حدائق حبيبي مفلس التي تجاور كبري الفتيحاب وتؤكد على فرضية ثلاثة يذهبن الحزن الماء والخضرة والوجه الحسن، وتمثل واحدة من اهم مناطق التجمع العاطفي لمجموعة من الشباب من الجنسين يأتون ليتجمعوا ممارسين حق التواصل الانساني، وفي اوقات مختلفة من نهارات وأمسيات السودان بتعدد فصوله، يصنعون ربيعهم في الصيف الساخن، ويدفئون شتاءهم بتبادل الأمنيات ورسم خطوط المستقبل بمعسول الكلام وشفيف العبارة التي تمثل جسر عبور للولوج لقلب الحبيب والوصول لاحقا لتحقيق الامنيات والعديل والزين الذي يأتي لاحقا، مما جعل حبيبي مفلس الحديقة ترتبط عند الكثيرين بنشاط معين يرتبط بالعاطفة وتبادل عبارات المحبة والحنان، من خلال تشكيل ثنايئات الجلوس معا، او على جمر الانتظار، لذلك القادم او القادمة تحمل العشق والحب ما بين جوانحها للمنتظر على بساط النجيل الاخضر. الانتخابات التي غيرت جميع التفاصيل الحياتية في سودان ابريل، لم تجعل حدائق حبيبي مفلس التي تسمي عند آخرين باسماء أخرى تتخذ طبيعة التعفف عند بنات السودان قبل اتخاذها لطبيعة الخوف من الوالد الذي قد يراك وانتي تمارسين العشق الذي تفضحه العيون عندكما قبل الآخرين، وهو الاسم الذي اطلقه البعض «ابوي بشوفني» فالانتخابات تترك المفلسين يستمتعون بعشقهم، وسرعان ما ولجت لداخل الحدائق المفتوحة على مصراعيها لكل القادمين من الفتيحاب وامبدات وبانت وغيرها من الاحياء الامدرمانية الاخرى لقضاء لحظاتهم وفق ما يبغون ويهون، ولكنها تحولت لمساحات اخرى ولملاعب للسياسة واهلها من خلال جوارها لمركز الاقتراع في دار المعلمين، حيث تم اقتسام مساحات الحديقة ما بين القوى السياسية المشاركة في الانتجابات التي نصبت خيامها في انتظار العشاق، ولكنهم عشاق يختلفون عن العشاق المتعودين على البقاء داخل الحديقة يمارسون عشقهم وعلي طبيعتهم، الا أن الذي يُمارس الآن عشق ذو طبيعة انتخابية سياسية تمثل المصلحة المقوم الاساسي له، وعشق مؤقت من المرشحين للناخبين من أجل الحصول على الاصوات، وبعدها كانت خالتي وخالتك واتفرتقن الخالات، وذلك بمجرد انتهاء التصويت، او هو عشق ينتهي بمجرد انتهاء المؤثر. فبفضل الانتخابات تحولت الحديقة لاداء وظائف اخرى، هي وظيفة التجمع على اسس سياسية مسرحه حدائق حبيبي مفلس التي تعيش ولمدة ايام ثلاثة حالة عشق انتخابي يعرض فيه المرشحون امكانياتهم ومقدراتهم من أجل الفوز بقلب الحبيبة التي تعبر عن ذلك من خلال حركة القلم الذي يختار هذا العريس او ذاك. وستنتهي الانتخابات وقد تأتي بمن يختاره الشعب، وسيختار العشاق العودة الى حديقتهم، وفي القريب العاجل يمارسون الحب الحقيقي، وليس المصنوع عبر ميكب الحملات الانتخابية.