تضاربت التصريحات حول سلعة السكر التى شغلت أهل السودان . منذ أن تذوقوها طعماً وشعراً ، حينما تغنى بها الهرم الغنائي الكابلي ( سكر سكر ) وسار بها الركبان وأخيراً التجار والمرابون والمضاربون في هذه السلعة التي أصبحت الوسيلة السريعة للثراء الحرام قبل ان يكون حلالاً .. عذراً لهذه الكسرة كما يقول بذلك عزيزنا (البوني ) نعود للتضارب في التصريحات ، خاصة فيما يتعلق بسعر السكر الذى تم التأمين على ثباته ضمن ثلاثة سلع هي السكر والزيت والدقيق ، ثم أكد والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ، أن سعره سيظل ثابتاً حتى رمضان ، ولكن رغم كل هذه التأكيدات الا أن السلعة ( الحلوة ) لها حكومة وسلطة أخرى ، تقرر متى توزعها، وهي وحدها التى تحدد سعره وتوزيعه ، ولذلك فإن التضارب حوله أمر ليس بالمستغرب ، خاصة بعد أن تعددت مؤسساته في التملك والتعبئة والتوزيع ومن أراد أن يستوثق من هذه الحقيقة فليطلع على أسماء شركات التعبئة المتعددة التي تفوق مصانع السكر في التسمية ليس على مستوى السودان ولكن ربما على نطاق العالم الذى يزرع ويصنع هذه السلعة الخطيرة والسؤال : لماذا اتجه الجميع الى تجارة السكر ، أمر واضح لانها .سلعة لايستطيع أن يستغنى عنها كل أهل السودان ، في الحضر والريف ، لانها المصدر الوحيد للطاقة بعد الموز والمنقة الموسمية ، اذا أبعدنا النبق السوداني ، واللالوب أو الهجليج الذى سميت عليه مدينة هجليج الذي يحاول الجنوب أن يأخذها (سنبلة) وفهلوة ، نرجع مرة أخرى لموضوع الساعة .. السكر (الأبوليّ بي) الذي قال فيه ( الوالي ) إنه سيظل على سعره "(35) زنة عشرة كيلو حتى رمضان ، ولكن ماذا حدث بعد ذلك ..اتجهت دفارات السكر ، في كل اتجاه تحمل الأبيض الرنان الذي فاق كل السلع . ولكن بسعر جديد لم يناقشه أو يتداوله اعضاء البرلمان أو حتى الجهات السيادية ولكن ظهر فجأة وبسعر جديد الى مراكز التوزيع بسعر (50) جنيه اي بزيادة (15) جنيها حتة واحدة ، ويظل المواطن المغلوب على أمره وامر صغاره الذين لايبيتون دونه عن الجهة التي حددت السعر الجديد هل هي وزارة المالية ووزيرها الهمام ، ام ان هناك وزارة موازية لها في الاختصاصات والقرارات. أن هذه السلعة يمتلكها ( أبوعشة) وحده. ومن لا يعرف (أبوعشة) فعليه ان يراقب النمل الذى يعشق هذه السلعة ولا يتركها حتى لو أخفيت في أقصى وابعد مكان فلا بد له من الوصول اليها وإن طال إخفاؤها. وهو يشبه أهل السكر في هذه الايام له رأس كبير يشبه ثمرة الجوافة البيضاء في جناين ( البان جديد .. ياحليلة جفت ومصادر المياه وهجر الناس زراعة الفواكه التي لا تسمن ولاتغني من جوع أو تحمي من فلس) ، فالجميع اتجه للذهب او غادر لأرض الذهب الاسود . نعم عاد السكر بسعر جديد غير معلن يعني سعر ( أُمغمتى ) نعتذر عن من لا يستوعبها معنى معجمياً . ولكن تفهم من سياقها وصوتها الذى يشبه القنبلة، ولكن السعر جاء على منوال سياسة الأمر الواقع ، خاصة وأن السكر تستهل به الصباحات الجميلة او المشتعلة مع ست العيال إن غاب من الوجود ولكن عاد السكر بسعره الجديد الذي لا يطيقه الغبش والغلابة، الذين يرفعون الأكف للذى لايظلم أحدا ، عن هذا الابتزاز والاستغلال من قبل (مافيا السكر) التى لاتعرف قانوناً أو أخلاقاً او سلطة تكبح شهوتها في ( قنطرة) المال وكنزه حلالاً وحراماً ... ويظل السؤال مطروحاً من المسئول عن سلعة السكر ؟ ومن يحدد سعرها وجودتها وتوزيعها ، خاصة بعد ان تعددت مصادرها وشركاتها ، وتوزيعها ويظل الجميع حائرين في بلد ظل رائداً في صناعة السكر ، ويرددون من نصدق او نكذب عن سلعة السكر.