*ما ظل يحدث فى السنوات الأخيرة فى بعض المؤسسات الرياضية والأندية الكبرى خصوصا فى النواحي المالية يشير الى أن تلك المؤسسات والاندية لاتدار بمؤسسية وتتحكم فيها قلة يملكون المال يصرفونه بطريقتهم، وفى خاتمة المطاف يطوقون المؤسسة الرياضية بديون ما أنزل الله بها من سلطان، وهذا للاسف ما يحدث فى انديتنا ومؤسساتنا التى تحتاج الى ثورة لاعادة الامور الى نصابها الصحيح. *الاستاذ الكاتب الصحافي والرياضي الاصيل عادل ابراهيم حمد قدم فى عموده المقروء (أحرف حرة) بصحيفة التيار الصادرة يوم الثلاثاء الماضي مثالا حيا يوضح سيطرة صاحب المال فى النادي المعين على مفاصل الامور فى النادي والصرف البذخي والذي فى النهاية يعتبره ديونا مستحقة له من النادي ولاهمية الموضوع أعيد فى المساحة التالية ما ذكره الاخ عادل فى (أحرف حرة) والتى كانت تحت عنوان ديون الأرباب : *يعرف أن العمل فى الاندية الرياضية السودانية طوعي يجر على صاحبه متاعب كثيرة خاصة مع اعتماد الاندية شبه الكلي على عطاء الاداريين ومع الاقرار بفضل المناحين على الاندية لكنه إقرار مع تحفظ ، لأن النادي يصبح اسيرا لسيطرة الرئيس المانح ، فيصبح هو صاحب الرأي الاداري الاوحد وأحيانا صاحب الرأي الفني الغالب ، يحدد أن يكون نجم التسجيلات القادم نيجيريا من نادي أنيمبا أو برازيليا من مدينة ساوباولو ، أي أن (الريس ) يشتري بامواله السيطرة على النادي .. وللزعيم الرياضي أن يحلم ببطولة أفريقيا للاندية الابطال ، فهذا حلم مشروع وله فى سبيل هذا الحلم أن يسجل ميسي ولكن لايجوز أن يحلم رئيس النادي ويسدد له آخرون أثمان حلمه .. هذا ما فعله صلاح إدريس حين طالب بتسديد ديون أنفقها فيما لم يتفق عليه ، اذ يمكن بسهولة أن يرد عليه بأنه قد صرف اموالا كان يمكن صرف القليل منها لتحقيق ذات الاهداف ، ولكن لاضير اذا رأى هو ضرورة فى الصرف البذخي وتحمل ثمن تصرفه ، فقد أنفق الارباب على الهلال انفاق من لا يخشى الفقر ، فى مصارف لا يتفق عليها كلها ، لو فعل ذلك فى نادي تنعدم فيه المؤسسية - كغيره من الاندية- وقال إنها اموالي الخاصة أصرفها كيف أشاء ، لما حشر أحد أنفه في كيفية صرف الأرباب لامواله ، لكن أن ينفق الارباب بهذه اليد المطلوقة ليكبل الادارات اللاحقة بديون تقعدها عن اداء دورها ، فهذا ما لايقبله منطق ولن يسنده أي قانون فى الدنيا وهو يقدم هذه المطالبة العجيبة . *يحسب نجاح باهر أن يوظف الاداري موارد النادي القليلة لتحقيق انجازات كبيرة يعجب معها الناس كيف أمكن لهذا الاداري أن يحقق هذه الانجازات بهذه الموارد الشحيحة ، ولا بأس أن يكون لهذا الاداري اسهام فى الموارد ب(تبرع) يشكل نسبة قليلة من موارد النادي التى لا تتعدى اشتراكات وتبرعات الاعضاء وايجار دكانين ملحقين بالنادي ، ولكن ليس من البراعة و(الاعجاز) في شئ أن يقيم اداري معسكراً لفريق في الدرجة الثالثة فى فندق خمسة نجوم ويبني للنادي مبنى جديدا فخما ، ويسجل التكلفة دينا على النادي ، بهذه الطريقة قد يقيم غدا الامين البرير تمثالا من الذهب الخالص لزعيم أمة الهلال الطيب عبدالله عند مدخل النادي ويسجل التكلفة ضمن مديونيته الخاصة على نادي الهلال وبمنطق صلاح ادريس يبقى هذا الدين المرهق فى رقبة الادارات المتعاقبة ، تتوارثه ادارة عن ادارة يلاحقهم الامين البرير، هذا المنطق الضعيف لن يمر بالطبع اذ ينهار بسؤال بسيط للبرير باني التمثال الذهبي (القال ليك أعملوا منو ؟) هذا قرارك تحمل تكلفته ومبروك عليك المكسب الأدبي وإشباعك لغرورك .