لاكثر من شهرين ظل مواطنو ولايات دارفور الخمس يعانون اشد المعاناة من ارتفاع الاسعار ،علاوة على انعدام بعض السلع الضرورية ،ولأن المصائب لاتأتي فرادى يواجه المواطنون معاناة من نوع آخر تتمثل في مواجهة ازمات حادة في الكهرباء ومياه الشرب،وترجع السلطات حالة الغلاء غير المسبوقة في الاسواق وازمتي المياه والكهرباء الى توقف الرحلات التجارية او ماتعارف عليه بالطوف القادم من ام درمان بداعي ممارسات الحركات المسلحة التي عمدت الى قطع الطرق والاعتداء على القوافل التجارية ،ما اجبر اصحاب الشاحنات التوقف بمدينة النهود الى حين عودة الاستقرار الى الطرق ،وعلى اثر ذلك تحولت ولايات دارفور الى مايشبه الجزيرة المعزولة او المنطقة المحظورة التي لايمكن الوصول اليها فى ظل الخوف والرعب اللذان يسيطران على اصحاب ناقلات البضائع بسبب تكرار الاعتداءات المسلحة ونهب محتوياتها من قبل الحركات المسلحة ،ويعترف مسؤولون بحكومات الولايات الخمس بان الاوضاع المعيشية بمدن وقرى دارفور اضحت لا تطاق نسبة لارتفاع اسعار كافة المواد الاستهلاكية ،وفى ذات الوقت تعزي حكومات دارفور اسباب تردى الاوضاع الخدمية وحالة الانقطاع الدائم للتيار الكهربائى الى تأخر وصول الطوف الذى يحمل الوقود،مشيرين الى حالة الغلاء الطاحنة غير المبررة متهمين من اسموهم بضعاف النفوس بالتسبب في ارتفاع الاسعار ،كما لعبت الشائعات دورا بارزا في ارتفاع الاسعار خاصة تلك المتعلقة بتحركات متوقعة للحركات المسلحة للهجوم على بعض المحليات والمدن الكبرى او قطعها للطرق ، وخاصة بعد عمليات الاعتداءات التى تعرضت لها مناطق فتاحة بشمال دارفور الاسبوع الماضى بجانب الهجوم على منطقتى ديدان التابعة لمحلية ابوجابره بولاية شرق دارفور ،و تعيش مدينة الفاشر فى ظلام دامس منذ اسبوعين بسبب انقطاع التيار الكهربائى وعادت المدينة الى ضجيج المولدات الكهربائية مرة اخرى ،وامتد الانقطاع ليشمل حتى مؤسسات الدولة الشئ الذى ادى الى تزمر المواطنين واصحاب المهن الحرفية بالاسواق جراء عدم توفر الكهرباء،كما تشهد الفاشر ازمة حقيقية في مياه الشرب بداعي توقف معظم محطات ضخ المياه لانعدام الجازولين ،وتعاني المستشفيات والاحياء الطرفية ومعسكرات النازحين من ازمة المياه بصورة واضحة، ويقول رئيس اتحاد اصحاب العمل بشمال دارفور صديق على محمد يوسف ان عدم وصول الطوف الى الفاشر يعتبر كارثة ستنعكس آثارها على الحياة الاقتصادية والامنية، وعزا الارتفاع فى الاسعار الى ارتفاع تكاليف الترحيل من ام درمان الى الفاشر ،بالاضافة اليى عدم اكتمال العمل في طريق الانقاذ الغربى ،هذا بجانب اعتداءات الحركات المسلحة، وفى ذات السياق دخلت مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور هى الاخرى فى ازمة حادة فى الوقود وانقطاع للتيار الكهربائي والمائي ،وعادت المدينة الى حالة الاصطفاف فى محطات لساعات طويلة ،و يقول اصحاب المركبات العامة واصحاب اللوارى والشاحنات التجارية انهم يعانون من شح الوقود مما اضطرهم لشراء سعر جالون البنزين ب (30) جنيها فى السوق الاسود فيما يبلغ سعره بمحطات الوقود (12) جنيها ،وفى المقابل اشتكى مواطنو المدينة من انقطاع التيارالكهربائي و الامداد المائي بشكل كامل عن المدينة ،وعزا عدد من المسؤولين انقطاع التيار الكهربائى الى عدم وصول الوقود الى نيالا بسبب توقف القطار بابنوسة بسبب الظروف الامنية ،وفى السياق ذاته اشتكى مواطنو ولاية غرب ووسط دارفور من تجدد وتكرارتوقف الطوف التجاري من الوصول اليهم الامر الذي تسبب في خلق ازمة حادة فى الوقود وانقطاع التيارين الكهربائي والمائي،وعلى اثر ذلك وصل سعر برميل الجازولين الى 650 جنيها ، والبنزين 750 ج ، وفيما تشهد مدينة الجنينة حالة انقطاع دائم للتيار الكهربائى منذ اكثر من 20 يوما بسبب عدم توفر الوقود وهو الامر الذي اضطر ادارة الكهرباء بالولاية الى قطع التيار الكهربائى طوال ساعات النهار، واسفر هذا عن توقف العمل في الورش والمصانع الصغيرة والتي اشتكى اصحابها من توقف مصادر ارزاقهم. وعلى صعيد السلع الغذائية وصل سعر جوال السكر الى 290ج ..وجركانة الزيت 220ج..و جوال الدخن 230ج..وجوال البصل 120..فيما يبلغ سعر كرتونة الشيعرية والمكرونة ب50ج ،و جوال الدقيق 50ك 175 جنيه وجوال الشاى الصغير 65ج،فيما شهدت اسواق الخضر والفاكهة واللحوم ارتفاعا مماثلا في الاسعار ،ووصل سعر كيلو الضان الي 32ج ، والعجالي 28ج ، وبلغ سعر دستة البرتقال 15ج ، وكيلو الطماطم 4جنيه.