جاءوا به على قدر إذ كان لا بد أن يكون أسود من غانا، وأن يكون مسيحياً، وأن يكون طويلاً أنيقاً يجيد الانجليزية مع خبرة دبلوماسية طويلة تمكنه من معرفة الاتكيت وإجادته، بحيث يقول الكلام فلا يعرف السامع إن كان الكلام له أو عليه معه أو ضده، وأن تكون التعابير التي في وجهه مثل التعابير التي على وجه الصنم الذى يكون فى محلات الأقمشة الكبرى، يظن كل داخل إلى المحل أنه يبتسم إليه خاصة، فى حين أنه لا يبتسم في الحقيقة إلى أى أحد بل ولا يبتسم كلياً، وإنما نحتت شفتاه على ابتسامة لا إرادة له في بذلها أو منعها. هذا الروبوت المسلى تسيطر عليه من بعيد يد الغرب الماكرة، والتى طارت به مرة حتى جعلته السكرتير العام للامم المتحدة «كلها»، وبمناسبة كلها هذه يحكى أن رجلاً كبيراً طريفاً أخبروه أن ابنه يرغب فى خطبة بنت معروفة بضخامة الجثة، فقال معلقا:يريد أن يخطبها كلها؟ ويكفيه «فخراً» أنه كان حاضراً لما ضربت غزة فى آخر عهد جورج بوش الابن فى أواخر عام 2008م بالفسفور الأبيض، وابتسم كالعادة لكل الشاشات نفس ابتسامات صنم محلات الأقمشة الكبرى، وقال نفس الكلام الذى ما سمعه القاتل والمقتول إلا ظن كل احد منهما أن كوفى عنان معه على غريمه، وكوفئ كوفى مباشرة بجائزة نوبل للسلام.. لاحظ للسلام لا للحرب. وكوفى عنان مفوض الآن ليسوح حيث يشاء، فهو المبعوث المشترك لكل من الجامعة العربية والأمم المتحدة «لحل» الأزمة السورية، وعنده في ما أعتقد دفتر تذاكر ضخم يقطع منه بمزاجه للرحلة التى تروق له، فهو مرة فى دمشق ومرة فى القاهرة ومرة فى استانبول ومرة فى طهران ومرة فى موسكو ومرة فى بكين، ومرات فى واشنطون. ويستطيع أن يعمل «ري روتنق» بمزاجه إلى أى مكان فى العالم، فأرجو ألا «تطلع برأسو» كما يقول السوريون الحاقدون عليه أن يسافر إلى المريخ!! هذه الرحلات طبعاً سيدفع ثمنها العرب، لأنه ما دام شيء ثنائي فيه ضلع عربى، فالضلع العربى سيدفع وهذا أمر مفروغ منه.. سيدفع العرب وسيسوح كوفى عنان وسيسوح دم السوريين فى المذابح كل يوم، وهذا السوحان للدم السورى ولكوفى عنان مطلوبان، فأنت «بتسويح» الدم السوري «حسب مفهوم الغرب» تقتل عدواً وب «تسويح» كوفى عنان «ترفه» عن صديق وتقول لكل الدنيا إنك لست عنصرياً لأنك تضع حل مشكلة «السوريين» البيض فى يد رجل إفريقى أسود.. وبالتالى تكون موافقاً لمطلوبات حقوق الإنسان كلها. تضع حل المشكلة السورية فى يده وليس مهماً إن حلها أو عقدها، وإن عقدّها فهذا أحسن. فالعرب فى سوريا يقتلون، وأموال العرب تهدر، ورجل إفريقي مسيحي مسكين يتمتع، والرجل الأبيض الماسك على الحبل من بعيد يموت من الضحك!!