٭ (نيلان وموية مافي)... مقولة يرددها المواطن كثيراً وهو يجوب شوارع وأزقة عاصمتنا الحضارية بحثاً عن (كارو) هنا وهناك بعد أن يتحسس جيبه ليتأكد تماماً ان المبلغ الموجود يكفي لبرميل ماء، يلتقي جارته في الشارع المقابل.. هي الأخرى تتمتم بكلمات تحمل نفس المضمون وذات اللغة.. وعلى حافة (المصرف أو الخور) الصغير الملئ بالأكياس والأوساخ والقوارير الفارغة يجلسان اجابة لاستفهام المارة (في انتظار الكارو)... ٭ أزمة مياه خانقة في العاصمة الحضارية عمت كل الأحياء وما سلم منها تناول مياه كدراً وطيناً في مسلسل يومي طويل الدبلجة سيء الاخراج.... أصبحت هذه الأزمة عصية الحل وكل من تربع على عرش الهيئة القومية لمياه الخرطوم فشل في فك الضائقة وادارة الأزمة حتى صار المواطن يخاف (الفصول) وعاد لسهر الليل يستمد من طوله طول صفوف مواعينه الفارغة التي تنتظر دورها لتمتليء بالماء هذا إذا (زارت) حنفيته قطرة واحدة. ٭ لا يعقل أن يلتقي الضدان... فمناديب الهيئة يستلمون أموال التحصيل كاملة في مقابل (خدمة) غير موجودة عبر عنها المواطن بالكثير من الاحتجاج وحرق الاطارات واغلاق المداخل ولكن الهيئة (سادة دي بي طينة ودي بي عجينة). ٭ مبررات الهيئة التي تدفع بها للمواطن غير جادة ولا فعالة ولا هي مقنعة ولن يقبل بها لأنها أصبحت مكرورة واسطوانة مشروخة وكلمات تستعد الهيئة للتصريح بها في فصل الصيف وزمن شح المياه، ونحن الآن لسنا بصدد الاستماع للخطب والكلمات والوعود نحن الآن ننتظر تدفق المياه في حنفياتنا لنشرب ونطبخ ونغسل ونسقي زرعنا وبهائمنا... ٭ لم تقدم الهيئة على امتداد سنوات قطوعات المياه حلولاً جذرية للخروج من المأزق الذي هي فيه الآن رغم أنها أزمة تتكرر كل عام، ما يعني ان اتخاذ خطوة مسؤولة تجاه الحل يمكن استصحابها بتلافي مشكلات العام الذي سبقه وتصحيح أوضاع العام الجديد عبر الاستفادة التامة من الأخطاء السابقة، ولكن يبدو أن الشيطان يسكن في ثنايا وتفاصيل توزيع مياه الخرطوم فيحول دون تقديم هذه الخدمة الحيوية سنوياً بأمان تام وانسياب كامل لكل بيت ومصنع ومؤسسة فيخرج مديرها مثلما دخل من الباب الأمامي. ٭ الرقم (3131) الذي خصصته الهيئة لتلقي شكاوى المواطن يدخل في باب (النكتة) فالخرطوم لا تحتاج لرقم لتبلغ شكواها وافتقادها للمياه وعذابها للحصول على قطرة واحدة فقط، فالأزمة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار وعلى الهيئة ألا تعمل على (تخدير) المواطن بهذا الرقم لتبرهن له أن (قلبها عليه) وستستجيب لنداءاته المتكررة... لا داعي للخدمة فالخرطوم (عدمانة قطرة الموية).. اسحبوا الرقم واكتبوا على الدفاتر العبارة السالفة الذكر... همسة:- صوت الجائعين ... علا... والفارين من العذاب... والغائبين عن التمام... والأطفال في قلب الزحام... يهتفون... للأرض والمدن العتيقة.. للأمان للسلام.. ولكن طال الانتظار...