الحفاظ على التراث الشعبى واللهجات المحلية اصبح هاجسا يؤرق الكثير من المهتمين فى ظل الغزو الثقافى الذى يجتاح العالم من قطب.. لقطب .. ويعمل على طمس الحضارات والثقافات الانسانية للمجتمعات المحلية لقد سعدنا كثيرا بالاطلالة المتميزة للاغنية الدنقلاوية عبر مجموعة من الاغنيات المصورة التى تم تصويرها فى اماكن طبيعية بدنقلا ومناطق اخرى بمشاركة كوكبة من الفنانين الشباب من ابناء المنطقة المنضوين تحت مظلة جمعية دنقلا للثقافة والتراث النوبى ، وتبث تلك الاعمال من خلال شاشات القنوات الفضائية والتى يحمد لها اهتمامها بالثراث المحلى لكل اهل السودان ، وقطعا ستساهم تلك الكليبات فى ابراز ثقافة وغناء دنقلا بتنوعها و تتناول تلك الاغنيات قضايا اجتماعية وتراثية وثائقية مثل ظاهرة الاغتراب والزواج النوبى بمراسمه المختلفة، وطقوسه المتعددة، وتناول اهمية نهر النيل وما يمثله للحياة فى تلك المناطق والسواقى والنفير، وللامانة والتاريخ فان الجمعية بذلت جهدا مقدرا فى الحفاظ على «رطانة » الدناقلة التى كادت ان تندثر فى ظل السكون الفنى والثقافى الذى خيم على المنطقة فى السنوات المنصرمة، ونعتقد بان هذه الابداعات الفنية والاصوات الواعدة عملت على احياء اللهجات النوبية العريقة واعادت ارتباط الشباب والاجيال الحديثة بتراث وأرث الاجداد الثقافى والاجتماعى والفنى، لقد ساهم الجيل الاول من الفنانين زكى عبد الكريم وابراهيم ادريس فى تعريف الاخرين باغنية دنقلا فى سبعينات وثمانينيات القرن الماضى ولكن هجرتهما للمملكة العربية السعودية اوقفت انتشار هذه الاغنية لسنوات طويلة وكادت ان تنسى. كوكبة الاصوات الفنية الجديدة من ابناء دنقلا دفعت بالاغنية بقوة لتحتل مكانها فى الساحة الفنية بقوة وتصبح جزءا اصيلا من مراسم الافراح والمناسبات حيث تحرص الاسر المقيمة فى الخرطوم للاستعانة بفنانين من دنقلا لاحياء الافراح ، واعتقد جازما بان هذا الفن الجميل يملك مقومات الانتشار والبقاء بفضل ايقاعاته وكلماته التى تحمل فى طياتها الكثير من المضامين والقيم الرائعة التى تميز مجتمع الدناقلة الاجتماعية السعيدة فى زمن الاباء انها دعوة لكل المبدعين من ابناء دنقلا العريقة للالتفاف حول الجمعية لعكس وجه دنقلا المشرق وتبقى التحية لجيل المطربين الشباب الذى يحملون لواء الاغنية ومنهم منال عبد الرسول وانور صلاح وحسن هولندا وعبد الرحيم شاهين وبقية العقد الفريد. فوتوغرافيا اخيرة على القمر المصري نايل سات عدد من القنوات الفضائية تطرح مسابقات هايفة الاسئلة اقرب ماتكون الى الفوازير الشعبية وتلوح بجوائز ضخمة ان تتصل اربع ة مرات على الخط العالمى وعندما ينفتح الخط يطرح عليك صوت نسائى اسئلة المسابقة وتتخلل ذلك مقطوعة موسيقية الهدف منها اطالة زمن المكالمة ثم يطلب منك تدوين رقم هاتفك لان الكومبيوتر هو المعنى بمنح فرص المشاركة وسوف يتم الاتصال بك لاحقا وطبعا لن يتصل بك احد وتكون قدخسرت مبلغا وقدره والغريب فى الامر ان ذات الاسئلة تعاد كل يومين ولم اشاهد يوما فائزا انه النصب على الهواء! وهناك قنوات اخرى تروج للفساد وتدعو للانحلال ومنها قناة «كلام »من المسؤول عن ضبط ورقابة البث الفضائى العربى ! [email protected]