أكثر من (1114) طالب وطالبة من اكاديمية العلوم الصحية بالقضارف قضوا فترة أربعة أعوام نهلوا خلالها من مختلف التخصصات في التمريض والصيدلة والعلاج الطبيعي والتخدير وطب الأسنان وتحضير. طلاب الاكاديمية لم يتوقعوا ان تنقلب عليهم الحياة اذ ظلوا يسعون بين الأكاديمية ووزارة التعليم العالي التي رفضت الاعتراف بالاكاديمية ورفضت توثيق شهادات الطلاب والطالبات رغم اكتمال فترة الدراسة التي بدأت في الثاني من نوفمبر من العام 2007م وحتى تاريخ التخرج في الرابع عشر من يوليو 2011م حيث تم تعيين (281) طالب وطالبة في الدرجة الرابعة عشر داخل سجل وزارة الصحة ولاية القضارف بجانب التزام حكومة الولاية بترفيع خريجي الأكاديمية إلى الدرجة التاسعة إلى حين توثيق الشهادة من وزارة التعليم العالي التي رفضت أن تعترف بتبعية الأكاديمية . مصير الخريجين الذين أرهقهم البحث تجوالاً ما بين تبعية الأكاديمية للتعليم العالي ووعود حكومة الولاية وهروب الجهات الأخرى و أيوب عثمان، أحد خريجي الدفعة الأولى يقول إن وزيرة الصحة الاتحادية وقتها تابيتا بطرس وحكومة الولاية التزما بتعيين الخريجين بالدرجة التاسعة بجانب توثيق الشهادات ولم يتم ذلك رغم التزاما استخراج الشهادات من مركز سنتر الأكاديمية بشارع البلدية ثم إضافة ختم الخبرة والتوثيق من وزارة الصحة الاتحادية بجانب الحصر عبر المنسقية العامة للخدمة الوطنية واستخراج إذن توثيق والتسجيل في المهن الصحية والطبية إلى أن فوجئوا برفض وزارة التعليم العالي بتوثيق الشهادات لجميع الخريجين بحجة عدم وجود رقم جامعي وعدم التزام أمين الشئون العلمية دكتور نادر أحمد . وقال الخريج أيوب انهم ظلوا يستجدون حكومة الولاية والتعليم العالي والأكاديمية بعد أن أفادهم عميد الكلية بأنه لا حل للمشكلة من قبله وزاد بان الاكاديمية رفعت الأمر للوزير. يمضي الخريج أيوب للقول بأنهم طرقوا كل الأبواب وأدمنوا التسكع بحثاً عن ملاذات آمنة لتأمين مستقبلهم الذي ظل مجهولاً مشيرا الى انهم أوفدوا رئيس الهيئة النقابية إلى الخرطوم وأكد حين عودته لا حل لتلك المشكلة . خريجو الاكاديمية طالبوا في حديث ل(الصحافة) حكومة الولاية والحكومة الاتحادية حل هذه الأزمة لضمان اسقرار الخريجين وعدم تشريدهم بعد أن ظل مستقبلهم مرهوناً بتوثيق الشهادات من التعليم العالي الذي خاطب الأكاديمية بالقرار رقم (13) لسنة 2012م استناداً على أحكام المادة (9/د) من قانون تنظيم التعليم العالي والبحث العلمي لسنة 1990م بالموافقة النهائية على قيام أكاديمية العلوم الصحية بالخرطوم وكل ولايات السودان وإصدار أمر تأسيس خاص بالأكاديمية يحدد العلاقة بين الأكاديمية ووزارة الصحة من جهة ووزارة التعليم العالي من جهة أخرى. من جهته أكد أستاذ المناهج بجامعة القضارف الدكتور محمد المعتصم أحمد موسى بأن وزارة التعليم أنشأت عددا من الكليات في التعليم العالي بالسودان تتبع لوزاراتها المختصة مثل الغابات التي أنشأت كلية الغابات والأشغال التي أنشأت المعهد الفني ووزارة الصحة التي أنشأت كلية الصحة في وقت سابق لتطوير العمل حيث يقوم التعليم العالي بإعداد دراساتها وتصميم وتحديد المناهج واعتماد الشهادات وفق المعايير العلمية والإقليمية والعالمية المعلومة واستمرت وزارة التعليم العالي في طرح عدد من الدبلومات التقنية في الجامعات والكليات والمعاهد و أكاديمية العلوم الصحية جاءت بغرض تجفيف الدبلومات العلمية دون تحديد الجهة المسئولة عن اعتماد الشهادة التي تصدرها أكاديميات وزارة الصحة . وقال المعتصم بأن الأمر لم يتم حسمه حتى فوجئ الطلاب في بعض الأكاديميات ليتم تكوين لجنة لدراسة الأمر والتأكد من إيفاء الطلاب للمعايير المطلوبة لمنح الدرجة العلمية المطلوبة. وقال أستاذ المناهج بجامعة القضارف بأن أمر الدرجات العلمية ليس وطنياً بل دولي وإقليمي حتى يكون الطالب قادراً للانتقال لأمر خارج الحدود.