من الأشياء الملفتة للنظر هذه الأيام تكدس عدد كبير من الشاحنات المحملة بالبضائع بمدينه الأبيض والتى تخرج منها يومياً مئات الشاحنات التى تمر بها فى طريقها الى مدن كردفان ودارفور إضافة الى الشاحنات التى تخرج من المدينة، والشئ الملاحظ أن تلك الشاحنات تقف لأوقات طويلة أمام مسرح عروس الرمال وأخرى تصطف أمام طلمبات الوقود.ولمعرفة أسباب تكدس الشاحنات والآثار المترتبة على ذلك استطلعت (الصحافة) عدة جهات.حيث قال محمد حسن سائق الشاحنة هينو Zy إن سبب وقوفهم فى تلك المنطقة بقصد إنهاء إجراءات الجمارك ومكافحة التهريب بيد أنهم يعانون من بطء الإجراءات وعدم وجود خدمات بمكان وقوفهم وأولها المراحيض.وقال حسين محمد سائق الشاحنة نيسان بأنهم يعملون على خط أمدرمان نيالا وليس هذه هى المرة الأولى التى يتم احتجازهم فيها بغرض التأكيد من عدم تهريب البضاعة للجنوب الا أنهم يعانون من عدم توفير الخدمات فى المكان الذى يتم احتجازهم فيه بغيه تكملة الإجراءات وقال إن فى كل شاحنة يوجد سائق ومساعدان على أسوأ الفروض ولك أن تقدر حجم المعاناة وناشد الدولة أن تجد طريقة أخرى مريحة لهم ولها لتكملة اجراءاتها.حامد على سائق شاحنه هينوZY وجدناه يقف فى طابور طويل بإحدى طلمبات الوقود بالسوق الكبير وسط عشرات الشاحنات التى تنتظر دورها لتنال حصتها من الوقود قال بأنهم ومنذ مايقارب الشهر ظلوا يعانون من مسألة التزود بالوقود من مدينة الأبيض مما يضطرهم للوقوف لساعات طويلة فى أماكن تنعدم فيها الخدمات الأساسية علماًبأن بعض الشاحنات بها بعض الركاب إضافة لطاقم الشاحنة. وتحدث (للصحافة) مصدر مسئول فضل حجب اسمه قائلاً بأن سبب تكدس الشاحنات يرجع الى التدقيق فى عملية نقل البضائع والتاكد بأنها ذاهبة الى وجهتها الصحيحة داخل حدود السودان وهى سياسة اقرتها الدولة وتصب فى إتجاه الأمن القومى للدولة اما مسألة تكدسها امام طلمبات الوقود فهذا امر حدث نسبة لشح الوقود نتيجة للظروف الإقتصادية المعروفة التى تعيشها الدولة هذه الأيام ولا علاقة لرفع الدعم عن المحروقات بهذا الأمر وأكد على إنفراج الأزمة فى القريب العاجل، وأكد أحد المختصين فى المجال الصحى بأن الآثار المترتبة على وقوف تلك الشاحنات ليست بذى اثر كبير ولكن إذا تكرر وقوفها لفترات طويلة دون معالجات حتماً ستتاثرالبيئة من حولها بعامل التبول وقضاء الحاجة فى العراء إضافة الى مخلفات الشاحنات وأكد على أن الوضع تحت السيطرة حتى الآن. ظاهرة تكدس الشاحنات فى مدينة الأبيض تستحق الدراسة وإيجاد الحلول وهى ناتجة عن إجراءات الجمارك ومكافحة التهريب والسلطات الأمنية إضافة الى شح الوقود من جانب آخر. وإذا سلمنا جدلاً بأن هذا الأمر يصب فى مصلحة الأمن القومى للدولة وتأمين مسار البضائع والوقود حتى لا تضل طريقها الى دولة الجنوب او تهريبها الى دول أخرى مجاورة فمن المؤكد أن هذه الأسباب لن تزول بين ليلة وضحاها أو فى القريب العاجل حسب قرائن الاحوال، وإذا استمر الحال على ما عليه الآن فإن الضرر البيئى واقع على مدينة الأبيض لامحال خصوصاً وهى تمثل معبراً لآلاف الشاحنات التى تمر بها شهرياً بفضل توسطها لشبكة طرق تربطها بعدة ولايات وكلها ولايات تماس مع جنوب السودان. والسؤال الذى يطرح نفسه ماهى التدابير التى اتخذتها حكومة الولاية للحيلولة دون توقف الشاحنات لفترة طويلة وذلك بالاسراع فى تكملة إجراءاتها وتوفير الوقود وذلك بزيادة حجم القوة المشرفة على تلك العملية وزيادة عدد المنافذ ثم ماهى التدابير التى وضعت للحد من تأثير التلوث البيئ الذى يمكن ان ينتج من تكدس الشاحنات ولماذا لا يتم صرف الوقود للشاحنات من الطلمبات الطرفية حتى لا تتسبب فى اعاقة حركة المرور.لاأظن بأن المعالجات صعبة التنفيذ اذا فكر القائمون بالأمر فى الأضرار المترتبة على ذلك والوقاية خير من العلاج.