نشرت صحيفة (السوداني) أمس 29 مايو تحقيقاً صحفياً عن معاناة مرضى الكلى بولاية الجزيرة ، ننشر أدناه أهم ما ورد فيه : ظروف مُعقَّدة تلك التي دفعت مرضى الفشل الكلوي بمدني في الايام الماضية للخروج الى الشارع بل قفله تماما، فقد توقفت عمليات غسيل الكلي خلال الشهر الماضي بمستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى بود مدني عدة مرات تارة بسبب اضراب المهندسين وتارة أخرى بسبب انعدام محلول الغسيل بمراكز الغسيل بالولاية، مدير مستشفى الجزيرة لأمراض وجراحة الكلى د. مصطفي عمران قال في تصريحات صحفية أن انعدام محاليل الغسيل أصبح مسألة متكررة في الفترة الأخيرة وأشار إلى انهم يبعثون بعربة المستشفى يوميا للخرطوم وتعود احيانا كثيرة بدون محاليل، وحمل مدير المستشفى الامدادات الطبية ما يحدث من انعدام المحاليل وتوقف عمليات الغسيل، وكشف مدير المستشفى عن أن هناك 25 ماكينة غسيل تعمل بالمستشفى يوميا خلال ال 24 ساعة وتقوم باجراء عمليات الغسيل لعدد 325 مريضا مشيرا للعدد الكبير الذي تجرى له عمليات الغسيل بالمركز في ظل تهالك الماكينات وانتهاء عمرها الافتراضي، وطالب عمران بضرورة قيام مركز ثان للغسيل بمدينة ودمدني ليعمل على تخفيف الضغط على مستشفى الجزيرة الذي ظل لقرابة الخمسة عشر عاما متواصلة يعمل على معالجة مرضى الكلى دون توقف الشئ الذي أثر على كفاءة الماكينات. ترهل وظيفي المرضى من جهتهم صبوا جام غضبهم على ادارة المستشفى حيث قال المريض حسن عثمان عبدالباقي – يسكن قرية نعيم الله بمحلية جنوب الجزيرة – أن مشكلة المحاليل والعلاج بالمستشفى لا يعزوها لجهة محددة فالامدادات الطبية وادارة المستشفى كلاهما مسئولان عن مايحصل وفشلت ادارة المستشفى التي تشهد ترهلا وظيفيا غير مسبوق، لا ندري من هو الذي يعين وهذا اتهام واضح وصريح ونحتاج اجابة فيه من المدير الاداري بالمستشفي، والأشكال الاخر هو جمعية أصدقاء مرضى الكلى التي استمرت في الوصايا تفرض نفسها على المرضى دون محاسبتها ولا معرفة الدخل لقرابة العشرين عاما، وهذا سؤال موجه لمسجل تنظيمات العمل الطوعي بوزارة الشئون الاجتماعية! كما نشير لتوجيه مدير عام وزارة الصحة بالولاية لادارة المستشفى باستلام حصتهم من الامدادات الطبية بالولاية وإلى الآن لم تظهر لا دربات ولا محاليل وريدية ولا هيبرين وأصبح المريض يشتري كل شئ مما يفاقم من معاناة المرضى الذين لا يستطيعون أغلبهم الشراء، والوجبة التي تقدم في كثير من المرات لا تصلح للمريض الذي يحتاج لوجبة معينة تحتوي على البروتين وخلافه من المواد التي يحتاجها المريض، أما المريض مولانا الفاتح حاج النور- القاضي السابق – والمحامي المعروف فيذهب إلى أن توقف المحاليل والامتناع عن تقديم الخدمة التي يحتاجها المريض تعتبر جرائم في حق الانسانية يحاسب عليها القانون قبل أن يحاسب عليها الدين والعرف والاخلاق وأشار إلى التدهور الذي ظلت تشهده هذه المستشفى في تقديم الخدمات للمرضى، فيما يري المريض حسن عثمان أن المريض يحتاج من غسلتين إلى ثلاث غسلات في الاسبوع مشيرا إلى أن عمليات الغسيل تجري مجانا إلا أن تكلفة بعض المطلوبات للغسيل تكلف المريض لما يقارب ال30 جنيها للمرضى الذين ليس لديهم تأمين صحي، وصوب حسن انتقادا للباحثين بالمستشفى وقال أن هذه الوظيفة أصبحت شاغرة، مشيرا لاهمال بعض المشاكل مثل تمهيد المرض وكيفية التعامل معه الشئ الذي يخرج الباحث عن اطار عمله والذي يتطلب دراسة حالة المريض النفسية والاجتماعية. رأي هندسي ولمعرفة الرأي الهندسي لمدى صلاحية الماكينات العاملة بالمستشفى وحديث مدير المستشفى عن انتهاء عمرها الافتراضي، يقول مهندسي المستشفى بأن اغلب هذه الماكينات تم احضارها منذ افتتاح المستشفى ماعدا 6 ماكينات تم احضارها قبل ثلاث سنوات وماكنتين حديثتين ويشير المهندسون الى أنه من المفترض أن تجري عمليات مراجعة وصيانة للماكينات كل 2500 ساعة عمل وعملية احلال لماكينة جديدة لكل 5000 ساعة العمل ويشيرون إلى ان ماكينات مركز غسيل الكلى ظلت تعمل منذ انشائه ببعض الماكينات باستثناء ماكينات محدودة ادخلت وأن الماكينات القديمة يجب استبدالها وذلك لعدم وجود الاسبيرات وأصبحنا نعتمد على الصيانة بتخريد ماكينات قديمة وهي نفسها أصبحت غير موجودة وتكلفة الماكينة الواحدة تكلف أكثر من 3 ألف جنيه في السنة، وكذلك اشتكى المهندسون من العمل المتواصل والاعطال التي أصبحت تواجه وحدة معالجة المياه بجانب الأعطال التي تصيب موتورات المياه نسبة لعملها المتواصل طوال ال 24 ساعة، وأشار المهندسون أن العمل في القسم أصبح في تزايد بسبب زيادة المرضى وأن العمل بالقسم أصبح يتواصل لأكثر من 5 ورديات لان المستشفى تستقبل يوميا قادمين جدد ومن كل الولايات.