمول من الكيان العربي الاقليمي. وقال وزير الاعلام والسياحة والناطق الرسمي بالسلطة الاقليمية لدارفور المهندس ابراهيم موسي مادبوا ل(الصحافة) ان لقاء رئيس السلطة الاقليمية بالامين العام لجامعة الدول العربية خرج بنتائج ايجابية وتطرق الي جوانب مهمة في شكل العلاقة المستقبلية بين اجهزة السلطة الاقليمية لدارفور، وبحث كيفية انسياب الدعومات التنموية والخدمية والانسانية التي ترغب الجامعة العربية في تقديمها الي شعب دارفور، وامكانية تحقيق اكبر قدر من التعمير للمناطق التي دمرتها الحرب في الاقليم حتي يعود اليها النازحون واللاجئون ،مشيرا الي ان السلطة الانتقالية السابقة لم تنسق جهودها بشكل جيد مع الجامعة العربية مما جعل كثيرا من الاموال التي دعمت بها الجامعة دارفور تذهب الي جهات غير معلومة، وهو الامر الذي دعا لان تكون السلطة الاقليمية الجديدة برئاسة دكتور التجاني حريصة علي معالجة نقاط الخلل حتي لاتكرر الاخطاء السابقة هذه المرة، وابان ابراهيم ان السلطة الاقليمية تريد ان تصبح قنوات التنسيق واضحة حتي تتمكن من الاستفادة من كل الاموال والدعومات العربية التي ظلت تدفعها الجامعة الي اهل دارفور ، مبينا ان امر التنسيق بين اجهزة الجامعة العربية والسلطة الاقليمية سيحسم بشكل نهائي عندما يزور السيسي الجامعة العربية في الايام القادمة. واوضح وزير اعلام السلطة ان رئيسها قدم تنويرا موجزا مفصلا لنبيل للعربي امين الجامعة العربية حول مجمل الأوضاع بدارفور وسير تنفيذ وثيقة الدوحة والتحديات التي تواجهها وكيفية الحاق الحركات الرافضة بها، والموقف الانساني والامني الحالي وكيفية انعقاد مؤتمر المانحين وعملية التنسيق مع دولة قطر الشقيقة في ذلك ، مبينا ان المباحثات المقبلة للسلطة الاقليمية مع امين الجامعة العربية ستكون في مقر الجامعة بالقاهرة وانها ستتركز على الأدوار التي يمكن ان تقوم بها الجامعة العربية وكيفية توصيل مساهماتها التنموية الي المتضررين من الحرب وكيفية إعادة النازحين و اللاجئين الي مناطقهم وتنمية المناطق التي دمرتها الحرب في دارفور. وفي ذات السياق، قال نائب والي ولاية شمال دارفور الفاتح عبدالعزيز ل(الصحافة ) ان كل حكومات دارفور ترحب بدعوة الجامعة العربية لرئيس السلطة الاقليمية لدافور، مبينا ان الجامعة ظلت تدفع بالمساعدات المادية والمعنوية الي الاقليم، وان نشاطها امتد ليشمل تعمير وتشييد عدد من قري المتضررين في ولاية جنوب دارفور،فضلا عن تبنيها بالتعاون مع الحكومة السودانية وشبكة منظمات دارفور للسلام والتنمية مؤتمر المنظمات العربية لدعم الاحوال الانسانية في دارفور، واوضح الفاتح ان كل حكومات ولايات دارفور الخمس تدعم رئيس السلطة الاقليمية في خطواته الهادفة الي دعم وتوطيد السلام والتنمية والاستقرار في الاقليم. الا ان الناشط في منظمات المجتمع المدني ورئيس مركز الخاتم عدلان للاستنارة، الدكتور الباقر العفيف، يري ان الخطوة التي قام بها امين عام الجامعة العربية ما هي الا محاولة للجامعة العربية للخروج من الاطار التقليدي القديم الذي عرفت به، وذلك من اجل اكساب الجامعة ثقة الجماهير والشعوب في المنطقة، واوضح العفيف في حديث له عبر الهاتف مع (الصحافة) ان الجامعة العربية ظلت حاضرة منذ ان اندلعت الازمة في دارفور في العام (2003)، مشيرا الى انهم من خلال نشاطهم في منظمات المجتمع المدني العربية ظلوا يقدمون النصائح الي امين الجامعة العربية من اجل ان ترتقي بعملها وتخرج من دائرة صورتها القديمة التي جعلتها اشبه ب»نقابة الحكومات» وتستجيب الي تطلعات الشعوب وقيم حقوق الانسان والديمقراطية، وعدم استهداف المدنيين العزل في مناطق الصراع. ورأى العفيف ان اداء الجامعة العربية قد شهد بعض التحسن في عهد امينها نبيل العربي، مشيرا الى انها اصبحت تستجيب الي مطالب الشعوب في المنطقة العربية وتتفاعل مع الاحداث الجارية، وقال الناشط الباقر العفيف ان المجتمع المدني في البلاد يرغب من الجامعة ان تكون قريبة من الشعوب تتابع كل الدعومات التي تقدمها في شكل مشاريع حتي لاتذهب الي جيوب من دعاهم ب»التماسيح» كما ذهبت في السابق، على حد قوله، ويقول العفيف : الكثير من مشاريع تعمير بعض القري التي تبرعت بها الجامعة في دارفور ضلت طريقها، وهو الامر الذي دعا بنبيل العربي في زيارته الاخيرة الى ان يفكر في اسس للتعامل الجديد مع اصحاب المصلحة الحقيقيين في دارفور.