الانتخابات عالم من الحراك الاجتماعي الذي يتغلغل داخل المجتمع السوداني في تلك الايام ويحدد مسارات وتفاصيل الاشياء، بل حتى معايير الونسة أصبحت لا تخرج عن إطار مرشحكم حيغلب مرشحنا الذي ينسى برنامجه الانتخابي بمجرد الجلوس على سدة الكرسي الوثير الذي تتنافس عليه مجموعة من الطامحين الذين يحاولون صياغة الواقع عبر الوعود التي تكاثرت وارتفعت معها ثيرمومترات الاحلام في التغيير المنشود، كل يبحث عن التغيير الذاتي الذي يقود بدوره لتغييرات على المستوى الاجتماعي انطلاقا من الوعود الخارجة عبر مكبرات الصوت او المرسومة بحروف الامنيات المنمقة في أوراق البوستر التي ملأت الطرقات والشوارع واعمدة الانارة، هذا بالاضافة للصور التي احتلت المناطق الاكثر ازدحاما في تقاطعات الخرطوم التي لا يكاد يخلو شارع منها من صورة عمر البشير الرئيس الحالي والمرشح من قبل المؤتمر الوطني في رحلة تسمى أمل العود ة مكرما باختيار الناخبين ومرتديا لعباءة الديمقراطية الواسعة التي تتواكب مع شعار حزبه من أجل وطن يسع الجميع، الا ان هذا الاتساع بفضل ضغط التنافس الانتخابي فلم تعد صور البشير هي «سيدة الموقف» لوحدها بل أصبحت صور الآخرين تحتل مساحاتها في نفس المواقف بل قل في كل المواقف مما ينبئ بتنافس انتخابي عبر الصور وفي الشوارع باعتبار ان العين تعشق قبل الاذن احيانا، وتحول هذا العشق عبر الاختيار ما بين الشجرة والنجمة او غيرها من الرموز الانتخابية الاخرى. ومن الصور التي اصبح لها الحضور الطاغي صورة المرشح ياسر سعيد عرمان مرشح الحركة الشعبية لمنصب الرئاسة، حيث احتلت شوارع الخرطوم تحمل الامل والتغيير للصعود على اكتاف الجماهير، الا ان الصحافة وفي تطوافها شاهدت البشير في حدائق حبيبي مفلس في الفتيحاب حيث بدت صورته وهو يرتدي الجلباب تحت ظل الشجرة ومعها الوعد باستكمال مسيرة التنمية، وتحت اضاءة الصورة جلس العشاق يتبادلون همسات الحب والعشق ويرسمون احلام الغد الآتي بالرفاه والبنين وبين الحين والآخر ينظرون للصورة ويتحول مجال الحديث نحو الانتخابات والجاي منو وحيجيب شنو.. وفي الاتجاه الآخر وانت تشق بعباب اطارات سيارتك او مواصلات الجميع شارع الاربعين في طريقك نحو ام درمان وعند تقاطع التجاني الماحي مع شارع العرضة وفي اللوحة التي كانت تحتضن صور الترحيب بمنتخبي مصر والجزائر والتي تركت مكانها لصورة عرمان وتحت خلفية الامل والتغيير الذي يرفعها شعارات للولوج لقلوب الناس ومن ثم الوصول عبرهما نحو بوابات القصر.. العشق والجنون ما بين حبيبي مفلس ومستشفى التجاني الماحي لمن تكون الغلبة في ابريل القادم؟.. هكذا هو لسان الحال في الدعاية الانتخابية عشق في حبيبي مفلس، وجنون على حائط التجاني الماحي، وتنافس نتمنى ان يكون شريفا في قادم المواعيد.