بالرغم من ان الدولة ترفع شعار مجانية وإلزامية التعليم إلا ان هنالك العديد من الذين لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم او لم يتمكنوا حتى من دخول المدارس نظرا لارتفاع تكاليف التعليم بالرغم من القرارات الرئاسية التي صدرت بمجانية وإلزامية التعليم .. والملاحظ أن الرسوم الدراسية العالية بالإضافة لاحتياجات الدراسة الاخرى من زى وكراسات وكتب وأقلام وغيره وقيمة وجبة الفطور والمواصلات التي تحمل التلاميذ من منازلهم إلى مدارسهم وبالعكس علاوة على حال الأسرة الذي يغني عن السؤال حيث هنالك اسر تعتمد اعتمادا كليا على هذا التلميذ الذي يقوم بواجب كبير في الأسرة عن طريق المساهمة في المصاريف اليومية .. حيث نجد بعض التلاميذ يمتهنون أعمالا هامشية كطلاء الأحذية وبيع الأكياس وتقليم الأظافر وبيع الماء بالأحياء التي تنعدم فيها مياه الشرب والأغرب من كل ذلك هنالك تلاميذ تركوا الدراسة بسبب الظروف الاقتصادية التي تعاني منها أسرهم فامتهن بعضهم صيد الأسماك في المجاري الرئيسية بمدينة الدمازين حيث المياه الراكدة الآسنة ويقوم هؤلاء التلاميذ الذين تركوا الدراسة بصيد هذه الاسماك وحملها في أكياس لأهلهم لعلها تسد جزء من رمق الجوع الذي تتضور منه البطون .. هذا الجيل ترك الدراسة بسبب الوضع الاقتصادي المتردي لأسرهم لان أرباب الأسر عجزوا عن دفع رسوم الدراسة لهم بالرغم من الدعوة والنداء الذي أطلقه رئيس الجمهورية منذ عدة سنوات بمجانية وإلزامية التعليم لكن يبدو أن هذه القرارات والنداءات لم يعمل بها لان المدارس أيضا تحتاج إلى هذه الرسوم التي يقوم بدفعها هؤلاء التلاميذ الذين ترك بعضهم الدراسة ومن بقي منهم وجه وجهته نحو ترك الدراسة التي أصبحت تنافس في متطلباتها المصاريف المعيشية، خاصة وان أهل الولاية اليوم أصبحوا عاجزين ان لم نقل كلهم لكن الغالبية منهم عن توفير ما يؤكل لان الأسعار أصبحت تناطح السماء ولا رقيب ولاحسيب كان الأمر لايعني الجهات المختصة في الدولة .. بهذه الطريقة يبدأ تسرب التلاميذ من المدارس لأن بعضهم لايجد وجبة الفطور ولا مصاريف الدراسة فضلا عن قيمة تذكرة المواصلات مما حدا بهم إلى ترك الدراسة والتوجه نحو أي أعمال هامشية آملين أن يجدوا ما يطفئ حرارة الجوع لهم ولأسرهم التي يغادرونها صباحا ليعودوا إليها في المساء وهم يحملون بضع خبزات و ( صيرات سمك) من مجاري الخريف التي تخترق سوق مدينة الدمازين .. بهذه الطريقة سنفقد هؤلاء التلاميذ الذين لايجدون الرعاية والاهتمام من الحكومة بسبب الرسوم واحتياجات ومتطلبات الدراسة الاخرى التي عجزوا عن توفيرها ..