أقر الامين العام لحزب المؤتمر الشعبي، الدكتور حسن الترابي،ان الانتخابات الحالية «لم تشهد تزويراً فاحشاً لكن شابتها اخطاء فنية فاحشة ومنكرة»،ووجه لوماً صريحاً لقوى المعارضة «بتضييع الوقت «في اتخاذ موقف واضح من المشاركة في الانتخابات ،ورأى ان الجنوب يتجه حالياً الى الانفصال بنسبة «90%». ودافع الترابي في لقاء مع قناة الجزيرة أمس عن موقف حزبه القاضي بالمشاركة في الانتخابات،واعتبرها الخيار الافضل لتخفيف ما وصفه ب»وطأة النظام العسكري الجبروتي،اذا تمكنا من ادخال نواب في البرلمان والفوز بمناصب ولاة ولايات» ،مشيراً الى رفض حزبه للخيار الآخر»خيار الانتفاضة والثورة التي ستمزق البلاد»،وقال ان الذين قاطعوا الانتخابات «منحوا الشرعية التي يبحث عنها النظام الحالي»،واضاف ان قوى تحالف جوبا اتفقت منذ البداية على ان هذه الانتخابات لاخير فيها في اطار هذا النظام،لكنهم جاءوا في نهاية الشوط ليعلنوا المشاركة وارسلوا مرشحيهم الى الدوائر وانفقوا الاموال،وتساءل «اذن لماذا مضيعة الوقت؟»وتابع بالقول» لذا كان علينا في الحزب منذ البداية قرار المشاركة ولم يكن امامنا من خيار غير ان نحتمل ونصابر ونشارك». ورأى الترابي ان الاحزاب»لو احتملت وشاركت ربما هددنا مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة،وكانت هناك دورة ثانية نعكف فيها على ترتيبات اخرى» ،والمح الى ان مرشح المؤتمر الوطني قد يصل الى النصاب المطلوب بعد هذه المقاطعة. ورغم تأكيده على وجود اخطاء فنية وفاحشة ومنكرة صاحبت عملية الاقتراع»ما كان ينبغي على المفوضية القومية ان تقع فيها»الا انه عاد واقر بأن العملية لم تشهد تزويراً فاحشاً. ورأى الترابي ان البلاد تتجه بنسبة«90%» نحو الانفصال،ولم يبق الا اشهرلاعلان ذلك،»و نسأل الله ان يكون الفراق بالاحسان»،لكنه لم يستبعد ان تتوحد البلاد مرة اخرى، وقال «ربما تهدأ عاصفة الظلم يوماً ونرجع الى الوحدة كما رجعت اوروبا». واكد ان اميركا مهتمة بالجنوب اكثر من دارفور،مشيراً الى ان واشنطن تسعى من خلال الانتخابات لان تمهد الى الاستفتاء،وأوضح ان اميركا كانت تريد ان تتأجل عملية الاستفتاء،لانهم يعلمون ان الجنوب سيكون دولة منغلقة وربما تكون هناك صراعات قبلية وازمات. واعرب الترابي عن امله في ان تسود روح الوفاق في المرحلة المقبلة ، وقال انه «لابد ان ندخل المرحلة المقبلة جماعة واحدة،لحل مشكلة الجنوب ودارفور والاقتصاد المتأزم» .