تعيش مستشفى الكلى بالجزيرة أياماً عصيبة جراء تزايد أعداد مرضى غسيل الكلى وانعدام المحاليل وانتهاء أمد الماكينات، فضلاً عن ديونها المتراكمة، ما فاقم معاناة المرضى والطاقم الطبي الذي يبذل جهوداً مضاعفة دون أي مقابل مادي. وبرغم الضغط العالي الذي يعيشه الأطباء لخلق توازن بين تكدس المرضى وشح الامكانات، لم تف وزارة المالية باستحقاقاتهم لمدة ثلاثة أشهر ما أحدث ململة في صفوفهم وأثر على سير العمل. وتنتظر أكثر من 300 حالة غسيل كلى في باحة المستشفى لنيل حظهم من العلاج ما دفع الادارة لوضع تدابير لمعالجة الموقف ومن بينها اتباع نظام الطورايء لمدة 24 ساعة وتخصيص 5 ورديات في اليوم. لكن هذه التدابير قلصت من زمن ساعات الغسيل لينال المريض الجرعة في زمن لايتجاوز الست ساعات برغم أنه في الوضع الطبيعي ينال 8 ساعات في الأسبوع موزعة على يومين. وقال المريض فائز الأمين، ان الغسيل غير فعال ولا يعد علاجا مجديا لمرضى الكلى، لكنه أكد أنه ينهي بعض المعاناة وأنهم يقبلون به لحل التكدس المريع الذي تشهده المستشفى الذي يستخدم ماكينات بالية يمتد عمرها لأكثر من 16 عاما. واشتكت المديرة الطبية ولاء الدين محجوب من حالة الضغط التي تعيشها المستشفى، قائلة نعمل تحت ضغط هائل ونحاول في ظل هذه الظروف تغطية عدد المرضى الآخذ في التزايد بشكل مريع ما مدد ساعات العمل بالنسبة للطاقم الطبي الذي يعمل بنظام الطواريء خلال 24 ساعة. وأرجع مهندس بالمستشفى البطء في عمليات الغسيل الى قدم الماكينات، وقال ان الاقبال المتزايد على المستشفى يؤثر علي أدائها ، ويضاف ذلك الى أنها قديمة في الأصل ولم يتم تجديد 16 ماكينة منذ افتتاح المستشفى، لافتاً لوجود ثمانية أجهزة جديدة لا تتناسب مع حجم المرضى. وقال موظف تقني عماد الدين خيري للشروق، ان مافاقم أزمة مرضى الكلى انعدام المحاليل اللازمة للغسيل، مؤكداً أنها توقفت بسبب مديونيات كبيرة على معمل المستشفى، وتعجز المستشفى عن سدادها، وأكد أن أجواء المستشفى غير مستقرة لأن الأطباء يعملون بجهد كبير دون مقابل مادي وأنهم لم يصرفوا رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر ما أدى الى توتر كبير أثناء العمل اليومي.