في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد الآن، لا أمل في تغيير تلك الظروف بالاماني والاحلام، ولكن بالعمل والانتاج. والسودان منذ زمن الانجليز يعتمد على الزراعة والثروة الحيوانية، وعندما ظهر البترول لم تهتم الدولة بالزراعة وتحسينها وتطورها حتى نستطيع الاعتماد عليها في تحسين الوضع الاقتصادي المتردي حالياً، والآن أصبحت المعاناة كابوساً يطبق على أنفاس المواطنين، واصبحت الحياة المعيشية جحيماً لا يطاق، ولا مخرج لنا الا بالاهتمام بالمشروعات الزراعية خاصة المروية منها، مثل مشروع حلفاالجديدة الزراعي، هذا المشروع الذي لم يتم الاهتمام به ووصل مرحلة الضعف وقلة الانتاجية. وقد كان مشروع حلفاالجديدة الزراعي مورداً اقتصادياً كبيراً لمواطني المنطقة والدولة من حيث الانتاجية الضخمة في السابق عندما كان الاهتمام بالمشروع في اوج عظمته. ولكن الآن تدهور المشروع تدهوراً مريعاً ولم نر اي وجود للنهضة الزراعية التي نسمع بها في مشروع حلفا الجديد الزراعي، كأن مزارعي حلفا مغضوب عليهم من قبل ناس النهضة الزراعية. وقد استبشر مزارعو حلفاالجديدة خيراً عندما بشرهم المهندس دج مدير صندوق اعمار الشرق بأن هناك منحة مقدمة من بنك التنمية الاسلامي بجدة لتأهيل مشروع حلفا الزراعي، وهذا الكلام كان في مطلع هذا العام 2012م. ونحن الآن في مطلع النصف الثاني من عام 2012م، وهذه الايام يتم بدء العمل بالموسم الجديد للزراعة بمشروع حلفا. والمشروع يحتاج لتأهيل حقيقي ولكن العين بصيرة واليد قصيرة، سواء من المزارع المغلوب على امره او من مؤسسة حلفا الزراعية التي لا حول لها ولا قوة. لذلك الأنظار تتجه نحو صندوق إعمار الشرق للوفاء بما وعدوا به المزارعين لتأهيل المشروع وزيادة الإنتاجية واختيار المخلصين و «الواطي الجمرة» لنجاح هذا العمل، لأن أهالي حلفا لا يقبلون بغير ذلك. ولا بد من الإسراع في بدء تأهيل مشروع حلفاالجديدة الزراعي وإنقاذ المزارعين البسطاء حتى لا يضيع الموسم الزراعي هباءً منثوراً. فيا ناس الحكومة ويا مسؤولي صندوق إعمار الشرق انقذوا مشروع حلفا من الضياع، وابدأوا على بركة الله في تأهيل المشروع، لأن انتاجه سيكون خيراً وبركة على المواطن والحكومة، ولا تتأخروا أكثر من ذلك حيث لا ينفع الندم.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد... والله ولي التوفيق. محمد إسماعيل حسن ع/ مزارعي حلفا الجديدة