هل بات المعلم ضرعا حلوبا للمحليات ؟ ورغم تواضع مرتبه فقد برز غول الاستقطاعات يهدد قوت الاطفال ذلك ما يشير اليه واقع بشرق النيل يقول بعضهم بان ثلث المرتب بات المعلم يوجهه لمواصلاته والثلث لاسرته والثلث الاخير لنقابته ، « الصحافة» لامست محنة استقطاعات مرتبات المعلمين ، ونقلت آلام معلمي شرق النيل ممن فرضت عليهم الاستقطاعات ليحملوا همومهم ومطالب قواعدهم والدفاع عن حقوقهم . واذا كان مثلث التعليم يقوم على المعلم والمدرسة والتلميذ فان المعلم هو الدينمو الذي يحرك كل العملية التعليمية بيد ان المعلمين عالقون في جملة اشكالات تبدأ بتواضع المرتب لتنتهي بكثرة الاستقطاعات التي تكاد تصل الى ربع المرتب ، يشير المعلم بشرق النيل خالد سليمان الي ان الاستقطاعات من مرتباتهم تتم دون الرجوع اليهم بينما الاصل عدم الاستقطاع من المرتب الا بعلم ورضاء صاحبه ، مؤكدا ان أي مخدم لا يستقطع أي مبلغ دون علم الموظف، مضيفا « يجب ان تكون هناك خدمة مقابل الاستقطاع « ، واكد خالد ان الاستقطاعات من مرتباتهم تكاد تصل ربع قيمة المرتب، مشيرا الى زيادة المبلغ المستقطع لشركة شيكان والمنصوص عليه في العقد بمبلغ ثلاثة جنيهات ونصف بينما يتم استقطاع مبلغ خمسة جنيهات شهريا من كل معلم ، وشكا خالد من عدم استفادتهم من التأمين على الحياة الذي فرض عليهم، مشيرا الى تجديد العقد سنويا حيث يسقط حقهم بعد نهاية كل عام ، وكشف خالد ان هناك استقطاعا من مرتباتهم لدعم المؤتمر الوطني ، بينما يقول المعلم بشرق النيل محمد ابراهيم يوسف ان هناك عدة استقطاعات تذهب الى اتحاد المعلمين والهيئة النقابية لعمال التعليم والاتحاد العام لعمال السودان وحتى صندوق دعم الطلاب، مشيرا الى تكوين المعلمين بالولاية لعدة لجان لاسترداد حقوقهم مؤكدا ان كل تلك اللجان دمجت في لجنة واحدة سميت لجنة المعلمين، مشيرا الى ان نقابتهم رفضت التعامل مع لجنتهم واعتبرتها غير شرعية موضحا انهم رفعوا دعاوي قانونية امام محكمة مسجل تنظيمات العمل . ويؤكد المعلم سيف الدين أحمد بشرق النيل ان الاستقطاعات المفروضة من قبل الدولة كالدمغة ليس لديهم اعتراض عليها بيد انهم يرفضون باقي الاستقطاعات، وعدد سيف الدين استقطاعات شركة شيكان بلغت خمسة جنيهات رغم ان المنصوص عليها ثلاثة جنيهات ونصف الجنيه وبناء دار النقابة ، مشيرا الى قائمة الاستقطاعات الشهرية تحوي عدة بنود متشابهة هم اتحاد معلمين وعمال ونقابة تعليم ودار النقابة ، واستغرب سيف الدين من ازدواجية خصم مبالغ لشركة شيكان والتأمين الصحي في آن واحد ، مشيرا الى العنت الذي يجدونه في التأمين الصحي الذي يحدد لهم عددا معين في اليوم الواحد بينما معظم الادوية خارج التأمين ، مؤكدا ان نسبة الاستقطاعات منهم تصل الى ربع المرتب الضئيل اصلا. وكشف المعلمان خالد وسيف الدين ان النقابة تفرض اساليب جديدة في كل مرة للتغول على مرتباتهم مؤكدين ان النقابة اصدرت بطاقة معاشية للمعلم بالخدمة تجدد كل ثلاث سنوات، موضحين ان البطاقة لافائدة لها للمعلم، مشيرين الى وجود بطاقة اخرى تسمى « بطاقة مذهلة للتخفيضات» التي اتضح عدم فاعليتها عند استخدامها مع كل المحلات التجارية المضمنة في الكتيب الذي وزع لهم .