ضاقت شوارع الخرطوم بما حوته من آخر موديلات السيارات ، وضاقت انفس السائقين والمارة من معضلات الازدحام المروري الى الدرجة التي باتت فيها سرعة السيارات داخل وسط الخرطوم اشبه بسرعات العربات التي صنعت قبل مائة عام .. وحتى الآن لم تجد الخرطوم الحل لمعضلتها القديمة المتجددة . (الصحافة ) مضت في شوارع وسط الخرطوم لترصد اثر تغيير اتجاهات بعض الشوارع من الاتجاهين الى الاتجاه الواحد ، وتبين مدى استيعاب مستخدمي الطرق للتغيير . وكانت وزارة المياه والبنى التحتية ولاية الخرطوم قد اعلنت في بداية شهر ديسمبر من العام الماضي عن خطط تعديل مسار الحركة في عدد من الشوارع الى اتجاه واحد ، بيد ان الوزارة تأخرت عن تنفيذ الامر طيلة سبعة اشهر الماضية لتبدأ تنفيذ تغيير المسارات منذ امس الاول ، وشرعت شرطة المرور في نصب علامات منع الالتفاف والدخول الى شوارع الاتجاه الواحد ، وفي شارع الحرية المزدحم دوما بكثافة حركة السير كان مظهر سريان التغيير واضحا من خلال ما احدثه التغيير من ربكة صاحبتها حالة من السخط وسط اصحاب السيارات التي اصطفت في اتجاه حركة السير من الجنوب الى الشمال ، ومع مدخل كل شارع فرعي كان افراد شرطة المرور يقفون لتوجيه السيارات الداخلة الى الاتجاه الصحيح ، واكد المواطن عبدالعظيم خالد الذي كان يمضي راجلا من الحرية باتجاه شارع عبدالمنعم ان النهج الجديد يساعد في توفير السلامة للمشاة الذين باتوا يجدون السهولة في العبور، مشيرا الى ان عبور الشوارع بات منذ الامس سهلا ومريحا وابان عبدالعظيم ان الامر لا يتطلب سوى النظر الى اتجاه سير العربات ثم العبور دون النظر الى الاتجاه الآخر مضيفا " كنا نعاني في السابق من زحمة السيارات " ، وفي شارع عبدالمنعم الذي تحول فيه الاتجاه من الشمال الى الجنوب وقف افراد شرطة المرور عند كل تقاطع لتوجيه حركة السائقين الى الاتجاهات الجديدة ، وفي تقاطع عبدالمنعم محمد مع البلدية غرب بمواجهة ابراج الواحة كان بعض سائقي السيارات يخطئون في السير اذ يتجهون صوب شارع الجمهورية من الجنوب الى الشمال كانت صافرات افراد شرطة المرور لا تتوقف في توجيه السائقين المخطئين وارجاعهم الى جادة الطريق القويم ، و كان سائقو الدراجات البخارية اكثر الذين يخطئون في السير عكس اتجاه حركة السير بالرغم من كونهم اكثر فئات مستخدمي الطريق تضررا من حوادث حركة المرور. يقول بشرى البشير - موظف - والذي صادفناه يقف امام سيارته ان تغيير اتجاهات السير الى اتجاه واحد ازعجهم كثيرا مؤكدا انه لم يكتشف امر تغيير الاتجاهات الا عندما قدم من الغرب الى الشرق في احد الشوارع التي طالها التغيير ليضطر الى الرجوع شمال الجامع الكبير ، فوجد الشارع الآخر وقد تحول الى اتجاه واحد ليعود ادراجه غربا حتى شارع الجامعة ليدخل شارع عبدالمنعم محمد ليصل الى مقصده بواحة الخرطوم، مشيرا الى انه لم يكن يعلم بتغيير الاتجاهات ، بيد ان بشرى اكدان تغييرالاتجاهات مفيد لتنظيم حركة السير وتفادي الازدحام شريطة ان يصاحب التغيير اعلام كثيف حتى يؤتي اكله ويساهم في انسياب حركة المرور في وسط الخرطوم الذي يصنف بانه الاعلى في الكثافة المرورية . وقبيل مغادرتنا شهدنا توقيف عدة سيارات بشارع عبدالمنعم محمد اثناء سيرها في عكس الاتجاه الجديد ليقوم افراد شرطة المرور بارجاعها وتوجيه سائقيها دون تدوين مخالفات ،ومن بين السيارات كانت عربة تحمل لوحة الشرطة بيد ان صرامة جندي المرور ألزمت ضابط الشرطة بالرجوع الى الاتجاه الصحيح . وفي حلة كوكو بشرق النيل فقد ادى تغيير مسار كل السيارات المتجه من شرق النيل الى الخرطوم عبر شارع الترعة الذي يمر بكلية البيطرة جامعة السودان، ما ادى الى حالة من الاختناق ليستغرق الامر وقتا اطول ما ادى الى حالة من التذمر بين المواطنين الذين انتقدوا تغيير المسارات في الطرق وفق النهج الراهن الذي اتخذته إدارة المرور.