على الرغم من الجهود الكبيرة التي يقوم بها فرع الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بولاية كسلا في التصدي لضعاف النفوس من الذين استمرأوا التكسب على حساب صحة وسلامة المواطنين فان أسواق الولاية وخاصة البعيدة منها تعج بالسلع غير المطابقة للمواصفات أو منتهية الصلاحية وهو ما كشفته الحملة التي نفذتها هيئة المواصفات بكسلا على أسواق محلية شمال الدلتا وعاصمتها مدينة وقر في الأسبوع المنصرم حيث يقول المهندس محمد سيد أحمد عمر مدير فرع كسلا انهم وفي خلال الحملة التي استمرت لأسبوعين تمكنوا من ضبط ما يقدر ب 2 طن من السلع الفاسدة غير المطابقة للمواصفات أو منتهية الصلاحية تم ابادتها على الفور بواسطة لجنة مختصة ويضيف بأنهم نفذوا برنامجا توعويا مصاحبا للحملة مما كان له أبلغ الأثر في تجاوب المواطنين مع الحملة معترفا بأنها المرة الأولى التي يخرج فيها فرع كسلا الى المحليات النائية مؤكدا أنه أتي في اطار سياسة الهيئة السودانية للمواصفات الانفتاح على الريف والمناطق النائية بعد أن تأكد لهم هروب ضعاف النفوس من التجار والمنتجين الى خارج حواضر الولاية نتيجة لنشاط الهيئة المتنامي في المدن الرئيسية . وعن تفاصيل المضبوطات قال سيد أحمد ان أبرزها هي المرقة الرزية المحظورة التي اختفت من أسواق المدن منذ ثلاث سنوات نتيجة لحملات الهيئة وكذلك بعض السلع منتهية الصلاحية وزيوت الطعام غير المطابقة للمواصفات السودانية مشيدا بالتعاون التام الذي وجدوه من سلطات محلية شمال الدلتا ممثلة في الأستاذ محمد طاهر عمر معتمد المحلية والمدير التنفيذي والقيادات الأهلية والمجتمعية بالمحلية وعن خطتهم للمتابعة قال انهم قاموا بتأسيس فرع لمنظمة حماية المستهلك بالمحلية التي تعتبر شريكا فاعلا بالنسبة للهيئة بالاضافة للحملات الدورية التي يقومون بتنفيذها بصورة راتبة. حدود مترامية مع دول الجوار مما يصعب من عمل هيئة المواصفات بولاية كسلا ترامي أطراف الولاية بمحلياتها الاحدى عشرة ومجاورتها لدولتين هما ارتريا التي لولاية كسلا حدود مشتركة معها بطول 350 كيلو متر خالية من الموانع الطبيعية وكذلك دولة اثيوبيا التي لها حدود مشتركة ولكن في شكل مثلت حمداييت وهذا كما يقول المهندس فتح الرحمن موسى يجعل مهمتهم تزداد صعوبة في ظل التداخل الاجتماعي وانسيابية الحركة التجارية والاجتماعية بين سكان ولاية كسلا وكل من هاتين الدولتين، مؤكدا أن أبرز ما تكشف لهم في حملتهم على أسواق محلية شمال الدلتا وتحديدا عاصمتها مدينة وقر ومعها عدد من المدن كهداليا ، متاتيب ، وغيرها هو مشاكل التخزين نتيجة لأن معظم المتاجر والمخازن مشيدة بالمواد المحلية والطين وهو ما ينتج عنه رطوبة زائدة تؤثر سلبا على المواد المخزنة خاصة في فصل الخريف الذي تعيشه البلاد هذه الأيام مؤكدا أنهم في الفترة المقبلة سيدخلون لأول مرة بولاية كسلا رقابة المخابز وأوزان الخبز بعد ان توصلوا لاتفاق تام مع اتحاد أصحاب المخابز. الرطل ومشتقاته مازال موجوداً يقول المواطن محمد دين عثمان انه بالرغم من الحملات التي نفذتها الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس وحديثها عن انتهاء عهد الرطل كمعيار للوزن وابداله بالكيلو جرام ومشتقاته الا أنه ما تزال كثير من المتاجر حتى في الأحياء الطرفية لمدينة كسلا تتعامل بالرطل ومشتقاته متسائلا عن دور الهيئة في حماية المواطن من الغش وحملنا شكاوي المواطنين في هذا الخصوص الى مسئولي فرع كسلا الذين أقروا بامكانية وجود مخالفات في تطبيق نظام المعايرة الجديد وأكدوا أنهم يقومون بتنفيذ القانون على المخالفين بعد أن قاموا بتوفير الأوزان الجديدة المتمثلة في الكيلوجرام مؤكدين أن جهودهم مهما تعاظمت لن تحقق الهدف المنشود الا اذا تفاعل معها المواطن الذي تم تبصيره بحقوقه في هذا الخصوص مؤكدا أن الأدوار هي تكاملية ولا تستطيع الهيئة بمفردها تحقيق الأهداف المنشودة المتمثلة في حماية المواطن في ماله ونفسه وصحته