* «الما دارك ما عاتبك» عبارة شعبية دارجة تعني أن من عاتبته فأنت قد أحببته،لأن من ينصح أخاه أو يعاتبه في موقف محدد فهو يكن له تقديرا واحتراما يدفعه الى ذلك، والتجاهل والصدود عكسها. ما ساقني الى ذلك تبرم أخي مصطفى أبو العزائم رئيس تحرير الزميلة «آخر لحظة» من جملة ذكرتها خلال نقاش حول اتجاه الناشرين الى رفع سعر الصحيفة لوقف نزيف الخسائر بعد تصاعد أسعار الورق وكل مدخلات صناعة الصحافة في البلاد. وأصل الحكاية بلا رتوش.. اجتمع مجموعة من الناشرين وممثليهم من رؤساء التحرير في قاعة الشهيد الزبير الأسبوع الماضي لدراسة الخيارات المتاحة لمواجهة ارتفاع مدخلات صناعة الصحف وتشغيلها،بعد التطورات الاقتصادية الأخيرة،وبصفتي عضو في لجنة الناشرين قدمت أمام المجتمعين خلاصة الدراسة التي تحدثت بالأرقام عن الخسائر التي يتكبدها الناشرون منذ شهور،وذلك لغياب رئيس اللجنة الأخ المهندس صلاح أحمد علي المدير العام لشركة الرأي العام. الدراسة رأت أن هناك خيارات محدودة لتحقيق توازن يمكن الصحف من الصدور نسبة لأن بعضها خارج أيديهم،ومن الخيارات التي رجحتها اللجنة زيادة سعر الصحيفة، وكان الاتجاه الغالب خلال الاجتماع مضاعفة سعر النسخة من الصحيفة من جنيه الى جنيهين،وكان هناك شبه اجماع، ولم يتحفظ على ذلك سوى الزميل مصطفى أبو العزائم وقال انه لم يكن موافقا ولكنه سيلتزم بموقف الجماعة. وقع الحضور على الاتفاق بزيادة سعر الصحيفة،ومن بين الموقعين صحيفة «آخر لحظة» التي مثلها في الاجتماع الى جانب الزميل مصطفى كل من المدير العام لشركة المنحنى التي تصدر عنها الصحيفة علي فقير وعضو مجلس الادارة مأمون العجيمي،وهي الشركة الوحيدة التي حضر منها ثلاثة من أعضاء مجلس الادارة،بعد غياب رئيس مجلس ادارتها لظروف طارئة حسب ما نقل للاجتماع المهندس الطيب مصطفى. في اليوم التالي لم تنشر صحيفة «آخر لحظة» الاعلان عن زيادة سعر الصحيفة كما اتفق الناشرون،بل كتب رئيس تحريرها موقفا مناهضا للزيادة مستبقا اجتماع مجلس ادارته الذي حضر غالبية أعضائه لقاء الناشرين،وقد هاتفني عدد من حضور الاجتماع في دهشة واستغراب لموقف الصحيفة واعتبره بعضهم مزايدة غير مبررة وليست في محلها. فمصطفى لو لم يكن موافقا لامتنع ممثلو شركته وهو منهم عن التوقيع أو طلبوا مهلة لعرض الأمر على مجلس ادارتهم،وحتى لو تراجع مصطفى بعد التوقيع أو سعى للعدول عن رفع سعر الصحيفة لصمت حتى يعقد مجلس ادارته اجتماعه ومناقشة الأمر واصدار قرار بشأنه، لا قيادة حملة ضد موقف المجموعة بصحيفته والانضمام الى تجمع آخر له موقف مضاد. على كل ..هالني الأمر واستهوتني أحزان،لذلك عندما جاءت المناسبة خلال جلسة ود وأنس وذكريات في منزل الزميل محمد محمد خير، سألني بعض الحضور عما جرى، وكان مصطفى موجودا، فقلت له يا مصطفى موقفك لم يكن اخلاقيا،وكنت أصف حالة،أمام صاحبها وليس من خلفه أو في غيابه ،ولم أقصد الاساءة الى زميل احترمه وأقدره وهو أكبر مني سنا وخبرة،ولم نتوقف عند ذلك كثيرا وتجاوزت المؤانسة الى قضية أخرى.. أخي مصطفى لك العتبى ان فهمت من كلماتي أنها لم تكن موفقة،فلم أقصد اساءة أو تجريحا،والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. عالم جميل لبى نخبة من الزملاء دعوة من الشركة السودانية للهاتف السيار «زين « الأسبوع الماضي بعد ما جاءت الدعوة الى مؤتمر صحفي من دون تحديد ما يطرح فيه من قبل العضو المنتدب والمدير العام ل «زين - سودان» الفريق الفاتح عروة،وراجت قبيل المؤتمر معلومات عن أن الشركة ستعلن زيادة في تعرفة خدماتها بعد رفع القيمة المضافة وضريبة الاتصالات. ولكن كانت المفاجأة تخفيضات في المحادثات الهاتفية بنسبة 15% لفترة محددة،والتعامل بنظام الثانية،وأيضا هبة من الانترنت،وأعتقد أن أعظم هدية للصحفيين كانت المعلومات والأرقام والشفافية التي اتسم بها حديث عروة.،فلم يخف أدق التفاصيل ولم يتهرب عن سؤال أو يتبرم من سيل التساؤلات.. التحية الى «زين» قيادة وعاملين على «كفاءة التشغيل» والسعي نحو التطوير المستمر،والتخفيض في زمن الغلاء والقحط ، وتحية خاصة الى الزملاء في الاتصال المؤسسي،وشكرا لكم .. انه «عالم جميل».