جاء شعار حملة التبرع الطوعى بالدم هذا العام يحمل وصف (بطل) وحقيقة ان التبرع الطوعى بالدم يدخل فى باب البطولة الراتبة، وذلك لما للدم من اهمية قصوى فى انقاذ من ينتظر قطرة منه، ولما للبطولة من خواص ومواصفات لايحملها الا من جاهد واجتهد فى احياء النفس التى كرمها الله فالمتبرع الطوعى بدمه شخص (فوق العادة) عزم على سلامة نفسه اولا ثم سلامة الاخرين من خلال تنشيط نخاع العظم وتحفيزه على انتاج خلايا جديدة عند التبرع المنتظم، وللمتبرع هنا اجران اجر انقاذ مريض ينتظر لحظة دفع لحياته ليستمد شفاءه وسلامته من سلامة المتبرع، والثانى زيادة حسناته التى تسجل عند المولى عز وجل فعنده لايضيع الاجر ولاينقص . اننا فى السودان نحتاج كثيرا لتعزيز مفهوم التبرع بالدم وتكريس انشطته وذلك لتحقيق الهدف المنشود وانقاذ حياة مريض رهن الانتظار المملو فالتبرع بالدم يجسد اروع الاعمال الانسانية النبيلة ويخلق مزيدا من المبادرات ويدعو الى التواصل والتعاون لدعم برامج امان وسلامة نقل الدم التى تراعى فيها كل المعايير الدولية المطلوبة. اذكاء الوعى بأهمية التبرع بالدم المأمون هو مانسعى لثباته فى المجتمع لان غياب التبرع بالدم على اساس مجتمعى يعد ثغرة فى طريق تحقيق الغايات السامية والتى على رأسها التبرع واجب قومى. لتوفير الدم الآمن للحالات الطارئة والحرجة خاصة ان منظمة الصحة العالمية تسعى على ان تحصل جميع البلدان على كامل الامدادات من الدم من متطوعين لايتقاضون مقابلا عن تطوعهم بحلول عام 2020، فإذا تم ارساء ثقافة التبرع بالدم على اسس وقواعد صحيحة فإن ذلك يعد كافيا لخلق تضامن فى المجتمع يدفع الى تواصل الامداد لكافة المحتاجين وقد يعد مستقبلا بازدياد الراغبين فى التبرع تحقيقا للاكتفاء الذاتى من الدم وهذا مانطمع فى (القرب منه) وجعله هدفا قادما يستمد اهميته من اهمية التبرع المتواصل للدم استنادا الى قاعدة ان التبرع بالدم بلا مقابل هو عمل خيرى مثله مثل الاعمال الخيرية الاخرى التى ترسى مبادىء التكافل والتعاون. للاعلام دور مهم جدا فى تحريك ثقافة التبرع الطوعى بالدم فى المجتمع وحث افراده على وضع خطواتهم فى هذا الاتجاه الذى يخلق شراكة مجتمعية بين الافراد والمؤسسات الصحية الموجودة، كما يرسخ لقيمة الايمان بدعم المريض ليصبح الايمان بعد ذلك سلوكا متاصلا داخل النفس المتبرعة لذلك يأتى الاعلام شريكا فى دفع واستمرارية التبرع الطوعى بالدم من خلال افساحه الفرصة لبث برامج توعوية تخاطب المواطن وتحثه على التوجه لمراكز التبرع او الاتصال بسيارات المركز القومى للتبرع بالدم، والتى تجوب ارجاء العاصمة لتعزيز قيمة المشاركة والاحساس بالمسؤولية الاجتماعية تجاه كل فرد ينتظر بأمل قطرة دم سليمة من متبرع سليم. التبرع بالدم ولاهميته القصوى والفاعلة لابد من تعزيز شراكات برنامجه القومى مع المؤسسات الاخرى التربوية والثقافية والاعلامية لبلورة سياسة موحدة هدفها الاصلى اندياح التبرع الطوعى بالدم، وغايتها ثبات الرؤية ونشر الرسالة فى المجتمع من اجل رفده بالمتبرع الطوعى الذى يؤمن بثقافة المبادرة وتأثيرها فى المجتمع. همسة اشتهي الوجه الصبوح وانتمي.... لعشقي الاول ...فاحتمي.... بالدار الوريفة ....التي تنثني... عندها نسائم الوجد القديم ...فلله شكرا ...انحني...