يتوزع الخريجون في جماعات امام مباني لجنة الاختيار فالمكان يعدالملتقى الوحيد لكل باحث عن وظيفة .. تخرج من افواههم حكايات البطالة التي تصطادهم بألم في واقع ندر ان تجد وظيفة بدون ان تمر بعقبات قد تحطم ماتمتلك من ارادة فقد توافد عدد من خريجي الكليات الصحية الى هذه المباني بعد الاعلان عن توفر خمسة آلآف وظيفة في القطاع الصحي لتلوح في افق سنوات ضياعهم بارقة امل قد تحمل في طياتها بعض ما يزيح عن نفوسهم ما ترسب من عتمة . فمن كان على سفر حط ترحاله في وسط الخرطوم مترقبا للوظائف عسى ان يظفر بما يؤمن بناء المستقبل. يكثر على الجمع النساء فالخريجات ابدين امتعاضا واضحا لتأخر اجراءات هذه الوظائف، خريجات مختبرات طبية،وتغذية ،وعلوم صحية، وتمريض، من شتى الجامعات جمعهن التقديم للوظائف لم تبدأ إجراءاتها حتى اللحظة. وباب الاستقبال في لجنة الاختيارمشرعا للاجابة عن الاستفسارات رغم ذلك الاجابة واحدة (لم تنزل الوظائف الى اللجنة بعد). ليتضح ان المسئولين السياسيين استعجلوا الامر واستبقواالاحداث ليتركوا المواجهة لافراد الاستقبال في مباني اللجنة. وبحسب مختصين لا يمكن للقطاع الصحي في السودان ان يكتفي ذاتيا خلال عقود قادمة الا اذا توقفت بالكامل مشاريع تنمية القطاع الصحي بالولايات فإلى الآن تخلو مناطق كبيرة من التغطية الصحية مما يقود الى التساؤل عن البطالة في هذا القطاع الهام ذي العلاقة اللصيقة بالمواطن. تقول خريجة العام 2001 من المختبرات الطبية جامعة السودان نُهى الطيب ،والتي تمتلك ايضا شهادة الماجستير: انها وصلت الى مباني اللجنة بعد ان اعلن عن وظائف القطاع الصحي لتتفاجأ بعدم نزول الوظائف حتى الآن. وانها قد اصيبت باليأس بعد سنوات من عملها كمتعاونة في القطاع ولكن ايقظها تصريح الرئيس البشيربايقاف المحسوبية في قطاع الخدمة المدنية لتبدأ رحلتها مرة أخرى بالوقوف في صفوف المقدمين للوظائف فيما عبرت عن ارتياحها من عدالة اللجنة اثرتقديم سابق لها في فبراير الماضي لم توفق فيه كاشفة عن ان عملها كمتعاونة اوصلها الى نتيجة ضرورة الوظيفة الحكومية لما تتميز به من ضمانات. وفيما تتردد الاسئلة حائرة عن مسببات تأخر عملية انزال الوظائف المعلن عنها الى لجنة الاختيار، تتكشف بعض تفاصيل المعلومات التي يلقاها المنتظرون للتقديم عن ان التقديم ربما يبدأ في نهاية هذا الاسبوع ليستقبلوا المعلومة بفتور وتشكيك. حيث قالت سهيى اسماعيل خريجة التغذية الصحية : ان الاعلان عن الوظائف في حد نفسه هو خطوة ايجابية بالرغم من عدم ثقتها في خروجها بنتيجة ايجابية من التقديم حيث كشفت عن تقديمها في اعلانات مشابهة أكثر من ست مرات ولم يحالفها التوفيق. مشيرة الى انها تعرف عددا من الاشخاص تم توظيفهم بالمحسوبية في قطاعات صحية أخرى. متحسرة على حالة القطاع الصحي المتدهورة حيث ترى انه لا يمكن في بلاد شاسعة مثل السودان ان يجابه فيه خريجو القطاع الصحي البطالة حيث تخسر الدولة في تدريسهم وتأهيلهم الكثير ويخسرون هم من سنوات عمرهم خمس سنوات من الاجتهاد والدراسة الاكاديمية والتطبيقية ليجدوا في آخر المطاف وظيفة يستندون عليها فيما تبقى من عمرهم.بشهاداتهم المتنوعة بين البكالريوس، والدبلوم العالي، والماجستير يظل خريجو الكليات الصحية يطلون كل صباح على مباني لجنة الاختيار الولائية في انتظار انزال الوظائف التي اعلنت عنها ولاية الخرطوم يتمسكون بخيوط رفيعة من الامل للتقديم فقط وليس التوظيف فربما وفق أحدهم ونال الوظيفة.فيما انه من المؤكد ان كثيرين سيعودون لممارسة حياتهم العادية بعد ان لم يوفقوا في الحصول على الوظيفة ليظل هاجس البطالة قائما رغم انف الوظائف المعلن عنها فالخريجون في هذا القطاع بالآلاف، لا تسمن ولا تغني من جوع هذه الخمسة آلاف وظيفة بحسب وصف أحدهم.