تبصير الناس بكيفية حماية أطفالهم من التعرض لأى نوع من الاضطهاد أو الاستغلال الجسدى أو التحرش الجنسى أمر يحتاج للتنوع فى المنابر حتى يتم تنوير الكثير من المواطنين حتى يتفهموا دورهم فى هذا الأمر المهم، ويتمكنوا من حماية أطفالهم قبل وقوع أية جريمة فى حقهم، وأهم من كل ذلك توعيتهم بالمخاطرالتى تحدق بهم من ضعاف النفوس وعديمى الرحمة، خاصة بعد الجرائم البشعة والمفزعة التى حدثت فى السنتين الأخيرتين ودفع ثمنها أطفال أبرياء، وقد تابعتها جميع الأسر عبر وسائل الإعلام المختلفة، حيث أحدثت هزة نفسية واجتماعية عنيفة للجميع لغرابتها على المجتمع السودانى الذى لم يعهد مثل هذه الجرائم. وتعدد المنابر شىء مهم كما يرى الكثير من المهتمين بشؤون الطفل، وهذا ما درجت عليه منظمة بلان «وحدة الدويم والعلقة» ووحدة حماية الطفل والأسرة بمحلية الدويم منذ إنشاء الوحدة قبل أكثر من عام، وذلك بإقامة ندوات ومنتديات بالمدارس والساحات والقرى، حيث أتاحت الفرصة لعدد كبير من أفراد المجتمع وفئاته المختلفة للإطلاع على قانون حماية الطفل وحقوق الأطفال. إلا أن البعض يرى أن محاربة جرائم الأطفال عبر المساجد أمر مهم، وذلك للدور الكبير والمؤثر للمساجد فى المجتمع، واعتبرها عدد من مناهضى جرائم الأطفال أهم منبر لتوعية المواطنين بكل ما يتعلق بحقوق الأطفال وكيفية حمايتهم. مسجد مربع «10» بحى أبو جابرة تسلم زمام المبادرة وأقام ندوة ناجحة بساحته قادها إمامه وخطيبه الشيخ أحمد الريح عثمان، وهو مهتم بقضايا مجتمعه ويعمل منسقاً للجان المجتمع بالأحياء الغربية للدويم، وقد أكد ل «الصحافة» أنه كان حريصاً على أن تقام الندوة بالمسجد، مشيراً إلى أهمية دوره فى التوعية، وقال إن المسجد ترتاده النساء مثل الرجال، وأن الأطفال أيضاً يشكلون حضوراً دائماً، وأبان أن ما دفعه للمطالبة بإقامة الندوة هو خطورة القضية التى تناقش، وقال إن الحى الذى يوجد به المسجد وما جاوره يحتاج سكانه لمثل هذه الندوات لتبصيرهم بمثل هذه القضايا حتى يتمكنوا من التصدى لها بوعى ودراية، وقال إن نجاح الندوة جعلهم يفكرون فى إقامة ندوات أخرى بالحى تستهدف الأطفال بشكل خاص. المتحدثون فى الندوة اشادوا بحرص المواطنين بالمنطقة على حضورالندوة، حيث أكد مولانا أشرف وكيل نيابة حماية الأسرة والطفل أن هذا الإقبال يساعد فى زيادة الوعى بحقوق الأطفال، وقدم شرحاً وافياً لقانون حماية الطفل لعام 2012م، مبيناً أنه يعتبر رادعاً لكل من يرتكب جريمة فى حق أى طفل، حتى يصبح المجتمع معافى، ودعا الأمهات خاصة لمراقبة أطفالهن بصورة دقيقة، مشيراً إلى أن هنالك بعض العلامات التى تشير إلى تعرض الطفل لاعتداء بدنى أو جنسى أو اضطهاد، مثل الانطواء وتراجع التحصيل الأكاديمى وغيرها من العلامات الظاهرة. ومن جانبها فقد حرضت الأستاذة عناية إبراهيم حسين الاختصاصية الاجتماعية على التبليغ فوراً عن أية حالة تحرش أو أى نوع من الاعتداء على الأطفال، وألا تخجل الأمهات من الذهاب إلى وحدة حماية الطفل، وأن يتم إحضارالطفل بهيئته التى هو عليها لحظة وقوع الجريمة، وقالت إن الأمر يحتاج إلى شجاعة حتى لا نحمى المجرمين على حد قولها. الرائد عبد الفتاح البلة مدير الشرطة الشعبية، أكد أن الشرطة الآن أصبحت قريبة من المجتمع، وأن محاربة الجريمة أصبحت هماً مشتركاً بينها وبين المواطن، وشدد على أن يقوم المواطن بدوره خاصة فى الجرائم التى ترتكب ضد الأطفال، مشيرا إلى أن هنالك الكثير من الجرائم يتم التستر عليها بحجة مداراة الفضيحة، وقال إن مثل هذا السلوك يشجع المجرمين على ارتكاب المزيد من الجرائم. مدير وحدة حماية الأسرة والطفل المساعد عرفة، قدمت تنويراً للحضور عن مراحل إنشاءالوحدة، ودور منظمة بلان بالدويم فى تأسيسها، وقالت إن أبواب الوحدة مفتوحة فى أية لحظة لتلقى البلاغات سواء بالوصول إليها في مقرها شرق مستشفى الدويم أو عبر الاتصال على رقم الهاتف 0120873760 وقالت إن التعامل مع أية جريمة ترتكب فى حق أى طفل يتم وفق إجراءات معينة بالتعاون مع باحثة اجتماعية ونفسية. أسئلة عديدة طرحها بعض الحضور من المواطنين دلت على إدراكهم التام لأهمية الموضوع واستعدادهم لمحاربة المجرمين، وقبل ذلك توعية أطفالهم ونسائهم حتى يتجنبوا الوقوع فى مشكل لا تحمد عقباه، وطالب البعض بالمزيد من الندوات حتى تصل الرسالة لأكبر عدد من الناس، وأشادوا بمنظمة بلان بالدويم ووحدة حماية الأسرة والطفل، وأشادوا كذلك بالمتحدثين فى الندوة على الدور الكبير الذى يؤدونه لحماية أطفالهم وأسرهم من الضياع .