٭ بدا واضحاً للعيان «الخطة» التي تم حبكها «بتحت ليل» بين الوطني والشعبية التي ادت الى انسحاب عرمان من السباق الرئاسي لينفرد المواطن عمر البشير بخمسة أعوام رئاسية قادمة يصبح فيها انفصال الجنوب واقعاً بأمر الاتفاق الذي خطه الشريكان، والذي بموجبه انسحب عرمان من الرئاسة تاركاً البشير «يعرِض» وحده. ٭ المؤتمر الوطني حوّل العملية الانتخابية لصالحه، ومهد لفوزه من خلال الخروقات والتلاعب والتزوير وسقوط أسماء الناخبين، وإقحام آخرين سحبوا ترشيحهم قبل مدة كافية من الاقتراع، بيد أن المفاجأة ألجمت افواههم حين أدلى بعض الناخبين لهم، وذلك لوجود اسمائهم على ورقة الاقتراع حتى لحظة التصويت، فوضح للجميع أن للمفوضية «شراكة» واضحة في «المهزلة الانتخابية». ٭ هذه الخروقات وهذا التلاعب وحالات الغش والتدليس «أمّنت» على أن المؤتمر الوطني يسلك كل الطرق للوصول للسطة الا طريق الديمقراطية. ٭ فقد حقق المؤتمر أهدافه بسياسة «فرق تسد» التي انتهجها منذ مروره عبر البوابة بأول «دبابة»، واقصى الإرادة الشعبية وفتح بوابات مراكزه لمحبيه و«شيوخ طريقته». ٭ والحديث عن أموال تم دفعها «سراً وجهراً» من أجل التخلي عن المشاركة في السلطة حتى «تحلو وتخلو» المقاعد للوطني فقط، وذلك لضمان «ثبات مصالحه» وسيرها في الطريق المرسوم منذ «98»، هذا يوضح «الاهداف القادمة» والتخطيط لفصل الجنوب. وكم يسكننا الخوف من فصل أقاليم نحتاج الى وجودها من أجل سودان واحد يؤكد الوجود الحقيقي لشعب اختار الوحدة بارادته لا «الانفصال» بارادة حكومته التي دفعت المال «مهراً» من أجل الانسحاب. ٭ وساعدت الانقسامات «المُرَّة» التي شهدتها الأحزاب الاخرى الكبيرة في «تمكين» الوطني ودفعه نحو السلطة، مع اختيار بعضهم الارتماء في أحضان الوطني من أجل «مآرب» أخرى وكسب جديد، إذ أصبحت المعارضة «هشة» وسهلة «الاصطياد»، وذلك للاضطراب الذي لازم «جوهرها» السياسي. ٭ غداً ستكتمل الصورة تماماً، وسيبدأ السودان مرحلة جديدة ما هي إلا «تواصل ومواصلة» لمرحلة خلت «سَمَّت» نفسها الإنقاذ، ولكنها حقيقة لم تنقذ إلا نفسها وعاشقيها، أما الشعب السوداني فإنه لا منقذاً رأى ولا «إنقاذاً» وجد من وهدة الجهل والمرض والتخلف والأمية والغلاء الفاحش والتسول المتواصل. ٭ همسة: أرسم في صفحة الماء أحلامي.. وأنثر عطري الآخاذ فيها.. تحملها الرياح بعيداً... فأعود للدروب القديمة..