خلد محمد الفيتوري اسمه عبر قصائده سواء في مرحلته الافريقية أو في مرحلته العروبية.. وأثار الجدل في كل المراحل، وقدم اسهاماً في المسرح الشعري سواء في سولارا أو في يوسف بن تاشفين.. ولعل الكثيرين مدعوون للادلاء بشهاداتهم في شأن الفيتوري خاصة الفنان عبد الرحمن بلاص الذي زامل الفيتوري في مجلة الاذاعة أيام حكم الفريق ابراهيم عبود، حيث كان الفيتوري رئيساً لتحريرها.. وهي شهادة تقدم صورة للصراع بين البيروقراطي والسياسي، والمثقف. أما قراءة د. أحمد كُريِّم التي يقدمها الملف الثقافي فهي شهادة لباحث سبق أن فاز بجائزة النقد الأدبي في مسابقة الطيب صالح العالمية للابداع الكتابي - الدورة الأولى 2011م - وقدم قراءة خص بها الملف الثقافي للصحافة. وليس من بد ألا نهتم بشأن الفيتوري - وكنا نرجو أن يلقى الاهتمام الذي يستحقه، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر به.. فمحمد الفيتوري شأنه شأن رصفائه كتاج السر الحسن نحن في أشد الحاجة لهم كرموز ثقافية أسهمت في تقديم الصورة الأخرى للسودان، غير تلك الصورة التي يطالعها المرء عبر نشرات الأخبار، وتحليلات السياسيين والمراقبين، والمهتمين بالشأن السوداني عبر الفضائيات والصحف، وما أكثرهم، وكتابنا اليوم وجمهور القراء في حاجة إلى اعادة قراءة الفيتوري في مراحله المختلفة، وتتبع تطوره الفني والفكري عبر عقود تمتد منذ أواخر الأربعينيات من القرن الماضي.. والفيتوري هو صاحب الحصاد الافريقي - ومعزوفة لدرويش متجول، ولم يتركوا لك ما تقول، يستحق منا أن نهتم بأمره وبشعره ومسرحه، فهو ليس شاعراً سودانياً فحسب، أو عربياً وكفى، ولكنه صاحب نزعة انسانية.