تعيش مستشفى الكلى بالجزيرة أياماً عصيبة جراء تزايد أعداد مرضى غسيل الكلى وانعدام المحاليل وانتهاء أمد الماكينات، فضلاً عن ديونها المتراكمة، ما فاقم معاناة المرضى والطاقم الطبي الذي يبذل جهوداً مضاعفة دون أي مقابل مادي. وبرغم الضغط العالي الذي يعيشه الأطباء لخلق توازن بين تكدس المرضى وشح الإمكانات لم تف وزارة المالية باستحقاقاتهم لمدة ثلاثة أشهر ما أحدث ململة في صفوفهم وأثر على سير العمل. وتنتظر أكثر من 300 حالة غسيل كلى في باحة المستشفى لنيل حظهم من العلاج ما دفع الإدارة لوضع تدابير لمعالجة الموقف ومن بينها اتباع نظام الطورايء لمدة 24 ساعة وتخصيص 5 ورديات في اليوم. لكن هذه التدابير قلصت من زمن ساعات الغسيل لينال المريض الجرعة في زمن لايتجاوز الست ساعات برغم أنه في الوضع الطبيعي ينال 8 ساعات في الأسبوع موزعة على يومين. غير فعال وقال مريض فائز الأمين إن الغسيل غير فعال ولا يعد علاج مجد لمرضى الكلى لكنه أكد أنه ينهي بعض المعاناة وأنهم يقبلون به لحل التكدس المريع الذي تشهده المستشفى الذي تم تأسيسه منذ عام 1995 ويستخدم ماكينات بالية يمتد عمرها لأكثر من 16 عام. وشكا المدير الطبي ولاء الدين محجوب من حالة الضغط التي تعيشها المستشفى قائلاً نعمل تحت ضغط هائل ونحاول في ظل هذه الظروف لتغطية عدد المرضى الآخذ في التزايد بشكل مريع ما مدد ساعات العمل بالنسبة للطاقم الطبي الذي يعمل بنظام الطواريء خلال 24 ساعة. وأرجع مهندس بالمستشفى البطء في عمليات الغسيل إلى قدم الماكينات، وقال إن الإقبال المتزايد على المستشفى يؤثر في أداء الماكينات، ويضاف ذلك إلى أنها قديمة في الأصل ولم يتم تجديد 16 ماكينة منذ افتتاح المستشفى، لافتاً لوجود ثمانية أجهزة جديدة لا تتناسب مع حجم المرضى. وقال موظف تقني عماد الدين خيري للشروق إن مافاقم أزمة مرضى الكلى انعدام المحاليل اللازمة للغسيل، مؤكداً أنها توقفت بسبب مديونيات كبيرة على معمل المستشفى، وتعجز المستشفى على سدادها. وأكد أن أجواء المستشفى غير مستقرة لأن الأطباء يعملون بجهد كبير دون مقابل مادي وأنهم لم يصرفوا رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر ما أدى إلى توتر كبير أثناء العمل اليومي.