استمعت لمحاضرة قيمة للباحث المفكر الدكتور جعفر ميرغني في منتدى الطابية والبوردين بمناسبة يوم (المتاحف العالمي)... الذي نظمه المجلس الاعلى للثقافة والاعلام والسياحة بولاية الخرطوم، وقدم الدكتور جعفر ميرغني سردا تاريخيا علميا لبعض المعالم الاثرية بحضور والي الخرطوم الدكتور عبدالرحمن الخضر والوزير الدكتور محمد عوض البارودي. تحدث ميرغني حديث العارف الخبير عن ام درمان واحيائها وشوارعها وازقتها الضيقة وناسها ونسيمها العليل، وقال ميدان البحيرة سمي بهذا الاسم لأن المياه كانت تغمره والدليل على ذلك صورة لحصان كانت ارجله تغرق في المياه.. وأهم ما قدمه ميرغني في المحاضرة، كان حديثه عن (سوق ام درمان) معلم سياحي وثقافي كاد يفقد بريقه وعاد بالذاكرة الى ايام المهدية وقال ان الخليفة عبدالله اهتم اهتماما كبيرا بسوق امدرمان وقسمه الى اقسام متعددة، فهناك سوق للاواني وسوق العناقريب وحتى الطيور لها سوق قبل ان يكمل جعفر ميرغني حديثه عدت استرجع صورة سوق ام درمان اليوم.. السوق اصبح مزدحما بالصناعات التقليدية والباعة المتجولين ويخاصم النظام.. والاطعمة والمواد الغذائية تعرض بلا ضوابط صحية .. اما الخضر والفاكهة فتباع على قارعة الطريق..! الكرة في ملعب السيد معتمد امدرمان الفريق محمد امام التهامي لإعادة السوق الى سيرته الاولى وفرض النظام والانضباط في هذا السوق العتيق.. وسوق امدرمان ليس مجرد سوق لبيع السلع بل هو معلم ثقافي وسياحي، وتشكل محلات الصاغة ومحلات بيع الازياء الفلكورية والطواقي والمشغولات اليدوية ومحلات بيع الاناتيك والتحف كانت مقصدا للسياح من كل مكان، والى وقت قريب ظل يشكل سوق امدرمان مقصدا لكل المواطنين من مختلف ولايات السودان.. سوق امدرمان حاله لا تسر والمطلوب خطوات لتنظيم السوق واتمنى ان يرتفع وعي المحليات من الجباية الى الاهتمام بالخدمات وقضايا الناس.. المطلوب خارطة طريق لتنظيم سوق امدرمان وجعله نظيفا صحيا يضج بالحيوية وليعود قبلة للسياح من كل مكان.. المطلوب من التهامي الاهتمام بسوق امدرمان من حيث الشكل والمضمون وان يزور هذا السوق ويجتمع بالتجار ويستمع الى قضاياهم ومشاكلهم ويعمل على حلها لأن التعاون بين التجار ومحلية امدرمان هو الشفرة الذكية لاصلاح حال سوق امدرمان. افهم ان نيل المطالب ليس بالتمني وان امر اصلاح السوق يحتاج الى وقت وعمل وجهد، ولكن اصلاح السوق هو نقطة الارتكاز الاولى لخلق التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في امدرمان.. اعيدوا الى سوق ام درمان عافيته المفقودة..