سوق الدمازين...النظافة والتنظيم في إجازة حتى وقت قريب كنت أعتقد ان سوق مدينة سنار هو الأسوأ على مستوى السودان من حيث النظام والنظافة ، ولم اكن اضع فى حساباتى أن أجد سوق الدمازين بالحالة المذرية والمتردية التى يبدو عليها . وذلك من واقع عراقة هذه المدينة ووجود العديد من الإمكانيات المادية الضخمة التى تتميز بها جراء النشاط الإقتصادى والزراعى ... وسوق الدمازين لمن لم يزره هو نموذج سئ لما ينبغى ان تكون عليه أسواق المدن الكبرى ، ورغم انه يرفد خزينة المحلية بأكثر من تسع مليارات سنوياً حسبما أشار أحد التجار الا أنه يفتقد الى المتطلبات الضرورية لجعله سوقاً حضارياً ... ويتضح جلياً تردى إصحاح البيئة فى كل أركانه رغم رسوم النظافة التى تجنيها المحلية شهرياً من 3000 تاجر ومن المؤسسات الخاصة والبنوك التى تقع فى محيط السوق .... الاوساخ والنفايات تحتل كل جنيات السوق الذى يبدو فى كل ساعات اليوم متسخاً ولا أثر لعمليات نظافة تجريها المحلية وتعتبر منطقتا سوق الخضار والجزارات وسوق الطواحين من أكثر مناطق السوق إتساخاً ، ومن أبرز مظاهر تردى البيئة وجود أكثر من مصرف ( خور) داخل السوق ملئ بالنفايات والمياه الآسنة والراكدة. يقول المواطن حسن الحاج : صدقنى نشعر بالخجل عندما نأتى السوق برفقة أحد ضيوف المدينة وذلك بسبب منظره الذى لايسر ولا يعجب ،فالنفايات الموجودة فى كل مكان دليل واضح على غياب المحلية التى ينحصرجل همها فى تحصيل الاموال ولاتلقى بالا لصحة الإنسان ولا تهتم كثيراً بأن يبيع احدهم خضروات وسط الاوساخ ، ولا تعبأ بجيوش الذباب والبعوض ، و سوق الدمازين يعد واحداً من أكثر الأسواق ترديا فى البيئة ، وأتمنى من الأخ مالك عقار أن يسجل زيارة لهذا السوق رغم مشاغله الكثيرة ليقف على الواقع ويتعرف على أسباب إنتشار مرضى الملايا والتايفود بالمدنية واللذان أنهكا اجساد المواطنين وليتعرف على ضعف ادوار مساعديه من معتمدين وغيرهم من تنفيذيين ينالون حقوقهم المادية كاملة ولا يقومون بمسؤولياتهم كما ينبغى . اما الشاب محمود آدم فقد شكا مثل غيره من ضيق مساحة السوق وخاصة طرقة التي أشار الى أنها تحولت الى زقاقات بسبب التصديقات المتواصلة من جانب المحلية للدكاكين والأكشاك والطبالى حتى بات السوق لا يحتمل زيادة فى المتاجر ، وقال ان هذا الأمر أثر سلبا على حركة المرور داخل السوق ، واكد أن هذا الأمر يوضح العقلية الايرادية لسلطات المحلية التى تهتم بجمع الأموال وتهمل واجباتها فى تنظيم السوق . من المشاهد السالبة التى ينفرد بها سوق الدمازين على غيره من الأسواق بالسودان عدم وجود مواقف للمواصلات بصفة نهائية وهو أمر يبدو غريباً ويوضح غياب التخطيط ، فميدان المولد يتحول الى موقف فى النصف الأول من اليوم لمواصلات الروصيرص وغيرها من خطوط ، وموقف مواصلات محلية التضامن بجوار الاستاد ، ومواصلات قيسان جوار ميدان المدفعية ، والكثير من خطوط المواصلات تتخذ جنبات طرق الاسفلت الداخلية بالسوق مواقف. وفى هذا الصدد تقول المواطنة عائشة أبكر إنهم يواجهون معاناة حقيقية فى عدم وجود مواقف ثابتة لخطوط مواصلات الأحياء والمحليات وإشارات إلى أن الدمازين مدينة كبيرة ويفترض ان يكون بها موقف مواصلات على أحدث طراز. وتساءلت عن المسؤول من هذا القصور الكبير الذى لا يليق بحاضرة الولاية. كمال عبد الدائم أرجع سبب عدم وجود مواقف بسوق الدمازين الى السياسات الفاشلة التى درجت عليها حكومة الولاية والمحلية والمتمثلة فى بيع الساحات داخل السوق كمتاجر وقال ان هذا الأمر جعل المدينة تعانى فى مواقف المواصلات بالإضافة الى عدم وجود ملاعب رياضية ومنتزهات داخل الأحياء لذات السبب . وقال إن سوق الدمازين يحتاج لمسؤولين بمعنى الكلمة يعملون من أجل تحديثه وتجميله وليس بيع المساحات وتحصيل الجبايات . أما محمود الصافى فقد طالب بوضع حد لظاهرة تعاطى الشيشة فى الرواكيب التى تقع جنوب الإستاد وقال ان هذا الأمر بالغ الخطورة على الشباب والمواطنين القاطنين على مقربة من محلات الشيشة ، وطالب الشرطة بمراقبة هذا السوق وناشد المعتمد بترك الجلوس على المكاتب المكيفة وطالبه بالطواف على انحاء السوق لمعرفة مايدور بداخله والوقوف على المظاهر السالبة الكثيرة التى يعج لها . وعلى صعيد مختلف رفض مواطنون وتجار فكرة تحويل سوق الخضار واللحوم الى خارج المدينة وإعتبروا أن هذا القرار الصادر من قبل السلطات لم يأتِ موفقا ولا يمكن تنفيذه وذلك لانه ضد مصالح المواطنين والتجار. وأشار البعض الى ان هدف الجهات الرسمية التى تريد ترحيل سوق الخضار والجزارات ليس تجميل المدينة بل بيع أرض السوق بعد ترحيل أصحاب السوق الأصيلين . الامين العام لإتحاد اصحاب العمل بالولاية فرج يس البطحانى اكد حرصهم على إنجاح خطة تجميل المدينة ألاانه اكد رفضهم القاطع لتحويل سوقى الخضار والجزارات من مكانهما الحالى وقال : لماذا لا تعمل السلطات على تأهيل السوق بصورة حضارية ؟ الترحيل الى مكان آخر ضد مصالح المواطنين وأعتقد ان الذى أصدر هذا القرارلم يخضعه لدراسة وتشاور وذلك لأنه يؤثر سلبا على كل شئ بالمدينة إقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً ، لذا لابد أن تعيد السلطات حساباتها جيداً حتى لاتفقد المواطنين والتجار الذين صبروا على الكثير من الممارسات الخاصة فى جانب المحلية. التعليم ...اطفال النيل الازرق يدفعون الثمن الحديث عن الخدمات التعليمية بولاية النيل الأزرق يجعل المرء يعتصره الألم عندما يجد التلاميذ بمدارس الريف يجلسون على الصخور منذ جرس الطابور وحتى جرس الانصراف . تخيل عزيزي القارئ منظر تلميذ دفعت به أسرته للتعليم ولايجد كرسيا ولا درجا يجلس عليه !سوى فصل مبني من القش ويسقط بسبب الرياح والمطر.. تخيل أن هذا التلميذ لايملك ثمن وجبة الفطور مثل التلاميذ الذين يستمتعون بالبيرقر والسندوتشات الاخرى ذات المسميات العجيبة ! بعض هؤلاء التلاميذ يفطر على بصلة وبعضهم يصوم لايأكل الا بعد نهاية اليوم الدراسي ويذهب إلى منزله فيجد ( كسرة بي موية) وأحيانا (كسرة بي ملاح ويكاب أو لوبيا بربور) أو ( ملاح أم تلاتة) ( أو ملوخية جافة ). علاوة على ذلك يرتدي لبسة واحدة للمدرسة بعد نهاية اليوم الدراسي يقوم بخلعها بعد أن تتعرض للغبار فيغسلها ويقوم بوضعها تحت مخدته ليأتي بها اليوم الثاني للمدرسة وهكذا .. أحيانا رسوم الدراسة تحول دون مواصلة الدراسة لبعض التلاميذ نسبة لان هنالك بعض الآباء ليس لديهم مصدر دخل مثل الأغنياء والأثرياء .. وأهل النيل الأزرق جميعا يعلمون أن هنالك توجيهات رئاسية واضحة بمجانية التعليم والزاميته ولكن هذه التوجيهات ذهبت أدراج الرياح الأمر الذي جعل كثيرا من التلاميذ يتسربون من الدراسة لأنهم عجزوا عن تسديد الرسوم الدراسية .. بعض التلاميذ يضطرون إلى الذهاب للعمل بالمشاريع الزراعية البعيدة من اجل توفير الرسوم الدراسية .. دعك عن المعلم الذي يعيش في تلك الأصقاع البعيدة ليؤدي رسالته .. انه يسكن في دار لا سياج لبعضها تدخل البهائم من احدى جهاتها وتخرج من الجهة الاخرى .. أحيانا تنعدم المياه خاصة في المناطق الغربية للمحلية عندما تنضب مياه الحفائر .. البيئة المدرسية بنسبة 97% غير صالحة في اغلب مدارس ريف ولاية النيل الأزرق للمعلم وللتلميذ .. الإضاءة غير متوفرة بالمدارس والمذاكرة الليلية للتلاميذ في المدارس والمنازل عن طريق لمبة صغيرة بدائية منذ العصر الحجري تسمي ( جنب الدوكة ) عبارة عن فتيل شراب ملاريا فارغ عليه قيطان من القطن أو القماش مفتول في شكل حبل ثم يصب جازولين على الفتيل ثم يوقد بالنار . وهذا كما ذكر بعض الأطباء والمختصين أن دخان اللمبة يؤثر على الرئتين أما الإضاءة فتؤثر على العينين ولكن ( المضطر يركب الصعب) .. كيف يتعلم تلاميذ هذه الولاية وهذا جزء قليل من معاناتهم وما خفي أعظم .. أين المدارس الخاصة والمعلمين الذين لايعانون من النقص في الشأن التعليمي ووسائله ومعيناته ؟ أين الاهتمام بالتلاميذ من كل النواحي ( الترحيل من والي المدرسة - الكتاب - الأساس المدرسي - الأثاث - الوجبة ) هل تصدقون ذلك أن ولاية النيل الأزرق يعاني فيها التعليم اكبر من هذه المعاناة .. يا رئيس الجمهورية : الفت نظرة .. ها هم أبناؤكم الذين أمرت لهم بمجانية التعليم وأنت تدعو أيضا لإلزامية التعليم ! ختاما نقول : اللهم فرج عنا الكرب .. واهدِ ولاة الأمر لطاعة الرب .. ونواصل بإذن الله الكرمك ..مخزون مياه الشرب يكفي لثلاثة أشهر فقط تعتبر محلية الكرمك من أكثر المحليات بولاية النيل الأزرق تأثرا بالحرب التي دارت رحاها قبل توقيع إتفاقية السلام وانعكس هذا الأمر سلبا على الخدمات المختلفة ،ويعترف العميد إستيفن أحمد معتمد المحلية يتردي بعض الخدمات غير أنه أكد سعيهم الجاد والحثيث لمعالجة أوجه القصور وحل القضايا التي تعتري طريق المواطنين عبر توفير الخدمات الضرورية ،وقال إن الفترة الماضية شهدت إهتماماً كبيراً من حكومة الولاية بالمحلية التي تقرر أن تصبح عاصمة للولاية لمدة ثلاثة أشهر وأشار الى أن هذا الأمر يسهم في تطورها نحو الأفضل وأضاف :نعم هناك قصور في بعض الخدمات مثل التعليم الذي أعتبره دون الطموح خاصة في المنطقة الغربية من المحلية ،وهناك نقص في الإجلاس والمعلمين والكتاب المدرسي والمعلمين والكثير من الفصول مشيدة من المواد المحلية ،وخلال الفترة الماضية عملنا على تذليل كافة العقبات التي تعتري المعلمين حتى تمضي العملية التعليمية رغم العقبات . أما في محور الصحة فيعتبر جيداً رغم أنه دون طموحاتنا ،ولدينا مستشفى الكرمك وعدد كبير من المراكز الصحية ونجد تعاوناً كبيراًً من المنظمات الطوعية التي تقدم الدواء المجاني للمواطنين ،بيد أننا نعاني من نقص في الكوادر الصحية ونتمنى أن نحظى باهتمام من جانب وزارة الصحة في هذا الصدد. على صعيد الطرق نعاني كثيرا في هذا الصدد حيث تتقطع بالمواطنين السبل خاصة في فصل الخريف الذي يستمر لسبعة أشهر ،والتواصل بين انحاء المحلية ومع العاصمة الدمازين يحتاج في الخريف لأيام وساعات طوال وذلك لعدم وجود الطرق المسفلتة ،ولكننا نتفاءل خيرا بالمرحلة القادمة التي نتوقع أن تشهد تعبيد بعض الطرق التي تربطنا بالدمازين. وفي محور مياه الشرب قال العميد إستيفن إن المخزون الموجود لايكفي لغير ثلاثة أشهر ،وأعترف بوجود معاناة حقيقية تواجه السكان في توفير مياه الشرب التي تبعد مصادرها عن بعض المناطق لساعات ،وقال إن الكهرباء غير موجودة في المحلية ويعتمد السكان على المولدات الخاصة .وقال العميد إستيفن إن المحلية لايمكن أن توفر سكناً لكل الموظفين العاملين فيها وطالبهم بمراعاة ظروف المحلية ،ونفى وجود لقوات الحركة الشعبية وأكد أنها انسحبت منذ توقيع إتفاقية السلام .